الإمارات- السابعة الإخبارية
كشف مركز محمد بن راشد للفضاء، اليوم الخميس، عن اختيار رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، في مهمة تاريخية، ليكون أول عربي يسير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية، وذلك يوم 28 أبريل الجاري.
ويأتي اختيار سلطان النيادي، ليكون أول رائد فضاء عربي يقوم بالسير في الفضاء، ضمن مهام البعثة 69 المتواجدة على متن المحطة، في إنجاز جديد سيجعل دولة الإمارات العربية المتحدة العاشرة عالميًا في مهمات السير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية.
ووفقًا للمركز، يخضع رواد الفضاء الذين يتم اختيارهم للقيام بمهمة السير في الفضاء، لعملية اختيار صارمة بناءً على مهاراتهم، وخبراتهم، وقدرتهم على التكيف مع بيئة الفضاء الصعبة، فضلا عن ضرورة إثبات كفاءة استثنائية في مجلات مختلفة، مثل الهندسة، والروبوتات، وأنظمة دعم الحياة، إضافة إلى اللياقة البدنية، والمرونة العقلية.
وقال سلطان النيادي عبر حسابه على “تويتر”: “اختياري لأكون أوّل رائد فضاء عربي يقوم بمهمة السير خارج محطة الفضاء الدولية فخر كبير، وفي الوقت ذاته مسؤولية كبرى”.
وأضاف النيادي: “أنتظر هذه اللحظة التاريخية التي تتوّج سنوات من التدريبات بمختبر الطفو المحايد في ناسا.. وأتطلع لتقديم أفضل ما لدي لتمثيل وطني، ومتابعة مسيرة استثنائية بدأتها أجيال من رواد الفضاء قبلي”.
وتعد عمليات السير في الفضاء، والمعروفة أيضًا باسم النشاط خارج المركبة (EVA)، ضرورية للحفاظ على قدرات محطة الفضاء الدولية، وتطويرها، كما تسمح لرواد الفضاء بأداء مهام مختلفة؛ مثل صيانة الأنظمة الأساسية لمحطة الفضاء الدولية، وإصلاحها، وتركيب أجهزة تكنولوجية جديدة، وتجميع وإعادة بناء وحدات المحطة، وتُشير عمليات السير في الفضاء إلى مدى أهمية التعاون الدولي على متن محطة الفضاء الدولية، حيث يتعاون رواد الفضاء من مختلف البلدان، ويتبادلون المعرفة، والمصادر المختلفة.
نظرًا للمخاطر العالية المرتبطة بمهمات السير في الفضاء، يتم اختيار رواد الفضاء المؤهلين فقط للقيام بأداء هذه المهمة؛ فهذه العملية لا تُشكل تحديًا على الصعيد البدني فقط؛ بسبب بدلات الضغط التي يرتديها رواد الفضاء، بل تتطلب أيضًا قدرات ذهنية كبيرة، حيث يتعيَّن على رواد الفضاء الجمع ما بين التركيز على المهام التي يقومون بها، والحفاظ على سلامتهم، كذلك التفاعل مع الطاقم المتواجد على متن المحطة، وفريق مركز التحكم بالمهمة على الأرض.
وقال مركز محمد بن راشد للفضاء، إن سلطان النيادي خضع لتدريبات مكثفة لأكثر من 55 ساعة في مختبر الطفو المحايد التابع لناسا، في مركز جونسون للفضاء في هيوستن، بولاية تكساس؛ استعدادًا لمهمات السير في الفضاء؛ وخلال الفترة التي قضاها في مختبر الطفو المحايد، خضع النيادي لـ 9 جولات تدريبية، امتدت كل واحدة منها لنحو 6 ساعات، حيث قام بالتدرب على محاكاة السير في الفضاء تحت الماء باستخدام النموذج الكامل لمحطة الفضاء الدولية.
تحمل مهمة السير في الفضاء، وهي الخامسة لهذا العام خارج محطة الفضاء الدولية، أهمية كبيرة، حيث سيؤدي رائد الفضاء سلطان النيادي إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين من ناسا، عدداً من المهام الأساسية.
اختياري لأكون أوّل رائد فضاء عربي يقوم بمهمة السير خارج محطة الفضاء الدولية فخر كبير، وفي الوقت ذاته مسؤولية كبرى..
— Sultan AlNeyadi (@Astro_Alneyadi) April 6, 2023
أنتظر هذه اللحظة التاريخية التي تتوّج سنوات من التدريبات بمختبر الطفو المحايد في ناسا.. وأتطلع لتقديم أفضل ما لدي لتمثيل وطني، ومتابعة مسيرة استثنائية بدأتها… pic.twitter.com/UmadHGdCTm
من المتوقع أن تستمر فترة تواجدهما خارج المركبة لمدة 6.5 ساعات تقريبًا، ما يوفر لرائدي الفضاء فرصة فريدة للتعرف أكثر إلى بيئة الفضاء، أثناء العمل على صيانة محطة الفضاء الدولية وتحديثها؛ وفي الوقت الذي تشكل فيه مهمة السير في الفضاء فرصة لإبراز المهارات الفردية لكل من رائدي الفضاء فقط، تعتبر المهمة كذلك نموذجاً ملموساً يجسّد أهمية التعاون الدولي في النهوض بمجال استكشاف الإنسان للفضاء.
ويتمثل هدف المهمة في تغيير وحدة RFG الخاصة بترددات الراديو، وهي جزء من نظام الاتصالات S-Band الخاص بمحطة الفضاء الدولية، تمهيدًا لإعادتها إلى الأرض.
وسيكمل النيادي والفريق سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية، حيث سيتم تركيب هذه الألواح خلال مهمة لاحقة في يونيو المقبل، وستسهل هذه التحضيرات على رواد الفضاء العمل خلال المهمة المقبلة؛ وتقوم الألواح الشمسية بدور محوري في تشغيل محطة الفضاء الدولية،
توفير طاقة نظيفة ومتجددة لدعم التجارب والأنظمة والعمليات اليومية على متنها.