السعودية – السابعة الاخبارية
سارة خالد، أعلن نادي النصر السعودي، عبر حساب فريق السيدات الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، عن انتهاء رحلة حارسة المرمى سارة خالد مع الفريق الأول لكرة القدم للسيدات، بعد ثلاثة مواسم مثّلت خلالها أحد الأعمدة الأساسية في تشكيلة “العالمي”، وأسهمت بشكل فعال في صناعة أمجاده على مستوى الدوري المحلي.
وجّه النادي العاصمي رسالة وداع وتقدير إلى سارة، عبّر فيها عن شكره لما قدمته للنادي خلال فترة وجودها، وجاء في الرسالة: “شكرًا سارة خالد على كل ما قدمتِه للنصر خلال ثلاثة مواسم عظيمة. مع نهاية مشواركِ معنا، نشكرك على جهدك، شغفكِ، قيادتكِ، والإنجازات الرائعة التي ساعدتِ الفريق على تحقيقها. نتمنى لكِ النجاح في خطوتك المقبلة”.
سارة خالد تُنهي مسيرتها مع النصر بعد ثلاثة مواسم حافلة بالإنجازات
منذ انضمامها إلى الفريق، فرضت سارة خالد نفسها كواحدة من أبرز الحارسات في دوري السيدات السعودي، حيث تمكّنت بفضل موهبتها ومهاراتها العالية من كسب ثقة الجهاز الفني وزميلاتها في الفريق، لتصبح عنصراً لا غنى عنه في التشكيلة الأساسية للنصر.
وخلال المواسم الثلاثة التي قضتها داخل أسوار النادي، شاركت سارة في قيادة الفريق إلى تحقيق ثلاثة ألقاب متتالية في الدوري الممتاز للسيدات، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ الكرة النسائية السعودية، ورسّخ مكانة الفريق النصراوي كقوة كروية مهيمنة على ساحة الكرة النسائية المحلية.
وكان الموسم الأول لسارة مع النصر مميزًا بشكل خاص، إذ لم تقتصر إنجازاتها على التتويج بالبطولة فحسب، بل توّجت أيضًا بجائزة أفضل حارسة مرمى في الدوري، اعترافًا بما قدمته من أداء مميز وحضور ذهني ثابت بين خشبات المرمى، ما عزز مكانتها كأيقونة في مركز الحراسة النسائية على مستوى المملكة.
دور قيادي داخل وخارج الملعب
لم تكن سارة مجرد لاعبة على أرضية الميدان، بل لعبت دورًا محوريًا في تعزيز الروح الجماعية داخل الفريق. فقد عُرفت بقيادتها الهادئة، وتحفيزها المستمر لزميلاتها، فضلًا عن التزامها وانضباطها في التدريبات والمباريات، وهي صفات جعلتها تحظى باحترام الجميع داخل النادي وخارجه.
وأثبتت الحارسة الدولية السعودية أنها ليست مجرد رياضية تلاحق الكرة، بل نموذج ملهم للجيل الجديد من الفتيات الطامحات لاقتحام عالم كرة القدم، حيث أظهرت قدرة فائقة على التوازن بين الأداء الرياضي الراقي والاحترافية العالية في التعامل مع مختلف المواقف داخل منظومة الفريق.
بصمة دولية مشرّفة
امتدت بصمة سارة خالد إلى خارج حدود الأندية، إذ كان لها حضور لافت على الساحة الدولية من خلال مشاركاتها مع المنتخب السعودي للسيدات. فقد شاركت في تتويج الأخضر بلقب البطولة التجريبية للسيدات لعام 2023، والتي أقيمت تحت إشراف الاتحاد السعودي لكرة القدم بهدف إعداد المنتخب للمنافسات الرسمية على المستوى القاري والدولي.
ولم يتوقف التألق عند هذا الحد، فقد واصلت سارة تقديم مستويات لافتة خلال مشاركتها في بطولة اتحاد جنوب آسيا التجريبية الدولية للسيدات 2023، حيث ساعدت المنتخب على تحقيق نتائج مميزة، وتوّجت في ختام البطولة بجائزة القفاز الذهبي، التي تُمنح لأفضل حارسة مرمى، وهي جائزة أكدت علو كعبها بين حارسات القارة الآسيوية.
نهاية مرحلة وبداية جديدة
رحيل سارة خالد عن نادي النصر يشكل بلا شك محطة فارقة في مسيرتها، كما يمثل نهاية مرحلة ذهبية للنادي العاصمي الذي فقد إحدى ركائزه الأساسية. إلا أن هذا الرحيل يُنظر إليه أيضًا كبداية جديدة لحارسة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مزيد من النجاحات، سواء على صعيد الأندية أو المنتخب الوطني.
حتى الآن، لم يُعلَن رسميًا عن وجهتها المقبلة، إلا أن التوقعات تشير إلى اهتمام عدد من الأندية المحلية والخليجية بخدماتها، نظرًا لما تمتلكه من خبرة واسعة، وسجل مشرف، وقدرات فنية عالية.
وفي ظل الاهتمام المتزايد بكرة القدم النسائية في المملكة العربية السعودية، التي تشهد تطورًا ملحوظًا من حيث التنظيم، والاستثمار، والبنية التحتية، تُعد سارة خالد واحدة من النماذج التي تعكس هذا التحول النوعي، وتشكل قدوة للفتيات السعوديات في مختلف الرياضات.
شكر وتقدير من الوسط الرياضي
لاقى إعلان رحيل سارة خالد عن النصر تفاعلًا كبيرًا من متابعي كرة القدم النسائية، إذ عبّر العديد من المشجعين والنقاد عن امتنانهم لما قدمته خلال مسيرتها، وتمنّوا لها التوفيق في مستقبلها الرياضي. وقد أجمعت الآراء على أن ما حققته مع النصر والمنتخب يُعد مصدر فخر للكرة السعودية النسائية، ودليل على الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها اللاعبات السعوديات عندما تتوفر لهن بيئة احترافية مناسبة.