الصين – السابعة الإخبارية
في حادثة مؤلمة أعادت الجدل حول ثقافة العمل المفرط في الصين، تُوفي مُعلم شاب يُدعى “لي” في مكتبه بمدينة ووهان وسط البلاد، بعد أيام من العمل المتواصل لإتمام مهامه في شركة تعليمية رقمية تُشرف على تدريس آلاف الطلاب.
كان “لي”، في أواخر العشرينيات من عمره، قد أمضى خمس سنوات يعمل مدرسًا عبر الإنترنت ضمن شركة خاصة تقدم دروسًا في اللغة الإنجليزية والرياضيات لما يزيد عن 160 مليون مستخدم، ووفقًا لموقع South China Morning Post، كان يُشرف مؤخرًا على إدارة ومتابعة نحو 400 طالب بمفرده.
ضغط العمل.. وساعات إضافية بلا نهاية
ذكرت تقارير إعلامية صينية أن لي عمل لعدة أيام إضافية متتالية استعدادًا لعطلة طويلة، وكان آخر يوم له في المكتب بتاريخ 22 أبريل، حيث واصل العمل حتى ساعة متأخرة من الليل.
وعندما لم تتمكن خطيبته من التواصل معه، اتصلت بالشرطة. وفي صباح اليوم التالي، عثر عليه عامل نظافة فاقدًا للوعي في مكتبه، وأُعلن لاحقًا وفاته جراء سكتة قلبية مفاجئة.
قصة إنسانية مؤثرة.. وخسارة شخصية ومجتمعية
ينحدر لي من أسرة فقيرة، فقد والده في وقت مبكر، وكان يعول والدته وشقيقته غير المتزوجة، كما كان يُخطط للزواج من خطيبته في 2 مايو المقبل. ورغم هذه المعاناة، التزم بعمله بإخلاص حتى الأيام الأخيرة من حياته.
ردود فعل الشركة والمجتمع
أصدرت الشركة التعليمية التي كان يعمل فيها بيانًا أعربت فيه عن حزنها العميق، وأشادت بأداء لي، نافية تحديد أي ساعات عمل إضافية في ذلك اليوم تحديدًا بسبب عطلة رسمية. كما تعهدت بالتعاون مع عائلته، وطلبت احترام خصوصيتهم.
إلا أن موجة من التشكيك اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهم مستخدمون الشركة بممارسة ضغوط عمل مفرطة، وانتقدوا سياسات العمل الداخلية التي أجبرت الموظفين على الإبلاغ عند استخدام الحمام أو أخذ استراحة غداء.
وقال موظفون سابقون إنهم كانوا يعملون ما يزيد عن 6 ساعات إضافية يوميًا، ويواجهون ضغطًا هائلًا من أولياء الأمور والإدارة، بينما كشفت موظفة سابقة تُدعى “وانغ” أنها استقالت بعد إصابتها بقلق دائم، واستقالت أخرى تُدعى “تشانغ” في اليوم التالي لوفاة لي، قائلة إنها “لم تعد تتحمل هذا النمط القاسي”.
الواقعة أثارت ضجة واسعة على منصات التواصل الصينية، حيث تخطى عدد المشاهدات المتعلقة بها 70 مليونًا، وسط مطالبات بوضع حد لممارسات العمل القاتلة في القطاع الرقمي والتعليمي.