القاهرة – السابعة الاخبارية
سعد الصغير، بعد موجة من الجدل والتكهنات التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، خرج الفنان الشعبي سعد الصغير عن صمته ليوضح الحقيقة الكاملة بشأن ما تم تداوله حول جمعه تبرعات لسداد ديون الفنان الراحل إسماعيل الليثي، الذي توفي مؤخراً في حادث سير مأساوي.
فقد أكد الصغير، في مقطع فيديو بثّه عبر حسابه الرسمي على موقع “فيسبوك”، أن تصريحاته السابقة فُهمت على نحو خاطئ، نافياً تماماً ما أشيع عن قيامه بحملة لجمع الأموال أو التبرعات. وقال موضحاً: «أنا قلت إن العربية اللي الليثي عمل بيها الحادث كانت بمليون و800 ألف جنيه، لكن مقولتش نلم له الفلوس دي خالص، الكلام اتفهم غلط، وتواصلنا مع صاحب العربية وهو مش مصري، وأخو الليثي، أدهم، خلص الموضوع، والراجل كان ذوق وساب جزء من تمن العربية».
بهذه الكلمات، أراد سعد أن يضع النقاط على الحروف، مؤكداً أن الأزمة قد انتهت تماماً بعد تدخل أسرة الراحل، دون أي حملات أو مبادرات مالية كما رُوّج على الإنترنت.
سعد الصغير يثمّن موقف أسرة الراحل وصاحب السيارة
أوضح الفنان أن شقيق الراحل إسماعيل الليثي، أدهم الليثي، قام بالتواصل مع مالك السيارة التي كان يقودها شقيقه وقت الحادث، وتمت تسوية المسألة بشكل ودي ومحترم.
وأضاف الصغير: «الراجل اللي العربية بتاعته مش مصري، لكنه تعامل بأخلاق عالية جداً، وسامح في جزء من المبلغ، والموضوع انتهى على خير».
وشكر سعد الصغير جميع من تفاعلوا أو حاولوا تقديم المساعدة، لكنه شدد على ضرورة تحري الدقة في نشر الأخبار، قائلاً إن تداول الشائعات دون تحقق يسبب الألم لعائلات المتوفين ويخلق بلبلة لا داعي لها.
وأشار إلى أن هدفه من التصريح السابق لم يكن جمع تبرعات أو إثارة تعاطف، بل مجرد توضيح خلفية الحادث وبعض تفاصيله، قبل أن تتحول كلماته إلى مادة مثيرة للجدل عبر صفحات التواصل.

سعد الصغير يثني على موقف مصطفى كامل الإنساني
ولم يكتف سعد بتوضيح ملابسات الأزمة، بل حرص أيضاً على الإشادة بالدور الإنساني الذي قام به الفنان مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية، والذي تحرك فور وقوع الحادث لمساندة المصابين ودعم أسرة الراحل.
وكشف الصغير أن النقيب مصطفى كامل كان إلى جوار العازف شريف سامي، أحد المصابين في الحادث، منذ اللحظات الأولى، قائلاً:
«كل الناس كانت بتناشد النقيب ومتعرفش إننا كنا معاه من بدري، أنا كنت مع مصطفى كامل لغاية الساعة 2 بالليل، وكلمنا مرات شريف، وبفضل ربنا قبل ما أي حد يناشد، أستاذ مصطفى كان كلم النقابة وعملوا الأشعات ورجعوا فلوس مرات شريف، وكمان ناشد الوزير علشان شريف يعمل العمليات».
وأوضح أن الفنان مصطفى كامل لم يتأخر لحظة عن تقديم الدعم المادي والمعنوي للمصابين، حيث تحرك بنفسه لتوفير الرعاية الطبية اللازمة للعازف الذي أصيب بجروح خطيرة تتطلب خمس عمليات جراحية متتالية.
سعد الصغير يروي تفاصيل الدعم الإنساني من مصطفى كامل
أكد سعد الصغير أن الموقف الإنساني للنقيب لم يتوقف عند حدود علاج المصابين، بل امتد إلى رعاية أسرهم، موضحاً أن مصطفى كامل تكفّل بتأمين سكن مؤقت لزوجة العازف شريف سامي في محافظة المنيا طوال فترة علاجه.
وقال الصغير: «أستاذ مصطفى كامل بلّغ النقابة في المنيا إن مرات شريف محتاجة مكان تقعد فيه حوالي ست شهور فترة العلاج، وجابلها شقة على حسابه الخاص».
