لبنان – السابعة الاخبارية
سبيستون، في خطوة جديدة تعكس انفتاحها على تجارب مبتكرة لجذب جمهور مختلف الفئات العمرية، أعلنت قناة سبيستون عن تعاون غير مسبوق مع الشيف وصانعة المحتوى اللبنانية عبير الصغير. المشروع الجديد الذي تم الكشف عنه مؤخرًا عبر حساب القناة الرسمي على منصة “إنستغرام”، سيقدم مزيجًا فريدًا من عالم المطبخ الشهي وعالم الرسوم المتحركة الذي ارتبط بذاكرة أجيال كاملة من متابعي القناة.
الخبر لاقى تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبره الكثيرون نقلة نوعية تضيف لمسة عصرية إلى محتوى القناة التي لطالما اشتهرت ببرامجها الترفيهية والتعليمية الموجهة للأطفال واليافعين. فما تفاصيل هذا التعاون؟ وما الجديد الذي ستقدمه عبير الصغير عبر شاشات “سبيستون”؟
سبيستون تتعاون مع عبير الصغير: من عالم المطبخ إلى أبطال الرسوم المتحركة
اعتاد جمهور الإنترنت على متابعة عبير الصغير، الشيف اللبنانية الشهيرة بصناعة محتوى طبخ مبتكر وحكايات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث استطاعت بأسلوبها العفوي وشخصيتها القريبة من القلب أن تبني قاعدة جماهيرية واسعة.
تشتهر عبير بمحتوى يمزج بين الوصفات المنزلية السهلة واللمسات الفنية التي تجعل كل طبق أشبه بلوحة فنية، وهو ما جعلها واحدة من أبرز الأسماء في عالم الطبخ الرقمي في العالم العربي.
اليوم، تنقل عبير هذه الخبرة إلى عالم جديد تمامًا بالنسبة لها، لتطل على جمهور “سبيستون” ليس فقط كطاهية أو صانعة محتوى، بل كـ”بطلة كرتونية” لها شخصية مرسومة ستخوض مغامرات مليئة بالحماس والإبداع.
الإعلان الرسمي عبر “إنستغرام” يشعل الحماس
قناة “سبيستون”، المعروفة بشعاراتها الكلاسيكية وأغانيها التي لا تُنسى، نشرت عبر حسابها الرسمي على “إنستغرام” إعلانًا مشوقًا للتعاون الجديد، جاء فيه:
“من وصفات مطبخها الدافئ إلى عجائب عالم الرسوم المتحركة! عبير، التي اعتدنا عليها، تطلّ اليوم بطلةً على شاشة سبيستون، فاستعدّوا لاكتشاف نكهة جديدة من الحكايات والإبداع.”
هذا الإعلان تضمن صورة دعائية أولية للعمل الجديد، أظهرت عبير الصغير في تصميم كرتوني مبتسم، وإلى جانبها قطة صغيرة تبدو أنها ستكون شخصية أساسية في القصة، ما زاد من فضول الجمهور حول طبيعة هذا المشروع.
رد فعل عبير الصغير على الإعلان
عبير لم تتأخر في التعبير عن حماسها، فنشرت عبر خاصية “ستوري” على حسابها الشخصي:
“بحكي لعبير الصغيرة إللي كانت تتابع كل مسلسلات سبيستون إنها، اليوم، بطلة على تلك الشاشات.”
رسالة عبير حملت لمسة إنسانية وحنينًا لطفولتها، ما جعل الكثيرين يتفاعلون معها بشكل واسع. التعليقات انهالت عليها بالتهاني، حيث أشاد المتابعون بقدرتها على الانتقال من تقديم محتوى الطبخ إلى مشروع كرتوني يجمع بين التعليم والترفيه.
تفاعل جماهيري واسع ورسائل دعم
منذ اللحظة الأولى للإعلان، امتلأت تعليقات الحساب الرسمي لـ “سبيستون” برسائل التشجيع والدعم من جمهور القناة ومتابعي عبير الصغير على حد سواء. كلمات مثل “متحمسين نشوفك كرتون!” و”عبير في سبيستون حلم طفولتنا” كانت من أبرز العبارات المتداولة.
كما أعادت عبير نشر بعض هذه الرسائل عبر حسابها، في خطوة عكست امتنانها الكبير لمجتمع المتابعين الذي رافقها منذ بداياتها. الجمهور بدوره يرى أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام تجربة جديدة تدمج بين شغف الأطفال بالرسوم المتحركة وحبهم لاكتشاف وصفات وأطعمة جديدة.
“عبير والصغير”: عنوان المشروع الجديد
رغم أن القناة لم تكشف بعد عن تفاصيل دقيقة حول قصة المشروع الجديد، فإن البوستر الرسمي أشار بوضوح إلى اسم العمل: “عبير والصغير”.
العنوان يفتح المجال لتخمينات متعددة، خاصة مع ظهور القطة الصغيرة في الصورة الدعائية. يبدو أن عبير ستخوض مغامرات ممتعة مع هذه القطة، وربما تُدخل جمهور الأطفال إلى عالم من القصص المليئة بالإلهام والمعاني التعليمية.
