مصر – السابعة الإخبارية
سما المصري.. في خطوة فاجأت متابعيها وأثارت تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت الفنانة الاستعراضية المصرية سما المصري ارتداء الحجاب، مؤكدة أن هذا القرار يمثل بداية توبتها الحقيقية وعودتها الصادقة إلى الله، بعد سنوات من الجدل الذي لازم مسيرتها الفنية والشخصية.
سما المصري: رسالة مؤثرة عن الصبر والاعتماد على الله
البداية جاءت من خلال منشور عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك”، حيث كتبت سما كلمات مؤثرة تعكس حالة روحانية جديدة تمر بها:“الطريق طويل وصعب، لكن طول ما ربنا معايا عمري ما هاضل الطريق ولا هاتوه بإذن المولى الكريم… الصبر يا رب والقوة من عندك أنت بس… كلمة يا رب بتريح وأنا مرتاحة دلوقتي وباعرف إني مطمنة.”
هذه الكلمات، التي بدت مختلفة عن أسلوبها المألوف، حملت رسائل إيمانية عن الثقة بالله وأهمية الصبر في مواجهة التحديات، وهو ما دفع الكثير من المتابعين للتعليق بدعوات وتشجيع على المضي قدمًا في طريق الالتزام.

ظهور أول بالحجاب… في حدث انتخابي
المفاجأة الأكبر كانت ظهور سما المصري للمرة الأولى بالحجاب خلال مشاركتها في التصويت بانتخابات مجلس الشيوخ في لجنة الأزبكية بالقاهرة. هذا الظهور لم يكن عابرًا، بل حرصت على توثيقه علنًا، مؤكدة أنه جاء انطلاقًا من قناعة شخصية وإصرار على الإعلان عن التوبة بنفس القدر الذي جاهرَت فيه سابقًا بالتصرفات التي جلبت لها الانتقادات.
وقالت في تصريح عبر حسابها:“زي ما أنا جاهرت بالمعصية، لازم أجاهر بالتوبة… الحمد لله، هذا أول ظهور لي بالحجاب خلال انتخابات مجلس الشيوخ في الأزبكية.”
دعوة للتوبة الجماعية
لم تكتفِ سما بالحديث عن توبتها الشخصية، بل وجهت رسالة شاملة لكل من يمر بتجارب مشابهة، داعية إلى الالتزام بالاحتشام وطلب المغفرة:“يارب تهدي كل عاصي وتقويني على الالتزام والثبات… وإن شاء الله أقدر في الأيام الجاية أكفر عن الماضي… ربنا يسامحني أنا وكل اللي زيي… آمين.”
هذه الكلمات لاقت صدى واسعًا بين متابعيها، حيث اعتبرها البعض تحولًا جذريًا في مسار حياتها، بينما أبدى آخرون تحفظهم، مشيرين إلى أن الوقت وحده كفيل بإثبات مدى جدية هذا القرار.

سنوات من الجدل والشهرة
طوال مسيرتها، كانت سما المصري واحدة من أكثر الشخصيات الفنية إثارة للجدل في مصر، بفضل مواقفها وتصريحاتها وظهورها الإعلامي المثير. وواجهت انتقادات متكررة من مختلف فئات المجتمع، ما جعلها دائمًا في قلب السجالات الإعلامية وعلى رأس الأخبار الساخنة.
لكن إعلانها الأخير بالحجاب والتوبة أعاد فتح النقاش حول التحولات المفاجئة التي يشهدها الوسط الفني، حيث يرى بعض المراقبين أن هذه القرارات تعكس نضجًا شخصيًا يأتي غالبًا بعد تجارب قاسية أو مراجعة ذاتية عميقة.
ردود فعل متباينة على مواقع التواصل
مع انتشار صورها بالحجاب من داخل اللجنة الانتخابية، انقسمت التعليقات بين داعم ومشجع، وبين من تعامل بحذر أو تشكك في الدوافع. فريق المؤيدين اعتبر الأمر خطوة إيجابية تستحق الدعم، مؤكدين أن “باب التوبة مفتوح للجميع”، بينما دعا الفريق الآخر إلى انتظار ما ستظهره الأيام من التزام حقيقي بهذا القرار.
البعد الإنساني في المشهد
ورغم الجدل، فإن المشهد الإنساني المتمثل في اعتراف شخص بأخطائه علنًا، وطلبه الصفح من الله والناس، أضفى بُعدًا آخر للقصة، حيث بدا أن الفنانة تسعى لتصحيح مسارها وإعادة بناء صورتها أمام جمهورها ومجتمعها.
تجارب مشابهة في الوسط الفني
تجربة سما المصري ليست الأولى من نوعها في الوسط الفني المصري والعربي، إذ شهدت السنوات الماضية اعتزال أو التزام العديد من الفنانات، مثل شمس البارودي، حلا شيحة، وحنان ترك، وكل منهن مرّت بمرحلة انتقالية تخللتها ضغوط وانتقادات، قبل أن تجد توازنها الجديد.
خطوة نحو المجهول… ولكن بإرادة معلنة
لا يزال من المبكر تحديد المسار الذي ستسلكه سما المصري بعد هذا التحول، وما إذا كانت ستعتزل تمامًا العمل الفني أم ستكتفي بتغيير أسلوب ظهورها ومحتواها الإعلامي. إلا أن المؤكد أن إعلانها للحجاب والتوبة، في حدث علني مثل الانتخابات، يشير إلى رغبتها في جعل هذه الخطوة نقطة بداية جديدة، وربما صفحة بيضاء تسعى لكتابتها بعيدًا عن ماضيها المثير.
وبين الشكوك والدعوات، تبقى الحقيقة أن التحولات الإنسانية غالبًا ما تبدأ بقرار داخلي صادق، وقد تكون هذه الخطوة بالنسبة لسما المصري بداية فصل جديد، ربما يكون أكثر هدوءًا وأقرب لطمأنينة الروح التي تحدثت عنها في رسالتها المؤثرة.
