القاهرة – السابعة الاخبارية
سمية الخشاب، في حديث جريء ومكاشفة فنية من العيار الثقيل، أطلت الفنانة سمسمية الخشاب تكشف رأيها في مشهد “حين ميسرة” والمثلية الجنسية: “الفن حالة.. ولا يمكن أرفضه الخشاب على جمهورها خلال لقائها في برنامج “الفصول الأربعة” الذي يقدّمه الإعلامي اللبناني علي ياسين على قناة “الجديد”، حيث فتحت خزائن أرشيفها الفني وتحدثت بصراحة غير معهودة عن مشهدها المثير للجدل مع الفنانة غادة عبد الرازق في فيلم “حين ميسرة”، والذي لطالما أثار جدلًا واسعًا بين الجمهور والنقاد بسبب دلالاته المرتبطة بالمثلية الجنسية.
سمية الخشاب: “المثلية حرية شخصية.. ومليش علاقة”
ردًا على سؤال مباشر حول موقفها من المثلية الجنسية، أكدت سمية الخشاب أنها ترفض الحكم على الآخرين، قائلة:
“فكرة المثلية دي حرية شخصية.. أنا مقدرش أعلّق على ده. عندي أصحاب كتير جدًا ممكن يكونوا بيحملوا الفكرة دي، لكنهم عباقرة، أذكياء، وناجحين في حياتهم.. دي حاجة خاصة، ومليش علاقة بيها.”
بهذا التصريح، أرادت الخشاب أن تؤكد موقفها الرافض للتدخل في الحياة الشخصية للآخرين، رافعةً شعار “الفن لا يُدين”، ومشيرة إلى أن المجتمعات يجب أن تتحلى بمزيد من التقبّل والتفهم.
لن أشطب “حين ميسرة”.. الفيلم حالة إنسانية ومجتمعية
أما عن مشاركتها في مشهد المثلية المثير للجدل مع الفنانة غادة عبد الرازق في الفيلم الشهير “حين ميسرة”، والذي ما زال يُثار في الحوارات الفنية، أجابت سمية الخشاب بكل وضوح: “مش هشطب الفيلم من أرشيفي لأنه حالة.. أنت كممثل بتأدي الدور أياً كان زي ما المخرج عايزه واللي مكتوب في الورق.”
وأضافت موضحة السياق الفني والدرامي للعمل:
“الفيلم كله على بعضه كان بيتكلم عن قضايا مهمة وجريئة، زي الفقر والتشرد والانحرافات النفسية والاجتماعية. البنت اللي أنا جسدتها كانت ضحية للمجتمع، ضحية للظروف، ولما الواحد يتخبط في نماذج غير سوية بيضيع.”
تلك التصريحات تعكس نظرة سمية الخشاب العميقة للفن، ليس فقط كوسيلة للتسلية أو العرض، بل كمنصة لتجسيد الواقع، حتى وإن بدا مؤلمًا أو صادمًا في بعض جوانبه.
مشهد أثار ضجة.. لكنه عبّر عن واقع مؤلم
منذ عرض فيلم “حين ميسرة” عام 2007، لم يغب المشهد الذي جمع بين سمية الخشاب وغادة عبد الرازق عن نقاشات الجمهور والنقاد. فالمشهد، الذي اعتُبر آنذاك صادمًا وجريئًا، فُسّر على أنه إيحاء بعلاقة مثلية بين الشخصيتين، وهو أمر لم يكن مطروحًا بهذه الصراحة في السينما المصرية في ذلك الوقت.
لكن سمية الخشاب برّرت هذا الاختيار قائلة:
“المخرج خالد يوسف كان عنده رؤية، والورق مكتوب فيه تفاصيل لازم تتنفذ بدقة. ما أقدرش أقول له لا، لأن ده جزء من الواقعية، والواقع أحيانًا قاسي جدًا.”
الفن والجمهور.. خط تماس لا يخلو من النار
كثيرًا ما تعرّضت سمية الخشاب لهجوم بسبب هذا المشهد، حتى بعد سنوات من عرضه، لكنها تؤمن أن الفنان الحقيقي لا يهرب من مسؤولياته، بل يواجه، ويجسّد، وينقل، دون أن يتحوّل إلى قاضٍ أو واعظ. وأضافت خلال اللقاء:
“أنا بتعامل مع الفن كأداة للتعبير، حتى لو كانت التعبيرات دي صعبة أو مش معتادة.. المهم تكون صادقة، والناس تشوف فيها جزء من الواقع اللي بيعيشوه.”
الخروج من دائرة الجدل.. سمية في الدراما الخليجية
بعيدًا عن الماضي والجدل، تحدثت سمية الخشاب عن آخر أعمالها الفنية، حيث شاركت مؤخرًا في المسلسل السعودي “أم 44″، الذي عُرض في رمضان الماضي، إلى جانب نخبة من النجوم مثل جومانا مراد، ميس قمر، هدى الخطيب، وغيرهم. العمل من تأليف هبة مشاري، وإخراج المثنى صبح، وناقش قضايا اجتماعية خليجية معاصرة.
وعن هذه التجربة، عبّرت الخشاب عن سعادتها قائلة:
“كنت متشوقة إني أشارك في دراما خليجية ذات طابع اجتماعي وإنساني.. الجمهور السعودي والخليجي ذواق للفن، والتجربة كانت ثرية جدًا بالنسبالي.”
رسائل للمجتمع.. ورغبة في صناعة التغيير
رغم مرور أكثر من عقد ونصف على عرض “حين ميسرة”، لا تزال سمية الخشاب ترى أن الفيلم أدّى رسالته، وترك أثرًا في الوعي الجمعي. وأكدت أن الفن الجريء قد يثير الغضب لحظة، لكنه قد يُحدث وعيًا طويل الأمد، قائلة:
“الناس افتكرت الفيلم.. الناس لسه بتتكلم عنه بعد سنين.. ده معناه إنه عمل بصمة.”
سمية الخشاب.. بين حرية الفن وحدود التقبل
الحلقة التي بثّتها قناة “الجديد” حملت أكثر من مجرد تصريحات إعلامية، بل أظهرت سمية الخشاب في ثوب الفنانة التي لا تخشى المواجهة، حتى حين تكون الأسئلة شائكة، والماضي مثقلًا بالانتقادات. واختتمت الخشاب حديثها برسالة للجيل الجديد من الفنانين:
“لو خفت من الناس مش هتقدر تبدع.. الفن محتاج جرأة، ومحتاج كمان نية صافية.. وده اللي دايمًا بمشي عليه.”
وهكذا، تواصل سمية الخشاب حضورها في المشهد الفني، بثبات وإصرار، مؤمنة بأن للفن دورًا في كشف التابوهات، وتحريك المياه الراكدة، والتعبير عن المسكوت عنه، حتى وإن كان ذلك على حساب الراحة الشخصية.