دمشق – السابعة الاخبارية
سارة فرح، تواصل الفنانة السورية سارة فرح تقديم خطوات فنية محسوبة، تستند فيها إلى رؤية ناضجة تأخذ بعين الاعتبار طبيعة المرحلة التي تمر ب
ها المنطقة، وظروف الجمهور النفسية والوجدانية. في حوارها الأخير، فتحت سارة قلبها للحديث عن ألبومها الجديد، نهجها الفني، موقفها من التقنيات الحديثة، وتفاعلها مع جمهورها على المنصات الرقمية.
سارة فرح تكشف: لا ديوهات في مشروعي الجديد وهذه الأغنية لا تفارق أذني
أشارت سارة فرح إلى أنها تعتمد أسلوب النشر التدريجي لأغاني ألبومها الجديد، موضحة أنه الخيار الأنسب في الوقت الحالي، نظرًا لما تحمله المرحلة من تغيرات وتقلبات. وأضافت أن الألبوم يحمل روحًا متماسكة من حيث الفكرة والصوت، لكن الطرح المتتابع يتيح للجمهور فرصة التفاعل مع كل أغنية بشكل منفصل، ما يُعزز من انتشارها ويمنح كل عمل حقه الكامل من التقدير.
ورغم اعتمادها على أساليب موسيقية حديثة في المشروع الجديد، أكدت سارة أن الألبوم لا يتضمن أي تعاونات فنية مع مطربين آخرين، في خطوة تهدف من خلالها إلى إبراز بصمتها الخاصة دون تأثير خارجي.
سارة فرح: الفن مساحة راحة في زمن مضطرب
وتحدثت الفنانة عن فلسفتها الخاصة في توقيت إطلاق أعمالها، مؤكدة أنها تختار موعد الطرح بعناية، بحيث يتماشى مع الظروف العامة التي تمر بها المنطقة العربية. وقالت:
“أحاول من خلال فني أن أقدم مساحة من الفرح والراحة، حتى لو كانت بسيطة، وسط الواقع الصعب والمشحون الذي يعيشه الناس.”
وشددت على أن دور الفنان لا يقتصر فقط على الترفيه، بل يمتد إلى تقديم حالة شعورية صادقة تلامس الناس، وتمنحهم فسحة للانفصال المؤقت عن ضغوط الحياة.
شيرين عبد الوهاب في قائمة إعجابها
وعن أبرز الأغاني التي لفتت انتباهها مؤخرًا، أشارت سارة فرح إلى أنها تُعجب بأغنية الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب “بتمنى تزول”، وتستمع إليها باستمرار. وأوضحت أن العمل يلامس وجدانها، وأنها تجد فيه مشاعر إنسانية صادقة وأداءً يحمل الكثير من الحس الفني.
يُذكر أن سارة فرح كانت قد عبّرت سابقًا عن احترامها الكبير لعدد من الأصوات النسائية العربية، لكنها في الوقت ذاته تسعى لتقديم خط موسيقي يعبّر عنها شخصيًا، ويتماشى مع طبيعة صوتها وإحساسها.
الذكاء الاصطناعي: أداة لا بد من توجيهها فنياً
في ظل الانفتاح العالمي المتزايد على استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الفن والإنتاج الموسيقي، علّقت سارة فرح على هذه الظاهرة بقولها إنها ترى في الذكاء الاصطناعي أداة جميلة ومفيدة، لكنها لا تغني عن القيمة الفنية الحقيقية.
وأكدت أن رفض الذكاء الاصطناعي كليًا ليس الحل، بل يجب استخدامه بشكل ذكي يخدم الرؤية الإبداعية، دون أن يسرق روح العمل الفني أو يطمس الهوية الفنية الحقيقية للمبدع.
وقالت: “أنا مع التقنية إذا كانت في خدمة الفن، وضدها إذا كانت وسيلة لاستنساخ بلا روح. الجمال في الفن يأتي من الصدق والتجربة، وليس من الخوارزميات فقط.”
جمهور رقمي… ودعم حقيقي
أعربت سارة فرح عن امتنانها الكبير لجمهورها، خصوصًا على المنصات الرقمية، حيث تتابع التفاعل مع أعمالها باستمرار. وأكدت أن دعم الجمهور ومحبتهم هو المحفّز الأهم الذي يدفعها للاستمرار وتقديم الأفضل.
واعتبرت الفنانة أن الجمهور اليوم أكثر وعيًا وقدرة على التمييز بين العمل الصادق والمصنوع لأغراض تسويقية فقط. وأضافت:
“حين أقرأ تعليقًا من شخص يقول لي إن صوتي منحه راحة نفسية أو ساعده على تجاوز لحظة صعبة، أشعر أنني أنجزت ما هو أهم من النجاح التجاري.”
بصمة خاصة بأسلوب متجدد
رغم التغيرات الكبيرة في الذائقة الموسيقية لدى الجمهور، خاصة مع انتشار “التريندات” السريعة، إلا أن سارة فرح لا تزال متمسكة برؤية واضحة، تقوم على تقديم الفن من أجل الفن، وليس فقط لمجاراة السوق.
وأكدت أن مشروعها الغنائي الجديد يعكس هذا التوجه، حيث تعتمد على تجديد الأسلوب مع الحفاظ على أصالة الصوت والكلمة واللحن، مشيرة إلى أن التطوير لا يعني التخلي عن الجوهر، بل البحث عن أدوات جديدة للتعبير عنه.
في ختام حديثها، أكدت سارة فرح أن تركيزها خلال المرحلة القادمة سيكون على ترسيخ هويتها الفنية الخاصة، من خلال الاستمرار في تقديم أعمال تعكس شخصيتها، وتعبر عن تطلعاتها الفنية، مهما كانت صعوبتها.
وأضافت أن ما يشغلها ليس عدد الأغاني التي تصدرها، بل جودة التجربة ومدى تأثيرها في المتلقي. واختتمت بالقول:
“أؤمن بأن الفن الحقيقي لا يُقاس بعدد المشاهدات فقط، بل بما يتركه في الروح. وأنا مستمرة بهذا الإيمان، وبمحبة الناس التي هي الرصيد الأهم.