المغرب – السابعة الاخبارية
سعد لمجرد، في لحظة طال انتظارها، عاد النجم المغربي سعد لمجرد إلى المسرح المغربي، بعد انقطاع دام نحو تسع سنوات، بسبب تداعيات قضيته القضائية الشهيرة في فرنسا، والتي ألقت بظلالها على مسيرته الفنية وأبعدته عن جمهوره في بلده الأم.
لكن هذه الليلة التي أحياها مؤخرًا لم تكن مجرد حفل غنائي، بل كانت عودة رمزية وعاطفية، حملت في طيّاتها الكثير من المعاني والدلالات، وعبّرت عن بداية جديدة لفنان استطاع أن يحتفظ بمكانته رغم الغياب الطويل.
سعد لمجرد يعود إلى المسرح المغربي بعد غياب 9 سنوات: ليلة استثنائية جمعت الفن والعائلة
أقيم الحفل في أحد أكبر المسارح في المغرب وسط حضور جماهيري ضخم غصّ بالمحبين والمعجبين الذين جاؤوا من مختلف المدن المغربية، حاملين الأعلام واللافتات، ومرددين أشهر أغنيات لمجرد التي رافقتهم لسنوات.
ومع صعوده إلى المسرح، ضجّ المكان بالهتافات والتصفيق، بينما لم يتمالك لمجرد دموعه، قائلاً:
“رجوعي اليوم بين أهلي وجمهوري في المغرب هو نعمة أحمد الله عليها.. وحشتوني بزاف.”
View this post on Instagram
كانت عبارات الترحيب والدعم حاضرة بقوة من الجمهور، الذي بدا وكأنه لم ينسَ نجمهم المفضل رغم السنوات العجاف، ليؤكد أن محبة الجمهور قادرة على تخطي المسافات والظروف.
عناق مسرحي بين الأب والابن
من أبرز لحظات الحفل وأكثرها عاطفية وتأثيرًا، كانت لحظة صعود والد سعد، الفنان القدير بشير عبده إلى المسرح، ليشاركه أداء أغنية “عزيز وغالي”، في دويتو أبهر الجمهور وأبكاه.
View this post on Instagram
عناق الأب والابن وسط تصفيق الآلاف، كان مشهدًا رمزيًا جمع بين الحب، الدعم العائلي، والاعتراف بالفضل، حيث قال سعد بعد أداء الأغنية:
“الحمد لله على هذه الليلة الجميلة في بلدي، التي ازدادت قيمة بحضور والدي العزيز الأستاذ بشير عبده. مشاركته لي على المسرح لحظة ستظل خالدة في قلبي.”
وقد تداول المتابعون المقطع بشكل واسع على وسائل التواصل، واعتبروه نقطة الذروة في الحفل، لما حمله من مشاعر صادقة وارتباط عائلي مميز.
مشاركة نجوم الفن المغربي
لم يكن والد لمجرد الضيف الوحيد في هذه الليلة، بل حرص الفنان على مشاركة عدد من نجوم المغرب البارزين الذين ساندوه في مسيرته، من بينهم أسماء فنية شبابية وقديرة، حيث كانت الأجواء احتفالية تدعو للفخر بالفن المغربي الحديث.
وقد علق عدد من الفنانين على أهمية هذا الحفل، معتبرين أنه عودة روحية للفن المغربي عبر أحد أبرز نجومه، الذي ظل محتفظًا بجماهيريته رغم الإقصاء والابتعاد القسري.
سعد لمجرد على “إنستغرام”: شكر وامتنان
بعد انتهاء الحفل، لم يتأخر سعد لمجرد في التفاعل مع جمهوره عبر “إنستغرام”، حيث نشر صورًا ومقاطع فيديو من الأمسية، وكتب كلمات شكر وامتنان قال فيها:
“ليلة من العمر.. شكرًا لكل من حضر، ولكل من دعمني طيلة السنوات الماضية. وجودي بينكم اليوم يعني لي العالم بأسره. أحبكم من قلبي.”
وقد حظيت منشوراته بتفاعل واسع من جمهوره في المغرب وخارجه، حيث علّق كثيرون بكلمات دعم، وأكدوا سعادتهم برؤيته مجددًا على خشبة المسرح، خصوصًا أن صوته لم يتغير، بل بدا أكثر نضجًا وقوة.
رسائل مزدوجة من الحفل
عودة سعد لمجرد إلى الساحة الفنية المغربية بعد غياب لم تكن فقط فرصة لاستعراض مهاراته الغنائية، بل جاءت محملة بـرسائل ضمنية واضحة:
- التصالح مع الذات ومع الوطن، بعد فترة من الغربة القسرية والضغوط النفسية.
- التأكيد على البراءة والثقة في العدالة، من خلال استقباله الرسمي والجماهيري الحافل.
- التمسك بالعائلة كركيزة في الأزمات، وهو ما برز في مشاركة والده وأفراد أسرته في الحفل.
المستقبل بعد العودة
وسط هذه الأجواء الإيجابية، يبدو أن سعد لمجرد يستعد لفتح صفحة جديدة في مسيرته الفنية، محاطًا بدعم جمهوره وأهله، ومسلّحًا بالإرادة والطاقة الإبداعية.
وقد ألمح في تصريحاته الجانبية إلى تحضيره لألبوم غنائي جديد باللهجة المغربية، مع التركيز على موسيقى تعكس تطوره كفنان ناضج، لا يكتفي بالماضي بل يسعى إلى تجديد ذاته.
عودة سعد لمجرد إلى المسرح المغربي بعد غياب طويل، ليست مجرد حدث فني، بل هي قصة انتصار على الظروف، واستعادة للثقة والمحبة المتبادلة بين فنان وجمهوره.
هي ليلة أضاءت سماء الفن المغربي، وأعادت نجمًا طالما انتظرته الأضواء، ليؤكد أن الفن حين ينبع من القلب، لا تمحوه سنين الغياب، ولا توقفه العثرات.