اليمن- السابعة الإخبارية
تقع في المحيط الهندي، قبالة سواحل اليمن، وهي وجهة تبدو وكأنها تنتمي إلى عالم آخر تمامًا. جزيرة سقطرى، التي يشار إليها غالبًا باسم “غالاباغوس المحيط الهندي”، هي كنز ساحر من عجائب الطبيعة. لقد أكسبتها مناظرها الطبيعية من عالم آخر ونباتاتها وحيواناتها الفريدة من نوعها لقب جوهرة مخفية بميزات تشبه الكائنات الفضائية.
في منشور المدونة هذا، سوف نتعمق في الجمال الساحر لجزيرة سقطرى ونستكشف لماذا تستحق حقًا سمعتها كوجهة غير عادية وجذابة.
جمال منعزل: عزلة جزيرة سقطرى عن البر الرئيسي لليمن قد حافظت على مناظرها الطبيعية البكر التي لم تمسها. تتحد الجبال الوعرة والوديان العميقة وهضاب الحجر الجيري بالجزيرة لخلق مشهد سريالي يجعلك تشعر وكأنك خطوت على كوكب آخر. يضمن غياب السياحة الجماعية تجربة أصيلة للمسافرين الجريئين الباحثين عن المغامرة في بيئة غير ملوثة.
أشجار دم التنين: واحدة من أكثر المعالم شهرة في جزيرة سقطرى هي أشجار دم التنين. هذه الأشجار الغريبة على شكل مظلة بأغصانها المكدسة بكثافة والراتنج الأحمر اللامع لها مظهر من عالم آخر.
الراتينج، الذي يستخدم غالبًا في الطب التقليدي والأصباغ يعطي الأشجار اسمها الغامض. إن مشاهدة شروق الشمس أو غروبها وسط غابة من أشجار دم التنين هي تجربة أثيرية ستبقى معك إلى الأبد.
النباتات والحيوانات الغريبة: جزيرة سقطرى هي ملاذ لأنواع نباتية وحيوانية فريدة ومتوطنة لا توجد في أي مكان آخر على وجه الأرض. ساهم عزل الجزيرة ومناخها المتميز في تطور العديد من الأنواع النادرة والغريبة.
من شجرة الخيار وشجرة الزجاجة إلى زرزور سقطرى وغاق سقطرى، سوف يذهل التنوع البيولوجي للجزيرة عشاق الطبيعة والمصورين على حد سواء.
الشواطئ الرملية البيضاء والمياه النقية: بالإضافة إلى مناظرها الطبيعية خارج كوكب الأرض ، تتميز جزيرة سقطرى بشواطئها الرملية البيضاء الخلابة ومياهها الفيروزية الصافية. مع مجموعة من الخلجان البكر والخلجان المخفية، توفر الجزيرة جنة للسباحين والغواصين. استكشف الشعاب المرجانية النابضة بالحياة واسبح مع الأسماك الملونة، واستمتع بهدوء هذا النظام البيئي البحري البكر.
الثقافة البدوية التقليدية: جزيرة سقطرى هي أيضًا موطن للثقافة البدوية النابضة بالحياة، مع المجتمعات التي حافظت على أسلوب حياتهم التقليدي لعدة قرون. تفاعل مع السكان المحليين الودودين، وتعرف على عاداتهم وتذوق المأكولات اليمنية الأصيلة. سيعزز سكان الجزيرة الذين يرحبون بك من تجربتك ويقدمون رؤى قيمة حول تاريخ وتراث هذه الوجهة الفريدة.
جزيرة سقطرى في اليمن ترقى حقًا إلى سمعتها باعتبارها جوهرة مخفية ذات مناظر طبيعية شبيهة بالأجانب. إن عزلتها ونباتاتها وحيواناتها المتنوعة وجمالها الطبيعي الأخاذ يجعلها وجهة لا مثيل لها. سواء كنت تبحث عن المغامرة أو الهدوء أو فرصة للانغماس في بيئة من عالم آخر، فإن جزيرة سقطرى ستأسر حواسك وتترك لك ذكريات تدوم مدى الحياة. انطلق في رحلة إلى هذه الجوهرة المخفية واكتشف سحر سقطرى بنفسك.
“هذا كوكب آخر”
وتختبر سقطرى قدرة الإنسان على الاندهاش، حيث يقول أحمد وقاص الذي زار سقطرى ضمن رحلة سياحية انطلقت من عدن هذا العام: “تشعر أنها خارج العالم، كل شيء فيها مختلف، وعندما تشاهدها من أعلى كأنك في سينما، إنها أشبه بالخيال”.
وتتألف محافظة سقطرى اليمنية من أرخبيل يضم 6 جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، على بعد 380 كيلومترا “240 ميلا” جنوب شبه جزيرة العرب، وتعتبر أكبر الجزر العربية.
ويعد الأرخبيل من أهم المحميات الطبيعية العالمية، وأدرجته “اليونسكو” 2008 على قائمة التراث الإنساني العالمي، نظرًا للتنوع الحيوي الفريد والأهمية البيئية لهذه الجزيرة وانعكاسها على العالم.
