أمريكا – السابعة الإخبارية
الذكاء الاصطناعي.. في تصريح جريء يعكس رؤيته المستقبلية لعصر الذكاء الاصطناعي، كشف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، أن حلمه يتمثل في أن يتولى الذكاء الاصطناعي يومًا ما قيادة الشركة التي أسسها، مشيرًا إلى أن هذا التحول ليس خيالاً علميًا، بل احتمال واقعي قد يتحقق خلال عقدٍ واحد فقط.
جاء ذلك خلال حديثه في بودكاست “محادثات مع تايلر” (Conversations with Tyler)، حيث قال ألتمان مبتسمًا:
“عارٌ عليّ إن لم تكن OpenAI أول شركة كبرى في العالم يديرها رئيس تنفيذي ذكي من صنع الذكاء الاصطناعي.”
وأوضح أن الفكرة تراوده منذ فترة طويلة، إذ يتأمل باستمرار في ما قد يتطلبه الأمر كي تتفوّق عليه آلة في إدارة الشركة، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يتطور بسرعة هائلة، ومع استمرار التعلم الذاتي للنماذج الذكية، قد تصبح قادرة على اتخاذ قرارات استراتيجية تفوق دقة البشر في المستقبل القريب.

الذكاء الاصطناعي يقود شركة ذكاء اصطناعي
يرى ألتمان أن فكرة قيادة الذكاء الاصطناعي لشركات كبرى ليست بعيدة عن التحقق، خصوصًا مع التقدّم في تطوير النماذج التوليدية والأنظمة ذاتية التعلم التي تمتلك القدرة على تحليل الأسواق، وإدارة المخاطر، واتخاذ قرارات مالية وتنظيمية معقّدة في ثوانٍ معدودة.
وأضاف: “إن تمكّنا من بناء نظام ذكاء اصطناعي يتمتع بفهم عميق للأخلاق، وقادر على إدارة البشر بعدالة، فسيكون من المنطقي أن نثق به لقيادة المؤسسات في المستقبل.”
من مكاتب وادي السيليكون إلى المزرعة
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يُلمّح فيها ألتمان إلى فكرة “خلافة الذكاء الاصطناعي”، إذ سبق أن تحدث في مقابلة مع ماتياس دوبفنر، الرئيس التنفيذي لشركة أكسل سبرينغر، عن رغبته في العودة إلى الحياة البسيطة بعد انتهاء مسيرته في OpenAI.
قال حينها: “أشعر بالسلام عندما أكون في مزرعتي. كنت أقود الجرارات وأجمع المحاصيل بنفسي قبل أن يصبح ChatGPT حديث العالم.”
يمتلك ألتمان عدّة عقارات، منها منازل في سان فرانسيسكو ووادي نابا، إضافةً إلى عقار فاخر في هاواي بقيمة 43 مليون دولار، إلا أنه – على حد قوله – يجد سعادته الحقيقية في الحياة الريفية البسيطة بعيدًا عن صخب التكنولوجيا والمستثمرين.
الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف القيادة
تعكس تصريحات ألتمان إيمانه العميق بأن الذكاء الاصطناعي لن يغيّر طريقة عمل الصناعات فقط، بل سيعيد صياغة مفهوم القيادة والإدارة البشرية.

وقال في المقابلة: “الذكاء الاصطناعي لن يكون مجرد أداة، بل شريكًا في التفكير واتخاذ القرار، وربما قائدًا في المستقبل. الشركات التي ستتعلم كيف تتعاون معه هي التي ستقود العالم القادم.”
كما أقرّ بأن التحول الرقمي الشامل سيؤدي في البداية إلى اضطراب كبير في سوق العمل، مضيفًا:
“على المدى القصير، سيُدمّر الذكاء الاصطناعي الكثير من الوظائف التقليدية، لكن على المدى البعيد، وكما حدث في كل ثورة تكنولوجية سابقة، ستنشأ مجالات جديدة بالكامل، وسنكتشف طرقًا غير متوقعة للنمو والإبداع.”
بين الطموح والجدل
تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه المخاوف العالمية بشأن هيمنة الذكاء الاصطناعي على القرارات المصيرية، سواء في الاقتصاد أو الأمن أو الإعلام. ومع ذلك، يواصل ألتمان الدفاع عن رؤيته التي تصف الذكاء الاصطناعي بأنه أعظم ابتكار في تاريخ البشرية إذا أُحسن توجيهه.
واختتم حديثه قائلًا:
“لن يكون المستقبل صراعًا بين الإنسان والآلة، بل شراكة بين الاثنين. والسؤال الحقيقي ليس هل سيقود الذكاء الاصطناعي الشركات، بل متى سيحدث ذلك؟”
بهذه الفلسفة الطموحة، يواصل سام ألتمان ترسيخ صورته كأحد أكثر قادة وادي السيليكون جرأةً في التفكير بالمستقبل، واضعًا OpenAI في قلب النقاش العالمي حول الحدود الأخلاقية والتقنية للذكاء الاصطناعي.
بهذه الفلسفة الطموحة، يواصل سام ألتمان ترسيخ صورته كأحد أكثر قادة وادي السيليكون جرأةً في التفكير بالمستقبل، واضعًا OpenAI في قلب النقاش العالمي حول الحدود الأخلاقية والتقنية للذكاء الاصطناعي.

