مصر – السابعة الإخبارية
سميحة أيوب.. في صباح حمل معه نبأًا حزينًا، غيّب الموت اليوم الثلاثاء الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، إحدى أعظم رموز المسرح العربي، عن عمر ناهز 93 عامًا، داخل منزلها في حي الزمالك بالعاصمة المصرية القاهرة.
وقد أعلن نقيب المهن التمثيلية، الفنان أشرف زكي، خبر الوفاة رسميًا، موضحًا أن الإجراءات جارية لاستخراج شهادة الوفاة وتحديد موعد ومكان صلاة الجنازة والعزاء.
بهذا الرحيل، تطوي مصر صفحة ناصعة من صفحات فنها المسرحي العريق، بخسارة فنانة شكّلت وجدان أجيال كاملة من المتفرجين والممثلين على حد سواء.

سميحة أيوب أيقونة مسرحية
امتدت مسيرة سميحة أيوب لما يزيد عن سبعة عقود، واعتُبرت خلالها واحدة من أعمدة المسرح العربي بلا منازع. قدمت أكثر من 170 عملًا مسرحيًا متنوعًا، جمعت فيه بين التراجيديا العميقة والدراما الاجتماعية، وكانت معروفة بقدرتها الفائقة على تجسيد الانفعالات المعقدة بمنتهى الصدق والشفافية.
لقبت بـ”سيدة المسرح العربي”، ولم يكن هذا اللقب مجرد تكريم أدبي، بل توصيف دقيق لتأثيرها الكبير في تطوير الحركة المسرحية في مصر والعالم العربي. فإلى جانب كونها ممثلة موهوبة، كانت أيضًا قائدة مسرحية ومخرجة ومديرة لمؤسسات ثقافية لعبت أدوارًا محورية في نهضة المسرح المصري.
إنا لله وإنا إليه راجعون ، ربنا يرحمها ويغفر لها ويعزي قلوب الأهل والمحبين ، ننعي ببالغ الحزن والآسى الفنانه القديرة سميحة أيوب. pic.twitter.com/iAuTVZ7p8N
— Mohamed Abu Hamed (@MohamedAbuHamed) June 3, 2025
سميحة أيوب دور إداري وثقافي لا ينسى
انضمت الراحلة إلى المسرح القومي المصري مبكرًا، وتولت إدارته في فترتين حاسمتين بين 1975 و1989، بالإضافة إلى إدارتها للمسرح الحديث ما بين 1972 و1975، حيث أعادت الانضباط الإداري والفني إلى المؤسسة، وقدّمت إنتاجًا مسرحيًا يُعد من بين الأفضل في تاريخ هذا الصرح الفني.
وإلى جانب مسيرتها التمثيلية، خاضت تجربة الإخراج المسرحي، وأخرجت عددًا من العروض المهمة مثل “الباسبور”، “مقالب عطيات”، و”ليلة الحنة”، ما أثبت أن موهبتها لم تكن مقصورة على الأداء فقط، بل شملت كل مفردات العمل المسرحي.

سميحة أيوب بصمة خالدة في الوجدان الفني
وصف الناقد المسرحي عمرو دوارة تجربة سميحة أيوب بأنها “مرآة لفترة ذهبية من المسرح المصري”، مشيرًا إلى أنها كانت جزءًا من تحولات كبيرة في الفن، وتعاونت مع عمالقة المسرح مثل يوسف وهبي، زكي طليمات، فتوح نشاطي، كما وقفت على الخشبة إلى جانب جيل الرواد من معهد الفنون المسرحية مثل حمدي غيث، نبيل الألفي، وعبد الرحيم الزرقاني.
لم تكن فقط شريكة في صناعة المسرح، بل أحد أعمدته الراسخة. وفي عصر الستينيات والسبعينيات، قدمت عروضًا مسرحية ظلت حاضرة في الذاكرة الثقافية، مثل “السلطان الحائر” و”سكة السلامة”، وامتد تأثيرها إلى التلفزيون والسينما، حيث شاركت في العديد من الأعمال الدرامية الخالدة.

إرث ثقافي ومكانة عربية
لم تقتصر مساهمات سميحة أيوب على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا، بل كانت دائمًا حاضرة في المحافل الثقافية والفنية داخل مصر وخارجها، شغلت عدة مناصب في مؤسسات ثقافية، وكانت وجهًا مشرفًا للفن المصري في المهرجانات العربية والدولية.
وقد نالت الراحلة جوائز وتكريمات عديدة من جهات عربية ودولية، من بينها وسام الفنون والآداب من الدولة المصرية، وجوائز تقديرية من دول عربية كممثلة ورائدة مسرحية ألهمت الأجيال، وعُرفت بأدائها العميق وصوتها المسرحي القوي الذي لا يُنسى.

رحيل جسد وبقاء أثر
رحلت سميحة أيوب بجسدها، لكنها تركت خلفها تراثًا لا يُقدّر بثمن، ومسيرة ملهمة لكل من يؤمن بدور الفن في بناء الوعي المجتمعي وصقل الحس الإنساني.
ستبقى ذكراها حاضرة في كل عرض مسرحي صادق، وفي كل ممثل يسعى إلى أن يلامس قلوب الناس كما فعلت هي ببراعة واقتدار.
بوفاتها، تفقد الساحة الفنية المصرية والعربية صوتًا من الأصوات الخالدة، ووجهًا من وجوه الزمن الجميل الذي صمد أمام المتغيرات، وبقي وفيًا للمسرح حتى آخر يوم.
امتدت مسيرة سميحة أيوب لما يزيد عن سبعة عقود، واعتُبرت خلالها واحدة من أعمدة المسرح العربي بلا منازع. قدمت أكثر من 170 عملًا مسرحيًا متنوعًا، جمعت فيه بين التراجيديا العميقة والدراما الاجتماعية، وكانت معروفة بقدرتها الفائقة على تجسيد الانفعالات المعقدة بمنتهى الصدق والشفافية.
لقبت بـ”سيدة المسرح العربي”، ولم يكن هذا اللقب مجرد تكريم أدبي، بل توصيف دقيق لتأثيرها الكبير في تطوير الحركة المسرحية في مصر والعالم العربي. فإلى جانب كونها ممثلة موهوبة، كانت أيضًا قائدة مسرحية ومخرجة ومديرة لمؤسسات ثقافية لعبت أدوارًا محورية في نهضة المسرح المصري.