متابعات السابعه الاخباريه
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، أصبحت البيانات الشخصية سلعة ثمينة يجمعها سماسرة البيانات بشكل ممنهج ومستمر.
هؤلاء الوسطاء الغامضون يعتمدون على أدوات الذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل كميات هائلة من المعلومات عن الأفراد حول العالم، مما أثار قلقًا عالميًا بشأن خصوصية البيانات.
كيف يعمل سماسرة البيانات؟
يقتفي سماسرة البيانات أثر المستخدمين على الإنترنت، بدءًا من سجلات التصفح وعمليات الشراء، وصولاً إلى التفاعلات مع الإعلانات ومدة المشاهدة.
يجمعون المعلومات من مصادر متنوعة تشمل:
سجلات التصفح: عبر متتبعات الويب وتقنيات استخراج البيانات.
السجلات العامة: مثل شهادات الميلاد، وسجلات المحاكم.
المصادر التجارية: كبيانات المشتريات وسجلات بطاقات الائتمان.
موافقات المستخدمين: غالبًا ما تُخفى ضمن بنود الشروط والأحكام التي لا يقرأها معظم المستخدمين.
ما هي البيانات التي يجمعونها؟
يتخطى ما يجمعه السماسرة الأسماء وأرقام الهواتف إلى تفاصيل أكثر حساسية، مثل الموقع الجغرافي في الوقت الفعلي، البيانات الصحية، السلوك الشرائي، وحتى العلاقات الاجتماعية.
تحليل هذه البيانات يساعدهم على بناء ملفات شخصية دقيقة تُباع لشركات تستفيد منها في استهداف الإعلانات أو حتى أغراض أخرى غير معروفة.
مخاطر السماسرة على الخصوصية
بينما تعمل بعض الشركات الكبرى في بيع البيانات ضمن حدود قانونية واضحة، تنشط شركات أخرى في الظل، مستغلة ضعف القوانين التنظيمية.
وهذا يفتح المجال أمام إساءة استخدام البيانات، مما يعرض المستخدمين لمخاطر أمنية، مثل السرقة الرقمية وانتهاك الخصوصية.
كيف تحمي نفسك؟
رغم التحديات، يمكن اتخاذ خطوات لحماية خصوصيتك:
1. قلل من مشاركة بياناتك: تجنب نشر المعلومات الحساسة على الإنترنت أو مواقع التواصل.
2. اقرأ سياسات الخصوصية: راجع شروط الاستخدام لمعرفة البيانات التي يتم جمعها عنك، ويمكنك استخدام أدوات مثل الذكاء الاصطناعي لتلخيصها بسرعة.
3. استخدام أدوات حماية الخصوصية: مثل خدمات الشبكة الافتراضية (VPN)، متصفح “تور” (Tor)، وأدوات حظر الإعلانات.
4. كن يقظًا: أي موقع أو تطبيق يفتقر إلى سياسة خصوصية واضحة يجب أن يثير الشكوك.
مهنة تتوسع وأزمة تتعاظم
تُظهر دراسات حديثة أن معظم المستخدمين يفتقرون لفهم واضح حول ما تفعله الشركات ببياناتهم، مما يتيح لسماسرة البيانات استغلال هذا الجهل.
ورغم جهود بعض الشركات للتعامل بمسؤولية، تبقى الحاجة إلى تنظيم أقوى لمنع إساءة استخدام البيانات وتقييد الوصول غير المصرح به إلى المعلومات الشخصية.
في عصر تُعتبر فيه البيانات “النفط الجديد”، أصبح الوعي بالأمن الرقمي ضرورة، وليس خيارًا.