سوريا – السابعة الاخبارية
زينة، في ظهور إعلامي نادر من حيث الصراحة والخصوصية، شاركت الإعلامية السورية زينة يازجي تفاصيل غير مسبوقة من حياتها الشخصية والمهنية، وذلك خلال استضافتها في بودكاست “منا وفينا“، لتكشف عن جوانب إنسانية عميقة في رحلتها، وتُبرز قوة المرأة في مواجهة المحن رغم كل الصعاب.
زينة، التي طالما كانت مثالًا للرصانة والاحترافية في الإعلام العربي، اختارت أن تخرج من قالب المذيعة الرسمية، لتروي بصوتها تجارب شخصية مؤلمة ومؤثرة، جعلت منها امرأة أقوى، وأكثر وعيًا بما تعنيه الحياة والأسرة والحب الحقيقي.
زينة تتحدث عن تجربة الإجهاض.. لحظة قلبت الموازين
في لحظة مؤثرة من الحوار، كشفت زينة يازجي أنها تعرضت للإجهاض خلال فترة عملها الإعلامي، وذلك نتيجة الضغوط النفسية والإرهاق الشديد الذي كانت تعيشه في تلك المرحلة من مسيرتها المهنية.
قالت بصراحة مؤلمة:
“كنت أعطي كل وقتي وطاقتي للعمل. لم أكن أنتبه لنفسي ولا لصوت جسدي. وفجأة، وجدتني أخسر شيئًا لم أكن أقدّر حجمه إلا بعد فقدانه.”
لم تكن هذه التجربة مجرد حادثة طبية، بل منعطفًا وجوديًا جعل زينة تُعيد التفكير في أولوياتها، وتعترف بأن التوازن بين العمل والحياة ليس رفاهية بل ضرورة.
وأضافت أن تلك التجربة غيّرت الكثير في شخصيتها، وأعادت ترتيب مفاهيمها عن النجاح، والراحة، والإنجاز الحقيقي.
الطريق المهني الشاق.. ليس كل ما يُرى يُحكى
لم يكن صعود زينة يازجي إلى صدارة الإعلام العربي مفروشًا بالورود، بل كما وصفته:
“كان طريقًا طويلًا، مليئًا بالمنحدرات والصعود القاسي، يتطلب صبرًا من حديد.”
وأشارت إلى أنها منذ بداياتها، كانت تدرك أن العمل الإعلامي في المنطقة ليس سهلًا، خصوصًا للمرأة. التحديات لم تكن فقط مهنية، بل اجتماعية وثقافية أيضًا، حيث كثيرًا ما اضطرت لإثبات ذاتها في بيئة مليئة بالضغوط.
وأكدت أن النجاح الذي يراه الجمهور على الشاشة لم يكن يومًا مجانيًا، بل جاء نتيجة معارك طويلة مع الذات، مع الزمن، ومع الظروف.
مرض ابنتها.. معركة الأمومة في أقسى صورها
من أكثر اللحظات المؤثرة التي تحدّثت عنها زينة كانت تجربتها مع مرض ابنتها النادر، الذي وصفته بأنه “فصل من الرعب الحقيقي”.
كشفت أن طفلتها عانت من فشل نقي العظام، وهو مرض نادر وخطير جدًا، جعلها تعيش لحظات من الهلع والخوف الوجودي.
قالت بتأثر بالغ:
“بحثت على الإنترنت، وقرأت أن متوسط عمر المصابين بهذا المرض لا يتجاوز الثلاثة أشهر. لم أستطع التنفس. شعرت أن ابنتي قد لا تظل معنا طويلاً.”
في تلك اللحظة، لم تكن زينة الإعلامية ولا المرأة القوية. كانت أمًا خائفة، تحتضن طفلتها وتصلّي ألا تخطفها الحياة.
ورغم قساوة التجربة، فإنها كشفت عن الجانب المضيء:
“عرفت أن الحب الحقيقي لا يقاس بالكلام، بل بالفعل. قوتي ظهرت يوم احتاجتني ابنتي، ويوم احتاجني زوجي.”
زواج استثنائي.. بين الحب والدعم والشراكة
من بين أكثر المحطات التي خصّت بها الجمهور، كانت تفاصيل حياتها الزوجية مع الفنان عابد فهد، الذي وصفته بكلمات عاطفية وعميقة، تكشف عن حب ناضج ومتجذر.
