مصر – السابعة الإخبارية
سوزي الأردنية.. أعادت الإعلامية ياسمين الخطيب فتح باب الجدل حول ظاهرة البلوجرز وصناع المحتوى، بعد تصريحاتها الصريحة في برنامجها “مساء الياسمين” بشأن البلوجر الأردنية المعروفة باسم “سوزي الأردنية”.
تصريحات ياسمين لم تمر مرور الكرام، بل أثارت تفاعلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيدين يرون أن السوشيال ميديا أصبحت تروج لنماذج غير مؤهلة، وبين معارضين يرون أن لكل شخص الحق في التعبير عن نفسه مهما كانت الخلفية التي انطلق منها.
خلال حديثها في البرنامج، عبّرت ياسمين الخطيب عن استيائها من سبب شهرة سوزي الأردنية، موضحة أنها لا تملك مشكلة شخصية معها، لكنها ترفض تماماً فكرة أن تصل الشهرة إلى شخص “بسبب شتيمة في الأب”، على حد وصفها. وأضافت:“أنا معرفهاش غير من خلال الشارع اللي ورا، واللغة دي أنا مش بحبها ولا بستخدمها”.
كما أكدت الإعلامية رفضها الصريح لاستضافة سوزي في برنامجها، رغم محاولات فريق الإعداد التواصل معها. وصرّحت بأن سوزي طلبت مبلغ 100 ألف جنيه مقابل الظهور، متسائلة بدهشة:“أنا معرفش بتشتغل إيه علشان تتقاضى الرقم دا؟ هتيجي تحكيلي إيه؟! إيه قصة النجاح؟!”
واختتمت ياسمين حديثها بتساؤل أوسع يطال ظاهرة البلوجرز عمومًا:“موضوع البلوجر بقى غريب جدًا، أنا مش فاهمة الناس دي بتشتغل إيه، وهل كلمة بلوجر بقت مهنة؟!”.

من الجدل إلى التريند.. سوزي الأردنية تعود للأضواء
بالتزامن مع تلك التصريحات، تصدّرت سوزي الأردنية “التريند” مجددًا بعد إعلانها عن نجاحها في امتحانات الثانوية العامة الأردنية بنسبة 50%، بعد ثلاث سنوات من المحاولات. ورغم تواضع النتيجة، فإن فيديو إعلان النجاح الذي نشرته عبر “تيك توك” أثار ضجة كبيرة، حيث ظهرت فيه وهي تبكي فرحًا، قائلة:
“الحمد لله، جبت 50%، وده بمجهودي. بقالي 3 سنين بحاول، والسنة دي نجحت. والدتي كانت بتقولّي لازم أنجح الأول قبل ما أرتبط، وها هو حصل، الحمد لله”.
رغم أن المعدل لا يؤهلها لدخول الجامعات الحكومية، إلا أن سوزي أعلنت نيتها الالتحاق بجامعة خاصة، مضيفة أنها لا تسمح لأي شيء أن يكون عائقًا أمام طموحاتها، وأن النجاح كان خطوة مهمة على طريق “الاستقرار”.
لكن المفاجأة لم تتوقف عند النتيجة؛ ففي نهاية الفيديو، كشفت سوزي أنها تستعد للإعلان عن خطوبتها خلال يومين فقط، قائلة بعفوية أثارت جدلاً واسعًا:
“هتخطب بعد يومين ومش عارفة على مين، أي حد هييجي هوافق عليه، لأن اللي كان موقفني قبل كده الشهادة”.
وأوضحت أن والدتها كانت ترفض فكرة ارتباطها دون النجاح أولًا، وأن اجتيازها للثانوية العامة أزال هذه العقبة، وهو ما تعتبره خطوة نحو مستقبل أفضل من وجهة نظرها.

سوزي الأردنية بين القبول والرفض.. من يُحدد معايير “الشهرة”؟
طرح هذا الجدل المتصاعد سؤالًا أكبر: ما هي المعايير التي يجب أن تُبنى عليها شهرة صناع المحتوى؟ وهل يحق لأي شخص أن يكوّن قاعدة جماهيرية كبيرة فقط بالاعتماد على الفيديوهات اليومية والتعليقات المثيرة؟ وهل الانتشار الرقمي وحده يُكسب الشخص لقب “نجم” أو “مؤثر”؟
يرى بعض المراقبين أن وسائل التواصل الاجتماعي خلقت مناخًا مفتوحًا يعيد تعريف مفهوم الشهرة، حيث أصبح بإمكان أي شخص لديه محتوى مثير أو أسلوب ملفت أن يحصد ملايين المتابعين، بصرف النظر عن خلفيته التعليمية أو قيمته الثقافية. في المقابل، يرى آخرون أن هذا الانفتاح تسبب في تدهور الذوق العام، وانتشار نماذج “فارغة” لا تُقدّم محتوى ذا قيمة.
الإعلام التقليدي و السوشيال ميديا
تصريحات ياسمين الخطيب تسلط الضوء على فجوة آخذة في الاتساع بين الإعلام التقليدي ونجوم الإنترنت. ففي حين يتطلب الظهور الإعلامي غالبًا مستوى معينًا من الخبرة أو الإنجاز أو القيمة الفكرية، فإن “نجوم السوشيال ميديا” يعتمدون على الجذب اللحظي والتفاعل اللحظي، وهو ما يجعلهم أكثر قربًا من الجمهور، لكن في أحيان كثيرة بعيدين عن المعايير الإعلامية الرصينة.
وهو ما دفع ياسمين لرفض ظهور سوزي، ليس لاعتبارات شخصية، بل لاعتراض على “سبب” الشهرة وليس “وجودها”.
في الختام: صناعة الشهرة مسؤولية مشتركة
لا شك أن الجمهور يلعب دورًا محوريًا في صعود أي صانع محتوى، فكل متابعة وإعجاب ومشاركة تساهم في ترسيخ صورة معينة وبناء شهرة، بغض النظر عن مضمونها. لذا، لا تقع المسؤولية فقط على البلوجرز أنفسهم، بل على المجتمع بأكمله، بما في ذلك الجمهور، والمنصات، والإعلام، وحتى المؤسسات التربوية، في رسم حدود ما يُعتبر “نجاحًا” حقيقيًا.
تبقى قصة سوزي الأردنية – بحلوها ومرّها – مرآة لحالة اجتماعية وثقافية تتطلب نقاشًا جادًا يتجاوز مجرد الجدل اللحظي، نحو تساؤل أعمق: ما الذي نمنحه اهتمامنا؟ ومن نسمح له بتأثير حقيقي على وعي الأجيال؟
