روما – السابعة الاخبارية
البابا فرانسيس، بعد الإعلان عن وفاة البابا فرانسيس، تستعد الكنيسة الكاثوليكية للدخول في واحدة من أهم مراحلها، وهي اختيار بابا جديد يقود الفاتيكان في المرحلة المقبلة.
ومع بدء العد التنازلي لاجتماع مجمع الكرادلة، تتجه الأنظار نحو كنيسة سيستين حيث ستُجرى عملية الاقتراع في أجواء من السرية والتقاليد الصارمة.
بحسب التقاليد المتبعة، يُعقد المجمع البابوي عادةً بعد مرور ما بين 15 إلى 20 يومًا من وفاة البابا، ويُخصص هذا الوقت لإقامة مراسم الجنازة، وفترة حداد تُعرف بـ”النوفيميال” تمتد لتسعة أيام، بالإضافة إلى منح الكرادلة القادمين من مختلف دول العالم فرصة للوصول إلى الفاتيكان.
يشارك في التصويت الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا، ويتم الاقتراع بشكل سري.
ويجب أن يحصد المرشح الفائز أغلبية الثلثين حتى يُنتخب رسميًا.
وإذا لم يتم التوافق، تُجرى جولات إضافية حتى تظهر نتيجة واضحة. ويُستخدم الدخان المنبعث من مدخنة كنيسة سيستين كرمز، فالدخان الأسود يعني استمرار التصويت، أما الأبيض فهو إعلان انتخاب بابا جديد.
ورغم أن هوية البابا القادم ستبقى طي الكتمان حتى اللحظة الحاسمة، بدأت بعض الأسماء في التقدم إلى واجهة التوقعات، وسط انقسام داخل الكنيسة بين تيار يفضل استكمال نهج فرانسيس الإصلاحي، وآخر يميل إلى العودة للتقاليد المحافظة.
أبرز المرشحين لخلافة البابا فرانسيس
يتصدر الكاردينال الفلبيني لويس أنطونيو تاجلي قائمة المرشحين المحتملين، وهو شخصية قريبة من دوائر البابا الراحل، ويُعرف بمواقفه المنفتحة ونهجه التقدمي.
يبلغ من العمر 67 عامًا، ويشغل موقعًا مهمًا في مجمع تبشير الشعوب، ويُعتبر وجهًا مألوفًا ومحبوبًا في دوائر الفاتيكان.
يليه الكاردينال الإيطالي بييترو بارولين، الذي يشغل منصب وزير خارجية الفاتيكان منذ أكثر من عقد، ويُعتبر من الوجوه الدبلوماسية البارزة.
يحمل بارولين خبرة كبيرة في التفاوض مع حكومات كبرى مثل الصين، ويُنظر إليه كخيار متوازن قادر على مواصلة بعض الإصلاحات دون صدامات داخلية.
أما الكاردينال الغاني بيتر توركسون، فيُعد مرشحًا بارزًا يمثل صوت العدالة الاجتماعية داخل الكنيسة.
يبلغ من العمر 76 عامًا، وله مواقف واضحة من قضايا عالمية مثل تغير المناخ والفقر.
وفي حال انتخابه، سيكون أول بابا من أصول أفريقية منذ أكثر من 1500 عام.
ومن أوروبا الشرقية، يبرز اسم الكاردينال المجري بيتر إردو، المعروف بموقفه المحافظ وتمسكه بالتقاليد الكنسية الصارمة.
ويُعتبر من أكثر المرشحين تمسكًا بالتعاليم الكاثوليكية القديمة، مما قد يجعله خيارًا قويًا لدى التيار المحافظ.
أما الكاردينال الإيطالي أنجيلو سكولا، فرغم تقدمه في السن (82 عامًا)، لا يزال يحظى بدعم قطاع واسع داخل الكنيسة، خاصة بين من يفضلون العودة إلى مركزية السلطة الكنسية والتسلسل الهرمي التقليدي.
بعد وفاة البابا فرانسيس.. من يخطف الدخان الأبيض من كنيسة سيستين
في الأيام المقبلة، ومع انطلاق الاجتماعات داخل جدران كنيسة سيستين، ستتوجه أنظار العالم إلى مدخنة الفاتيكان في انتظار ظهور الدخان الأبيض الذي سيحمل معه اسم البابا الجديد، وسط ترقب شديد لمعرفة ما إذا كانت الكنيسة ستواصل طريق الانفتاح، أم تعود إلى مسارات أكثر تحفظًا.