الهند – السابعة الإخبارية
سلمان خان.. في مفاجأة صادمة لمعجبيه، كشف نجم بوليوود الشهير سلمان خان عن إصابته بواحد من أكثر الأمراض العصبية إيلامًا والذي يُعرف باسم “ألم العصب ثلاثي التوائم”، إلى جانب تمدد في الأوعية الدموية في الدماغ. هذا الاضطراب، الذي يُطلق عليه في الأوساط الطبية “المرض الانتحاري”، لا يُعد فقط من أشد أنواع الألم الجسدي، بل ينعكس أيضًا على الصحة النفسية للمرضى، حتى أنه قد يؤدي في بعض الحالات إلى أفكار انتحارية نتيجة الألم المفرط.
سلمان خان يواجه ألم لا يُطاق
يوصف ألم العصب ثلاثي التوائم بأنه مفاجئ، حاد، وصاعق، وغالبًا ما يشبه صدمة كهربائية قوية تصيب الوجه، وتحديدًا في مناطق مثل الخد، الفك، الأسنان أو حتى العينين. الغريب في الأمر أن هذا الألم قد يُثار بفعل أبسط المحفزات: مثل التحدث، أو غسل الوجه، أو حتى التعرض لنسمة هواء باردة.
وبحسب ما ذكره خان، فإن هذه النوبات كانت تؤثر على حياته اليومية بشكل كبير، إذ أصبح من الصعب عليه أداء وظائف بسيطة كتناول الطعام أو التحدث أمام الكاميرا.

أسباب متعددة… وعبء نفسي
يُرجح الأطباء أن السبب الرئيسي وراء هذا الألم هو الضغط الواقع على العصب ثلاثي التوائم، وهو أحد الأعصاب الرئيسية في الوجه. قد يكون هذا الضغط ناتجًا عن احتكاك وعائي (ضغط الأوعية الدموية المجاورة على العصب)، أو نتيجة إصابة مباشرة، أو بسبب أمراض عصبية مثل التصلب المتعدد. كما أن التقدم في السن يلعب دورًا مهمًا في تدهور وظيفة هذا العصب.
إلى جانب الألم الجسدي، يعاني المرضى من توتر نفسي شديد بسبب الخوف الدائم من نوبات الألم، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الاكتئاب والقلق المزمن، وهي عوامل تزداد مع تعقيد المرض.
التشخيص والتحديات
يعتمد تشخيص هذا المرض في العادة على الأعراض الإكلينيكية، حيث يصعب في الكثير من الأحيان رصده عبر الفحوصات التقليدية. يُطلب من المرضى سرد طبيعة الألم، مدته، ومتى يبدأ أو ينتهي. قد تُستخدم الأشعة بالرنين المغناطيسي لاستبعاد الأسباب الأخرى كالأورام أو التصلب المتعدد.
تقول بعض الدراسات إن الألم المرتبط بالعصب ثلاثي التوائم يمكن أن يكون عابرًا، لكنه غالبًا ما يعود في شكل نوبات متكررة، ما يجعل حياة المريض مليئة بالقلق والتوجس.

ما الخيارات العلاجية المتاحة؟
الخطوة الأولى في العلاج تكون غالبًا عبر الأدوية، وتحديدًا مضادات الاختلاج مثل الكاربامازيبين، وهي تساعد على تهدئة الإشارات العصبية الزائدة التي تسبب الألم. لكن بعض المرضى لا يستجيبون للعلاج الدوائي أو يُعانون من آثار جانبية قوية، ما يدفعهم إلى التفكير في التدخل الجراحي.
الجراحات المتقدمة تشمل إزالة الضغط عن العصب من خلال “الجراحة المجهرية”، أو إجراء عمليات غير جراحية مثل الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين جاما، أو تقنيات “بضع الجذور العصبية” التي تهدف إلى قطع جزء من العصب المسبب للألم.
التكيّف مع المرض: سلوكيات يومية ونصائح نفسية
نظرًا لطبيعة الألم المرتبطة بالعادات اليومية، يُنصح المرضى بإجراء تعديلات في روتينهم، مثل استخدام فرشاة أسنان ناعمة، وتناول أطعمة طرية، وتجنب البرودة أو الرياح. كما يُشجع الأطباء المرضى على تبني أساليب استرخاء مثل التأمل، وتمارين اليوغا، والتنفس العميق، بهدف تقليل مستويات التوتر التي قد تُفاقم من حدة النوبات.
وعلى الصعيد النفسي، يُعد العلاج السلوكي المعرفي من الخيارات الفعالة التي تساعد المرضى على التعامل مع الخوف من الألم، وتقوية قدرتهم على التعايش مع المرض، وتخطي الأزمات النفسية المرتبطة به.
سلمان خان: الشجاعة في مواجهة الألم
تصريح سلمان خان عن معاناته من هذا المرض فتح الباب واسعًا للحديث عن اضطراب قلّما يُسلط عليه الضوء في الإعلام. وكعادته، لم يتردد خان في الحديث بشفافية عن تجربته، داعيًا جمهوره إلى التوعية بالأمراض العصبية غير المرئية، ومؤكدًا أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية.
يُعتبر ألم العصب ثلاثي التوائم تحديًا حقيقيًا في عالم الطب العصبي، ليس فقط لصعوبة علاجه، ولكن لتأثيره العميق على حياة المرضى من كافة الجوانب. وقد تكون قصة سلمان خان جرس إنذار للعديد من الناس ليُدركوا أهمية التشخيص المبكر، والعلاج المتكامل الذي يجمع بين الطب والجوانب النفسية والاجتماعية.
أعراض وأسباب مرض سلمان خان «العصب الثلاثي التوائم»: يبدأ بإحساس بسيط وينتهي بألم لا يُحتملhttps://t.co/U9H2x3YlRY pic.twitter.com/oGnpLpWu9o
— المصري اليوم لايت (@AlMasryLite) June 23, 2025