وتؤوي سقطرى، كبرى جزر الأرخبيل، أنواعًا عديدة من الحيوانات والأشجار النادرة والمهددة بالانقراض، وتتميز بأشجارها الفريدة المستخدمة في مجال الطب وأشهرها شجرة “دم الأخوين”، رمز الجزيرة التي لا توجد في أي بقعة بالعالم.
جنية البحر
ويبدو أن للطبيعة الساحرة والعجيبة انعكاسا واضحا على الثقافة الشعبية لأهالي الجزيرة، والتي تمتلئ بالحكايات الأسطورية الراسخة في المعتقدات السقطرية.
يتحدث المصور اليمني أحمد وقاص، حول تجربته في جزيرة سقطرى، واصفا كل ما رآه أو سمع عنه بأنه “أسطوري”، من قصص المنازل التي بُنيت لوحدها إلى جنية البحر التي تفتن البحارة وتغرق السفن قبالة سواحل الجزيرة.
وقاص الذي وثقت عدسته أماكن ساحرة كثيرة غير الجزيرة، أكد أن الجزيرة تنعم بالأمان والرخاء وتشهد إقبالا متزايدا من السياح الأجانب، نافيًا أكاذيب وسائل الإعلام التركية والإخوانية.
من بين تلك الأكاذيب -وفق المصور اليمني- تحذيرات من احتمالية الضياع والموت جوعًا لعدم توافر الاحتياجات اللازمة للرحلة الاستكشافية وعدم وجود نُزل للإقامة، إلا أن الواقع كان على العكس تمامًا.
وأشار إلى أن الصعوبة التي واجهها كانت في السفر من عدن إلى سيئون برا مدة 14 ساعة قبل أن يستقل الرحلة الجوية بين مطاري سيئون وحديبو مركز محافظة سقطرى، لافتا إلى أن الحفاوة التي تلقاها لدى وصوله أنسته كل معاناة السفر.
وتقول الأمم المتحدة إن أفضل الأوقات لزيارة سقطرى والاستجمام في شواطئها ومياهها الصافية، والتوغل في حدائقها الخلابة تبدأ من منتصف شهر ديسمبر وحتى شهر مارس، حيث تتراوح درجة الحرارة فيها بين 18-27 درجة مئوية (64-80 فهرنهيت).
ازدهار سياحي
انتعشت السياحة مؤخرًا في أرخبيل سقطرى بشكل لافت، إذ لعبت مشاريع البنى التحتية التي تنفذها الأذرع الإنسانية لدولة الإمارات دورا كبيرا إنعاش الجزيرة النائية التي عانت عقودًا من الإهمال.
ووفقًا لمدير عام الهيئة العامة لحماية للبيئة في محافظة سقطرى، سالم حواش، فقد ازدهرت السياحة بفضل تسيير رحلات منتظمة عبر الخطوط الجوية الإماراتية.
وقال لـ”العين الإخبارية”، إن الإمارات لعبت دورًا هامًا في إنعاش السياحة في سقطرى عبر إنشاء الطرقات والفنادق وتأهيل المرشدين السياحيين.
وأكد المسؤول اليمني أن سقطرى آمنة ولا توجد أية مخاوف، وهناك سياح من مختلف دول العالم بتدفق غير مسبوق رغم ما تشهده البلد ككل من حروب.
وأشاد مدير هيئة حماية البيئة بجهود الإمارات في تشييد مكتب للهيئة وتأثيثه وتزويده بجميع المستلزمات وتذليل كل الصعوبات أمام عمله كجهة رسمية.
مشيرا إلى علاقة الشعب الإماراتي بسكان سقطرى التاريخية وأنها ليست وليدة اليوم، وهناك روابط اجتماعية راسخة منذ الأزل.
ولم يقتصر الدعم الإماراتي لسكان سقطرى على الجانب الإنساني، فقد كانت يد الإمارات سباقة في عمل الخير في جميع المجالات.
ويستعرض المسؤول في المحمية الطبيعة العالمية لـ”العين الإخبارية” بعضًا مما أنجزته الإمارات في سقطرى من بنية تحتية شملت جميع القطاعات من الصحة والمواصلات والإسكان والكهرباء والمياه وغيرها.
وقال حواش، إن أبناء سقطرى عانوا كثيرًا من الإهمال وغياب المشاريع الخدمية قبل مجيء الدعم الإماراتي الإنساني، وذلك نظرًا لبعد الجزيرة عن أقرب برّ يمني ما كان يؤدي إلى وفاة الحالات المرضية الحرجة قبل إسعافها.
وأضاف” جاءت مؤسسة خليفة وبنت لنا مستشفى خليفة، وهي منشأة صحية حديثة مجهزة بأحدث التقنيات، وبنت مطار حديبو على أحدث الطرازات العالمية وبطريقة علمية فنية حديثة يستقبل مختلف الطائرات”.
ولم تكن سقطرى تمتلك ميناء بحريًا سوى لسان بحري صغير بالكاد يتسع لزوارق الصيد، ويضيف حواش أن ذلك كان قبل أن تقوم الذراع الإنسانية للإمارات بتوسعته وتمكينه من استقبال سفن كبيرة.
وإلى جانب بناء المدينتين السكنيتين “زايد1″، و”زايد2” وتأهيل الطرق وحفر آبار المياه وغيرها من عشرات المشاريع بالغة الأهمية، وفقا للمسؤول المحلي السقطري.