فرنسا – السابعة الإخبارية
كشفت صحيفة “ليكيب” الفرنسية في تقرير حصري، أن زين الدين زيدان، المدير الفني الأسبق لريال مدريد وأحد أبرز أساطير الكرة الفرنسية، بدأ فعليًا الاستعداد لتولي منصب المدير الفني للمنتخب الفرنسي، في خطوة قد تتحقق بعد نهاية مشوار “الديوك” في كأس العالم 2026، وسط توقعات برحيل المدرب الحالي ديدييه ديشامب عن منصبه بعد البطولة.
وبحسب الصحيفة، فإن زيدان يتحرك بهدوء شديد خلف الكواليس، واضعًا نصب عينيه الهدف الأكبر: قيادة منتخب بلاده الوطني، الذي لطالما كان تدريبُه بمثابة “حلم شخصي” بالنسبة له، وفقًا لما ذكره في تصريحات سابقة.

دعم من اللاعبين وتخطيط مبكر
وتشير التقارير إلى أن زيدان يحظى بدعم كبير من عدد من لاعبي المنتخب الفرنسي، الحاليين والسابقين، الذين يرحبون بفكرة توليه دفة القيادة الفنية في المرحلة المقبلة، ويعتبرونه “الخليفة المثالي” لديكامب، الذي قضى أكثر من عقد في تدريب المنتخب.
وبالرغم من عدم وجود اتصالات رسمية بين زيدان والاتحاد الفرنسي لكرة القدم حتى الآن، فإن المؤشرات تميل بشدة نحو تعيينه، لا سيما في ظل غياب أسماء تدريبية قوية تنافسه على المنصب. ويرى كثيرون أن خبرته في تحقيق الألقاب مع ريال مدريد، وحضوره الكاريزمي، وتاريخه كلاعب في المنتخب، كلها عوامل تمنحه أفضلية كبيرة.
اجتماع سري مع لوران بلان
في تحرك لافت، أجرى زيدان مؤخرًا محادثات مطولة مع لوران بلان، المدير الفني الأسبق للمنتخب الفرنسي (2010–2012)، من أجل الاطلاع على تجربته في إدارة المنتخب الوطني، والاستفادة من نصائحه بشأن العمل في بيئة مختلفة تمامًا عن تدريب الأندية.
ويبدو أن زيدان يتعامل مع الملف بمنتهى الجدية، حيث بدأ بالفعل في متابعة مباريات المنتخب الفرنسي، إلى جانب مراقبة أداء اللاعبين مع أنديتهم الأوروبية. وذكرت “ليكيب” أن زيدان يدون ملاحظات فنية دقيقة حول أداء اللاعبين، ويعمل على بلورة خطة تكتيكية واضحة تناسب أسلوب اللعب الذي يطمح لتطبيقه حال تسلمه المنصب.
فرنسا تبدأ تصفيات المونديال بقوة
يأتي هذا التقرير في وقت بدأ فيه المنتخب الفرنسي مشواره في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 بانتصار مطمئن على حساب منتخب أوكرانيا بهدفين دون رد، في مباراة أُقيمت مساء الاثنين ضمن منافسات الجولة الأولى من المجموعة الرابعة.
وافتتح مايكل أوليسي التسجيل مبكرًا لـ”الديوك” في الدقيقة العاشرة، بعدما تابع تمريرة عرضية متقنة من زميله باركولا. وواصل المنتخب الفرنسي هيمنته على اللقاء، قبل أن يضيف النجم كيليان مبابي الهدف الثاني في الدقيقة 82 إثر تمريرة حاسمة من أوريلين تشواميني، ليحسم النقاط الثلاث ويؤكد جاهزيته لخوض التصفيات بقوة.

ديشامب يقترب من الرحيل… فهل تكون النهاية قريبة؟
رغم أن ديدييه ديشامب قاد منتخب فرنسا لنجاحات تاريخية منذ توليه المسؤولية في 2012، من أبرزها التتويج بكأس العالم 2018، وبلوغ نهائي مونديال 2022، إلا أن بعض الأصوات داخل الوسط الرياضي الفرنسي باتت تطالب بضخ دماء جديدة على مستوى الجهاز الفني، خاصة مع اقتراب نهاية دورة ديشامب الطبيعية.
ووفقًا لتقارير متعددة، فإن الاتحاد الفرنسي قد يمنح ديشامب فرصة قيادة المنتخب حتى نهاية كأس العالم 2026، ليتم بعدها فتح صفحة جديدة مع مدرب جديد – وزيدان يبدو الأقرب لهذا الدور، خصوصًا أنه رفض عدة عروض تدريبية من أندية أوروبية كبرى خلال السنوات الماضية، على ما يبدو بانتظار اللحظة المناسبة لتولي تدريب منتخب بلاده.
زيدان… خيار “طبيعي” ومحبوب جماهيريًا
يحظى زيدان بمكانة استثنائية في قلوب الفرنسيين، ليس فقط كلاعب قاد فرنسا للتتويج بكأس العالم 1998 وبطولة أوروبا 2000، بل أيضًا كمدرب صاحب سجل ذهبي مع ريال مدريد، إذ توج معه بثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا (2016–2018).
ويُنظر إليه كخيار “طبيعي” لقيادة منتخب فرنسا في المرحلة القادمة، خاصة في ظل معرفته العميقة بخبايا الكرة الفرنسية، وشخصيته الهادئة التي تميل إلى الانضباط، إضافة إلى قدرته على إدارة النجوم، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل وجود أسماء بحجم مبابي، تشواميني، كومان، وغيرهم.
بينما يواصل المنتخب الفرنسي طريقه في تصفيات المونديال بثقة، تتحرك عجلة التغيير بهدوء في الخلفية. ومع اقتراب لحظة الحسم، يبدو زين الدين زيدان أقرب من أي وقت مضى لتحقيق حلمه الأكبر: قيادة “الديوك” من على الخط الفني، وربما كتابة فصل جديد من المجد الكروي مع منتخب بلاده.
