العراق – السابعة الاخبارية
سمبوسة جباتي، حقق فيلم سمبوسة جباتي من إنتاج مجموعة «فيجينيرز» إنجازًا غير مسبوق في دور العرض الخليجية والعراقية، بعد أن تجاوز عدد تذاكره المباعة 366 ألف تذكرة منذ بدء عرضه في 14 أغسطس 2025، ليحجز مكانه بين أنجح الإنتاجات السينمائية في المنطقة خلال العقد الأخير.
الفيلم الذي جمع بين الكوميديا والمغامرة والدراما الإنسانية، استطاع أن يلامس الجمهور العربي من مختلف الثقافات، بفضل قصته الطريفة ومواقفه العفوية ورسائله الهادفة حول التسامح والتعايش وقوة الصداقة رغم الاختلافات.
وخلال أسبوعين فقط، تصدّر «سمبوسة جباتي» شباك التذاكر في الإمارات والبحرين، محافظًا على صدارته لأسبوعين متتاليين، كما احتل مركزًا ثابتًا ضمن قائمة Top 10 لأكثر الأفلام الخليجية مشاهدة في التاريخ الحديث.
وفي البحرين تحديدًا، حطم الفيلم رقمًا قياسيًا جديدًا حين تجاوزت مبيعاته 100 ألف تذكرة، ليصبح الفيلم المحلي الأكثر مشاهدة لعام 2025، متفوقًا على إنتاجات عربية وعالمية كانت تُعد منافسًا قويًا في الموسم الصيفي.

سمبوسة جباتي.. صناعة خليجية بروح عالمية
ينتمي فيلم «سمبوسة جباتي» إلى الجيل الجديد من الأفلام الخليجية التي تراهن على الجودة والإبداع البصري، دون أن تتخلى عن هويتها الثقافية وروحها المحلية.
أخرجه المخرج الأردني أحمد جلبوش، المعروف بأسلوبه المتقن في المزج بين الكوميديا والموقف الإنساني، وشارك في بطولته النجم البحريني أحمد شريف، إلى جانب نخبة من نجوم الخليج والعالم العربي، منهم:
- مرعي الحليان (الإمارات)
- عبد الرحمن صابر (البحرين)
- زياد العمري (السعودية)
- أحمد فتحي (مصر)
يُقدّم الفيلم مزيجًا فنيًا فريدًا، يوازن بين الضحك العفوي والمضمون الإنساني، عبر حكاية تجمع شخصيات من خلفيات مختلفة يجمعها القدر في مغامرة غير متوقعة، لتبدأ رحلة مليئة بالمواقف الكوميدية التي تكشف قيم التفاهم والتعاون والتسامح الثقافي.
المخرج أحمد جلبوش قال في تصريحات صحفية سابقة إن الهدف من الفيلم لم يكن فقط إضحاك الجمهور، بل إيصال رسالة إيجابية عن الإنسان العربي المعاصر الذي يعيش في بيئة متعددة الثقافات ويبحث عن مساحة للتفاهم والمرح رغم الضغوط اليومية.
فيجينيرز: رؤية جديدة للسينما الخليجية
أوضح الدكتور يونس الكنزي، رئيس قسم الإنتاج في مجموعة «فيجينيرز»، أن نجاح «سمبوسة جباتي» يعكس قوة الرؤية الجديدة التي تنتهجها المجموعة في دعم المواهب الخليجية وصناعة أفلام قادرة على المنافسة إقليميًا وعالميًا.
وقال الكنزي:
“الإقبال الكبير على الفيلم دليل على جودة الإنتاج والإخراج والأداء الفني، وعلى نجاح استراتيجيات الترويج المدروسة التي ركزت على تفاعل الجمهور عبر المنصات الرقمية ودور العرض في آنٍ واحد.”
وأضاف أن المجموعة تؤمن بأن السينما الخليجية تمتلك المقومات التي تجعلها منصة تأثير ثقافي عالمي، خاصة في ظل التطور الكبير في البنية التحتية السينمائية بدول الخليج، وتنامي جمهور السينما المحلي والإقليمي.
وأشار الكنزي إلى أن «سمبوسة جباتي» لم يكن مجرد فيلم ترفيهي، بل تجربة إنتاجية متكاملة جمعت بين الخبرات العربية والكفاءات الإماراتية الشابة في مجالات التصوير، المونتاج، والتسويق السينمائي، ليكون نموذجًا لما يمكن أن تقدمه السينما الخليجية حين تتوفر لها الموارد والرؤية الواضحة.
مشاهد ساحرة وتقنيات إنتاج متطورة
من الناحية الفنية، تميّز «سمبوسة جباتي» بجمالياته البصرية العالية، إذ تم تصويره باستخدام كاميرات سينمائية متقدمة وتقنيات ألوان تعكس روح المكان ودفء العلاقات الإنسانية.
وقد اختار المخرج أحمد جلبوش مواقع تصوير متنوعة ما بين الإمارات، البحرين، وسلطنة عُمان، ليمنح الفيلم طابعًا بصريًا ثريًا يعكس تعدد البيئات الخليجية وتنوعها الثقافي.
كما أن الموسيقى التصويرية التي وضعها الفنان سالم الهاشمي ساهمت في تعزيز الإحساس بالمغامرة والدراما، فيما أضفت المؤثرات الصوتية والإضاءة لمسة احترافية جعلت الفيلم أقرب في مستواه إلى الإنتاجات العالمية.
تفاعل جماهيري واسع على المنصات الرقمية
لم يقتصر نجاح «سمبوسة جباتي» على دور السينما، بل امتد إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تصدّر وسم #سمبوسة_جباتي قوائم الأكثر تداولًا في الإمارات والبحرين والسعودية والعراق.
