السعودية – السابعة الإخبارية
زينة عماد.. وسط أضواء المسرح وأنغام الموسيقى ودفء تفاعل الجمهور، تقف الفنانة السعودية زينة عماد لتجسّد علاقة استثنائية تربطها بالفن.
ليس الغناء عند زينة مجرد أداء صوتي، بل تجربة شعورية متكاملة تنسجها مع كل وقفة على المسرح، بكل ما تحمله من رهبة وفرح وطرب.
مسيرة زينة عماد
الفنانة الشابة التي وُلدت عام 1998 في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، باتت اليوم واحدة من الأصوات النسائية البارزة في المشهد الفني الخليجي، بعد رحلة بدأت في سن مبكرة داخل أروقة الحفلات المدرسية، وامتدت لتصل إلى خشبات المسارح الكبرى داخل المملكة وخارجها.

“أحب المسرح بكل توتره وفرحه”
في منشور مؤثر عبر حسابها الرسمي على “إنستغرام”، شاركت زينة متابعيها بلحظة وجدانية صادقة، حيث كتبت:”حلو إحساس الوقفة عالمسرح، الضحك مع الجمهور، ملامح الانسجام والطرب، حتى التوتر المصاحب للمسرح أحبه وأحب أعيشه كل مرة”،
مرفقة كلماتها بصور من أحد حفلاتها التي حظيت بتفاعل واسع من الجمهور.
هذه العلاقة العاطفية العميقة مع المسرح هي ما يُميز زينة عماد عن غيرها من الأصوات الصاعدة، إذ تصف المسرح بأنه “مكان يولد فيه الشعور الحقيقي”، وتعتبر كل عرض فرصة للتقارب مع الجمهور، لا مجرد أداء احترافي.
من “كثر العتب” إلى “الوردة البيضا”
انطلقت المسيرة الاحترافية لزينة عام 2018، عندما أطلقت أولى أغانيها الخاصة بعنوان “كثر العتب”، والتي شكّلت بوابة عبورها من نجومية مواقع التواصل إلى المشهد الغنائي الحقيقي، حيث بدأت في تقديم حفلات رسمية ومشاركات جماهيرية واسعة.
تُعرَف زينة بتنوع اختياراتها، حيث تمزج بين الأغاني الأصلية وأداء الأغنيات التي عُرفت بأصوات فنّانين آخرين، مثل “فاضي شوية” لحمزة نمرة، وأعمال لمحمد حماقي. وقدّمت هذه الأغاني بأسلوبها الخاص الذي جمع بين الرقة والأداء الإحساسي، لتحصد ملايين المشاهدات وردود فعل إيجابية على مختلف المنصات.
وفي تجربة غنائية جريئة باللهجة المصرية، طرحت أغنية “الوردة البيضا”، من كلمات عمرو المصري وألحان سامر أبو طالب وتوزيع محمد نجم. ما ميّز الأغنية هو تصويرها بأسلوب الأنيميشن، حيث اختارت زينة أن تقدم نفسها بشكل مبتكر ومختلف عن السائد، ما أثار إعجاب الجمهور والنقاد معًا.
هوية فنية واضحة… واحترام للثقافة المحلية
رغم تنوع ألحانها ولهجاتها، تحرص زينة عماد على الحفاظ على طابع ثقافي واضح في إطلالتها وأسلوبها، إذ تلتزم بالهوية السعودية المحافظة، سواء في لباسها أو في خياراتها الفنية. تغني باللهجات الخليجية والمصرية واللبنانية، كما تتقن أداء الأغنيات بالعربية الفصحى، وهو ما منحها قاعدة جماهيرية متنوعة تمتد عبر دول الخليج والوطن العربي.
هذه الهوية الفنية الواضحة ساهمت في ترسيخ صورتها كفنّانة شابة تجمع بين الحداثة والأصالة، وتعبّر عن جيل سعودي جديد متصالح مع جذوره ومنفتح على آفاق أوسع.

دعم من عمالقة الفن العربي
لم تمرّ موهبة زينة مرور الكرام على كبار الفنانين، فقد حظيت بدعم مباشر من فنان العرب محمد عبده، الذي شاركته في عروض مسرحية حيّة، وهو ما اعتبرته نقطة تحول في تجربتها الفنية. كذلك نالت إشادات من نوال الكويتية وأحلام الشامسي، ما يعكس مستوى الثقة والاحترام الذي تحظى به من قامات فنية عربية.
هذا الدعم لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة التزام فني واضح وموهبة متجددة وقدرة عالية على التفاعل مع الجمهور.
من مهرجانات السعودية إلى المسارح العربية
شاركت زينة عماد في عدد من الفعاليات البارزة، من بينها مهرجان صيف دبي 2022، إلى جانب عدد من نجوم الغناء الخليجي والعربي، ما عزّز من مكانتها الفنية وأكسبها مزيدًا من الخبرة في التعامل مع المسارح الكبرى والجمهور الإقليمي.
اليوم، تقف زينة عماد في منطقة فنية وسطى بين الطموح والإنجاز، حيث جمعت في سنوات قليلة بين الانتشار والاحترام، وبين الأداء الغنائي الراقي والانتماء الثقافي الواضح.
خلاصة الحكاية
زينة عماد ليست فقط صوتًا جميلًا على المسرح، بل حكاية فنية تمضي بخطى ثابتة، تستند إلى إحساس عالٍ وشغف لا ينضب. تلامس القلوب بأدائها، وتثبت أن الفن لا يحتاج فقط إلى موهبة، بل إلى صدق داخلي وشعور حيّ بكل كلمة تُقال وكل نغمة تُعزف.
حضور الفنانة #زينة_عماد حفل جوائز القادسية ❤️🌟#القادسية_أووردز pic.twitter.com/cqeuclGbFl
— ميديا زينة عماد | Media Zena emad (@ZenaemadMedia) May 22, 2025