قالت زينة إن يوم 21 فبراير له مكانة خاصة في قلبها، لأنه يصادف عيد ميلاد عابد ووالدها في الوقت ذاته، مشيرة إلى أن هذا التزامن لم يكن مجرد صدفة بل رمزًا لوحدة أغلى رجلين في حياتها.
وصفت زوجها بأنه مزيج من التناقضات الجميلة:
“فيه طيبة وغضب، صبر وانفعال، حذر ومغامرة. هو رجل لا يشبه أحدًا، وأحبه بكل تناقضاته.”
وأضافت أنها كتبت له يومًا كلمات تصفه بأنه يجمع بين الإبداع، الشجاعة، العفوية، والطيبة، وهي صفات قلّما تجتمع في شخص واحد.
“زوجي سندي”.. ليس عبئًا بل حماية
من اللافت في حديث زينة هو تأكيدها أن زواجها من فنان كبير مثل عابد فهد لم يُثقلها مهنيًا، كما يحدث أحيانًا في العلاقات التي تضم شخصين من المجال نفسه.
بل على العكس، اعتبرت أن وجود عابد في حياتها هو عامل حماية لا عبء، وسند نفسي ومهني ساعدها على أن تصمد أمام الكثير من التحديات.
قالت:
“هو ليس مجرد شريك حياة. هو شريك نجاح. شريك قرار. شريك لحظة الانهيار، وشريك لحظة الانتصار.”
وأكدت أن بينهما احترام متبادل للمجال الشخصي والمهني، وأن كل منهما يعرف متى يكون داعمًا، ومتى يترك للآخر مساحته ليبدع وينمو.
قوة العائلة.. وتقديس اللحظات الصغيرة
كشفت زينة أن أكثر ما تعلّمته من تجاربها الشخصية الصعبة هو أهمية اللحظات الصغيرة التي تجمع العائلة. لحظات لا تُقاس بالمال أو الإنجاز، بل بالقرب والضحك والطعام المشترك.
قالت:
“اليوم الذي نجتمع فيه كأسرة، على طاولة واحدة، دون مرض، دون ضغط، دون هاتف.. هو انتصار حقيقي.”
وأضافت أنها باتت توازن وقتها بدقة بين العمل والحياة، وتحرص على تخصيص وقت مقدس لعائلتها، مهما كانت الظروف.
زينة يازجي.. أكثر من مجرد إعلامية
بحديثها الصادق، كشفت زينة يازجي أنها ليست فقط إعلامية ناجحة، بل امرأة خاضت معارك قاسية في الحياة، وخرجت منها أكثر قوةً ووعيًا.
هي أم جرّبت الخوف من فقدان طفلتها، وزوجة عرفت معنى الحب الحقيقي، وإنسانة مرّت من تجربة فقدان طفل قبل أن يُولد.
ورغم كل ذلك، لم تُظهر هذه التجارب عليها أثر الانكسار، بل منحتها عمقًا إنسانيًا كبيرًا، يظهر في كل كلمة تنطق بها، وكل لحظة تشاركها مع جمهورها.
رسائل من القلب.. وقصص تلهم الجميع
رسائل زينة في هذه المقابلة لم تكن موجّهة فقط للنساء، بل لكل من يعيش في دوامة الحياة، ويعتقد أن الألم نهايته، أو أن الضغوط تُلغي الذات.
قالت زينة:
“كل تجربة مؤلمة مرت عليّ، صنعتني. لا أخجل منها. بل أفتخر أنني ما زلت واقفة، محاطة بحب من أحب، ومستعدة دائمًا لأن أبدأ من جديد.”
زينة يازجي.. عندما يكون الألم طريقًا إلى الحكمة
ما روته زينة يازجي في بودكاست “منا وفينا” ليس مجرد اعترافات شخصية، بل رواية عن الإنسان خلف الميكروفون والكاميرا. قصة امرأة عرفت الألم، وعاشت الحب، وخبرت المرض، وذاقت النجاح، لكنها في كل محطة بقيت وفية لنفسها، ولمبادئها.
وفي زمن تكثر فيه الصور المصطنعة، جاءت زينة لتقول الحقيقة كما هي، بلا تزيين، لتمنح جمهورها رسالة أمل، أن خلف كل وجع قد يولد نضج، وخلف كل خيبة قد تولد طاقة حب جديدة.