وتداول رواد الإنترنت مشاهد من الفيلم وتعليقات إيجابية عن الأداء الكوميدي والتصوير المتقن، فيما أشاد النقاد في المنصات السينمائية بقدرة الفيلم على إيصال رسالة إنسانية دون أن يفقد خفة ظله.
أحد المعلقين كتب:
“هذا النوع من الأفلام يجعلنا نضحك ونفكر في الوقت نفسه… فيه روح خليجية أصيلة، لكنه قابل للمشاهدة في أي مكان بالعالم.”
أرقام تؤكد قوة السوق السينمائي الخليجي
جاء نجاح «سمبوسة جباتي» في وقت تشهد فيه السينما الإماراتية والخليجية نموًا غير مسبوق. فقد بلغت إيرادات السينما في الإمارات وحدها عام 2024 نحو 800 مليون درهم، مع عرض 1262 فيلمًا وبيع 15 مليون تذكرة، وفق أحدث التقارير.
ويتوقع تقرير Grand View Research أن ينمو السوق بمعدل سنوي مركب يصل إلى 7.1% بين عامي 2024 و2030، بفضل ازدياد عدد دور السينما، والمهرجانات المحلية، والدعم الحكومي الواسع لصناعة الترفيه.
هذه الأرقام تعكس بيئة مواتية لنجاح مشاريع مثل «سمبوسة جباتي»، وتؤكد أن الجمهور الخليجي أصبح جمهورًا ناضجًا ومتطلبًا يبحث عن محتوى يجمع بين المتعة والجودة، بعيدًا عن النمطية أو التقليد.
من الفكرة إلى الشاشة: كيف وُلد «سمبوسة جباتي»؟
بدأت فكرة الفيلم، بحسب تصريحات المخرج أحمد جلبوش، من ملاحظة بسيطة عن التنوع الثقافي في مدن الخليج، حيث يعيش أشخاص من خلفيات مختلفة في بيئة واحدة.
ومن هنا جاءت فكرة تحويل هذا الواقع اليومي إلى قصة خفيفة ومليئة بالمواقف الطريفة التي تسلط الضوء على الاختلاف الإنساني كقوة لا كعائق.
كتب السيناريو فريق من الكتّاب الشباب بقيادة الكاتب البحريني محمد العصفور، الذي أكد أن التحدي الأكبر كان في إيجاد توازن بين الضحك والرسالة، دون الوقوع في المبالغة أو التكرار.
وأضاف:
“كنا نريد أن يكون الفيلم مضحكًا بصدق، لكن في الوقت نفسه يعكس الحياة الحقيقية التي يعيشها الناس هنا… أردناه أن يكون صادقًا، إنسانيًا، وممتعًا للجميع.”
أبطال الفيلم: طاقة تمثيلية متألقة
نال النجم أحمد شريف إشادة واسعة على أدائه العفوي والطبيعي، إذ جسّد شخصية رجل عادي يجد نفسه في سلسلة من المواقف غير المتوقعة، ليصبح محور الأحداث بطريقة مضحكة ومؤثرة.
أما الفنان مرعي الحليان فقد أضاف بخبرته المسرحية عمقًا للشخصية التي يؤديها، بينما تميّز زياد العمري بخفة ظله وحضوره الكاريزماتي الذي لفت انتباه الجمهور الخليجي والعراقي.
وبمشاركة النجم المصري أحمد فتحي، اكتسب الفيلم نكهة عربية جامعة جعلته يتجاوز حدود المحلية، ويصل بسهولة إلى المشاهد العربي في مختلف الدول.
بوابة نحو العالمية
ترى مجموعة «فيجينيرز» أن النجاح المحلي الكبير للفيلم يمثل بداية لطموح أكبر نحو العالمية، إذ يجري حاليًا التفاوض لعرض الفيلم في مهرجانات دولية، إضافة إلى توزيعه عبر منصات البث العالمية مثل نتفليكس وشاهد وPrime Video.
ويقول الدكتور يونس الكنزي:
“هدفنا ليس فقط إنتاج فيلم ناجح تجاريًا، بل تقديم نموذج لصناعة سينما عربية قادرة على التصدير، تمتلك مقومات العالمية دون أن تفقد هويتها.”
جمهور متعطش للسينما المحلية
يؤكد النقاد أن سر نجاح «سمبوسة جباتي» لا يكمن فقط في تقنياته العالية أو تسويقه الذكي، بل في قربه من الناس، إذ يعكس بصدق تفاصيل الحياة اليومية في الخليج، ويُبرز البساطة التي تجمع مختلف الثقافات المقيمة فيه.
الفيلم استطاع أن يخلق حالة من الانتماء المشترك بين الجمهور، الذي رأى نفسه في شخصياته ومواقفه المليئة بالطرافة والعفوية، ما جعله يحقق هذا الزخم في شباك التذاكر.

خاتمة: تجربة تستحق الاحتفاء
مع تحقيق أكثر من 366 ألف تذكرة مباعة، وتصدره قوائم الأفلام الأكثر مشاهدة في الخليج والعراق، يثبت «سمبوسة جباتي» أن السينما المحلية قادرة على المنافسة والنجاح حين تتوافر الرؤية، والدعم، والمحتوى القريب من الجمهور.
الفيلم لم يكن مجرد تجربة فنية، بل علامة فارقة في مسار الصناعة الخليجية التي بدأت تشق طريقها بثقة نحو العالمية، لتؤكد أن الضحكة الخليجية قادرة على الوصول إلى كل مكان، حين تُروى بصدق وإبداع.