وأشار إلى أن مثل هذه المواقف تعكس الجانب الإنساني للفنان الحقيقي، الذي لا يكتفي بالأغاني أو الشهرة، بل يكون سنداً لمن حوله في أوقات الشدة. وأضاف: «اللي بيعمله مصطفى كامل مش جديد عليه، هو دايماً واقف مع الناس، سواء في النقابة أو بره، وبيعتبر كل فنان مصري واحد من أسرته».
سعد الصغير يهاجم الشائعات ويطالب بالإعلام المسؤول
وجّه سعد الصغير رسالة حازمة إلى مروّجي الشائعات عبر مواقع التواصل، مؤكداً أن الكلمة غير المسؤولة قد تدمّر سمعة أو تؤذي عائلة، خاصة في أوقات الحزن والفقد.
وقال: «الناس لازم تفهم إن مش أي فيديو أو جملة تتاخد وتتقص تتنشر كأنها حقيقة، الليثي كان إنسان محترم وفنان جميل، وأسرته في حالة حزن، ماينفعش نوجعهم بكلام مش صحيح».
ودعا إلى أن تكون وسائل الإعلام والسوشيال ميديا منابر لنشر الحقائق لا التضليل، مشيراً إلى أن كثيراً من الأخبار التي انتشرت عنه لم يكن لها أي أساس، وأنه لم يطلب من أحد التبرع أو المساعدة المادية.
وأضاف: «أنا طلعت اتكلم عشان أوضح وأحترم جمهور الليثي وأهله، لكن فوجئت إن الناس بتقول سعد بيجمع تبرعات! الكلام دا غير صحيح، وكل حاجة خلصت في وقتها بفضل الله».
سعد الصغير: الفنان الحقيقي يقف بجانب زملائه في الأزمات
في خضم حديثه، لم يُخفِ سعد الصغير تأثره العميق برحيل إسماعيل الليثي، مشيراً إلى أنه كان فناناً مجتهداً وصاحب صوت قوي وتجربة واعدة، وأن وفاته المفاجئة شكّلت صدمة كبيرة داخل الوسط الفني الشعبي.
وقال الصغير إن مثل هذه المواقف تُذكّر الجميع بضرورة التكاتف والتعاون بين الفنانين، لأن الفن في جوهره رسالة إنسانية قائمة على الحب والمساندة.
وأضاف: «الشهرة والنجاح عمرهم ما كانوا نهاية المطاف، الفنان الحقيقي هو اللي يفضل واقف جنب زملاؤه وقت الضيق».
وأشار إلى أن المجتمع الفني بحاجة إلى ترسيخ قيم التعاون والوفاء، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها كثير من العاملين في المجال الموسيقي الذين يعتمدون على عملهم اليومي كمصدر رزق.
سعد الصغير: الليثي رحل لكن محبته باقية
في ختام حديثه، عبّر سعد الصغير عن حزنه العميق لرحيل إسماعيل الليثي، مؤكداً أن فقده ترك فراغاً كبيراً في الساحة الغنائية الشعبية، خاصة أنه كان يتمتع بموهبة صادقة وروح مرحة قريبة من الناس.
وقال: «الليثي كان أخ وصاحب، وكلنا زعلنا عليه، وربنا يرحمه ويصبر أهله. كان محبوب من الناس لأنه بسيط وصادق في غناؤه، وده اللي بيخلي ذكراه تفضل عايشة بينا».
كما أكد أن كل الالتزامات المادية المتعلقة بالحادث تمت تسويتها بشكل نهائي بمبادرات إنسانية من المقربين وأصدقاء الفنان الراحل، مشيراً إلى أن «المواقف الصادقة هي اللي بتخلينا نحس إن الوسط الفني لسه بخير».

سعد الصغير: الفن رسالة إنسانية قبل أن يكون شهرة
اختتم سعد الصغير كلمته برسالة مؤثرة قال فيها:
«الفن عمره ما كان شهرة ولا سباق على الأضواء، الفن رسالة إنسانية لازم نحافظ عليها، لأننا كلنا بشر، والنهارده غيرنا ممكن يكون في نفس الموقف. خلوا الرحمة دايماً في قلوبكم قبل أي حاجة».
بهذا التصريح، أغلق سعد الصغير باب الشائعات، مقدّماً درساً في الصدق الإنساني والتضامن الفني، ومؤكداً أن الأخلاق والمروءة ما زالت حاضرة في الوسط الفني، وأن الوفاء بين الفنانين هو ما يبقي روح الفن حية مهما غابت الأضواء.