التفاصيل الكاملة لم تُعلن بعد، لكن مجرد الإعلان عن العمل أثار شغف الجمهور، حيث اعتبر البعض أن المشروع سيكون نقطة تحول لمحتوى “سبيستون”، التي تركز في السنوات الأخيرة على تقديم أعمال جديدة تستهدف الجيل الحالي بطرق عصرية.
“سبيستون”: قناة الطفولة التي لا تكبر
منذ انطلاقتها في بداية الألفية، كانت “سبيستون” جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة أطفال الوطن العربي. أغانيها وبرامجها الشهيرة مثل “سلام دانك” و”القناص” و”الكابتن ماجد” جعلتها قناة خالدة في أذهان أجيال متعددة.
ومع تطور صناعة المحتوى الرقمي وانتقال الأطفال إلى متابعة مقاطع الفيديو القصيرة على الإنترنت، سعت القناة للحفاظ على مكانتها من خلال تجديد محتواها وتقديم أعمال حديثة تراعي اهتمامات الجيل الجديد.
التعاون مع عبير الصغير يعكس هذا التوجه، حيث تجمع القناة بين أصالة الرسوم المتحركة وقربها من الجمهور، وبين تأثير صانعي المحتوى الرقمي الذين أصبحوا نجوماً مؤثرين في حياة الأطفال واليافعين.
تجارب سابقة للقناة مع صانعي المحتوى
ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها “سبيستون” تجربة التعاون مع شخصيات معروفة على الإنترنت. ففي عام 2020، أطلقت القناة مشروعًا مشتركًا مع عائلة مشيع، بعنوان “The Moshaya Family Animation”، الذي حقق نجاحًا كبيرًا على المنصات الرقمية وشاشات التلفزيون.
وفي يوليو/تموز 2025، أعلنت القناة عن تعاونها مع الأخوات المعروفات باسم ALJ Sisters لإنتاج مسلسل جديد بعنوان “Happiness Spreaders”، والمقرر عرضه في عام 2026. هذا العمل ركز على نشر الإيجابية والسعادة والإبداع، واستهدف جيل “زد” و”ألفا”، أي الأجيال التي نشأت في عصر التكنولوجيا والإنترنت.
هذه الخطوات تؤكد استراتيجية “سبيستون” في الدمج بين الإرث الكلاسيكي للقناة وروح العصر الحديث، لتقديم محتوى يلبي أذواق جميع الأجيال.
لماذا هذا التعاون مهم لجمهور الأطفال واليافعين؟
يأتي مشروع “عبير والصغير” ليقدم للأطفال أكثر من مجرد تسلية. فوجود شخصية مثل عبير الصغير، التي تمتلك خبرة في تقديم محتوى تعليمي وترفيهي، سيساعد في توصيل رسائل هادفة. من المتوقع أن يحمل المشروع قيمًا مثل:
- التشجيع على الطهي والابتكار: الأطفال قد يجدون في عبير مصدر إلهام لتجربة وصفات بسيطة وتشجيع روح المغامرة في المطبخ.
- التعلم بالترفيه: الرسوم المتحركة وسيلة فعالة لإيصال المعلومات بطريقة ممتعة، ما يجعل المحتوى مناسبًا لجميع الأعمار.
- القيم الإنسانية: من المتوقع أن يتناول العمل رسائل عن التعاون، الحب، العائلة، والرحمة تجاه الحيوانات، وهو ما تشير إليه شخصية القطة المرافقة لعبير.
ردود فعل النقاد والمتابعين
بينما لم يبدأ عرض العمل بعد، إلا أن الإعلان الأولي أثار موجة من النقاش على المنصات الرقمية. النقاد والمتابعون وصفوا الخطوة بأنها “ذكية” لأنها تدمج بين عالمين يستهويان الأطفال: عالم الطهي الذي أصبح محتوى شائعًا على الإنترنت، وعالم الرسوم المتحركة الذي لا يفقد بريقه أبدًا.
كما أشار البعض إلى أن المشروع قد يكون بداية لسلسلة أعمال تشجع الأطفال على تطوير مهارات حياتية، وهو ما يتماشى مع رؤية “سبيستون” لتقديم محتوى هادف وليس مجرد تسلية.
خطوة نحو المستقبل
مشروع “عبير والصغير” هو خطوة جديدة تؤكد سعي “سبيستون” للحفاظ على مكانتها كمنصة تعليمية وترفيهية في آن واحد. نجاح القناة في المزج بين الأصالة والتجديد يعكس فهمها العميق لتغيرات سوق الإعلام والترفيه.
بالنسبة لعبير الصغير، فإن دخولها عالم الرسوم المتحركة يمثل نقلة مهنية مهمة، حيث توسع نطاق تأثيرها من منصات الطبخ إلى جمهور أوسع يشمل الأطفال والعائلات.