لبنان – السابعة الاخبارية
سيرين عبد النور، في زمنٍ أصبحت فيه مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس، برزت أصوات تنتقد هذا الواقع الافتراضي، ومن بينها الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور، التي أطلقت مؤخرًا تصريحات لاذعة وصفت فيها هذه المنصات بأنها تحولت إلى “ساحة للشر والنفاق”، معتبرةً أن بعض المستخدمين يستغلون حرية الرأي لبث الكراهية وتدمير الأرواح الطيبة.
سيرين عبد النور توجه انتقادات حادة
عبر خاصية “الستوري” في حسابها الرسمي على تطبيق “إنستغرام”، شاركت سيرين عبد النور متابعيها برؤية نقدية جريئة حول واقع السوشيال ميديا، فقالت:
“فيه واحد سأل: إحنا مع مين عايشين؟ إحنا عايشين مع وحوش بيأذوا ويدمروا الأرواح الطيبة اللي جوانا تحت راية حرية الرأي، وبيستمتعوا بإنجازاتهم وبيفرجونا نياباتهم بضحكاتهم الشيطانية.”
كلمات حملت الكثير من الغضب والخذلان، حيث عبّرت سيرين عن شعورها بالاشمئزاز من بعض التصرفات التي تراها تتكرر على منصات التواصل. ولم تكتفِ بذلك، بل أضافت:
“تابعوا التواصل الاجتماعي بتشوفوهم بوضوح، هم نفسهم مغتصبين، قاتلين، شهود زور، لكنهم خارج السجن، يعيشون في سجن موازي اسمه الهاتف الذكي، يسيطر عليه الأغبياء.”
انتقاد المجتمع الرقمي وسلطة الهاتف الذكي
من خلال كلماتها، سلّطت عبد النور الضوء على قضية أصبحت من أكثر المواضيع حساسية في العصر الرقمي: الاستخدام المسيء لمواقع التواصل الاجتماعي. وفي حين أن هذه المنصات صُممت لتقريب المسافات وتبادل الآراء، إلا أنها – بحسب سيرين – تحولت إلى منصات لنشر الكراهية، وتشويه السمعة، والتلاعب بالحقيقة.
وصفت سيرين الهاتف الذكي بأنه “سجن موازي” يعيش فيه كثيرون، لا بسبب قوانين أو حواجز، بل نتيجة تعلقهم المفرط به، وخضوعهم لسطوة مجتمع رقمي لا يرحم. وبهذا، قدمت الفنانة نظرة فلسفية تمس الجانب النفسي والاجتماعي للإنسان الحديث، الذي أصبح رهينة الإعجابات والتعليقات والـ”ترندات”.
فنانة في مواجهة العالم الافتراضي
لم تكن هذه المرة الأولى التي تعبّر فيها سيرين عبد النور عن آرائها الجريئة، فقد عُرفت دائمًا بصراحتها وجرأتها في الحديث عن القضايا التي تؤثر في المجتمع، سواء على الصعيد الفني أو الإنساني أو حتى الأخلاقي.
لكن اللافت في تصريحاتها الأخيرة هو حدة الكلمات وعمق الإحباط الذي يبدو أنها تشعر به تجاه السوشيال ميديا، وهو أمر قد يعكس تجارب شخصية أو مواقف تعرضت لها في هذا الفضاء، كما حدث مع عدد كبير من المشاهير الذين أصبحوا عرضة للتنمر أو الإساءة الإلكترونية.
على الصعيد الفني: “عاملن عقدة” عودة غنائية ناجحة
بعيدًا عن الانتقادات، تواصل سيرين عبد النور مسيرتها الفنية، حيث أطلقت مؤخرًا أغنيتها الجديدة بعنوان “عاملن عقدة”، والتي جاءت بطابع درامي جريء ممزوج بكوميديا خفيفة، وحققت رواجًا ملحوظًا على موقع يوتيوب.
قصة الأغنية
تتناول “عاملن عقدة” قصة امرأة تواجه رجلًا يتلاعب بمشاعر النساء، فتتحداه بثقة وعزيمة، لتقلب الطاولة عليه في نهاية المطاف وتنتهي القصة بزواج غير متوقع. الأغنية تجمع بين الطرافة والرسالة الاجتماعية، حيث تسلط الضوء على قوة المرأة وقدرتها على فرض احترامها في وجه العلاقات السامة.
فريق العمل
- كلمات: منير بو عساف
- ألحان: الدكتور هشام بولس
- توزيع موسيقي: باسم رزق
- إخراج الكليب: جو بو عيد
- مشاركة تمثيلية: الفنان السوري يزن السيد
تم تقديم الكليب بأسلوب بصري مشوّق، حيث طغى عليه الأسلوب السينمائي من حيث الإخراج والمونتاج، ما جعله يلقى استحسان الجمهور.
مسلسل “النسيان”: تجربة درامية ناضجة
أما على صعيد الدراما، فقد كان آخر أعمال سيرين عبد النور مسلسل “النسيان” الذي عُرض في عام 2024، وحقق نجاحًا واسعًا سواء من حيث نسب المشاهدة أو التفاعل الجماهيري.
الحبكة الدرامية
يدور المسلسل حول زوجين يعيشان حياة مستقرة برفقة طفليهما، قبل أن ينقلب كل شيء رأسًا على عقب بسبب حادث مأساوي، يدخل على إثره الزوج في غيبوبة، وتبدأ الزوجة رحلة شاقة من المواجهات النفسية والاجتماعية في سبيل الحفاظ على عائلتها.
تميز المسلسل بطرحه مواضيع حساسة مثل فقدان الذاكرة، الخيانة، قوة الأم، وتحديات الحياة الزوجية المعاصرة، ما أضفى عليه بعدًا إنسانيًا عميقًا جذب المشاهدين.
طاقم العمل
- بطولة: سيرين عبد النور، قيس شيخ نجيب، ندى أبو فرحات، يورغو شلهوب، كارول الحاج، فادي أبي سمرة
- تأليف: شادي كيوان
- إخراج: الفوز طنجور
- التصوير: تم بالكامل في بيروت
أشاد النقاد بأداء سيرين عبد النور في المسلسل، حيث قدّمت شخصية مركبة ببراعة، جمعت بين القوة والانكسار، وعبّرت عن مشاعر الأمومة والخوف والحب بطريقة مؤثرة.
15 عامًا من الغياب عن الألبومات: ما السبب؟
رغم نشاطها الفني في السنوات الأخيرة، إلا أن سيرين عبد النور لم تصدر ألبومًا غنائيًا كاملًا منذ أكثر من 15 عامًا، وهو ما طرح العديد من التساؤلات بين جمهورها. وفي لقاءات سابقة، أوضحت سيرين أن السبب يعود إلى التحولات التي طرأت على صناعة الموسيقى، إضافة إلى تركيزها على التمثيل والأسرة.
كما أشارت إلى أن سوق الألبومات لم يعد كما كان في السابق، في ظل هيمنة الأغاني المنفردة والتوزيع الرقمي عبر منصات مثل يوتيوب وسبوتيفاي وأنغامي.
موقف صريح وصوت مختلف
تصريحات سيرين عبد النور الأخيرة ليست مجرد انفعال لحظي، بل تعبّر عن قلق أعمق تجاه التغيرات القيمية التي تحدث في المجتمع الرقمي. فقد اختارت أن تتحدث بصراحة، في وقتٍ يفضّل فيه البعض الصمت خشية ردود الأفعال.
ربما لا تتفق الآراء حول لهجة سيرين أو كلماتها الجريئة، لكن ما لا يمكن إنكاره هو شجاعتها في مواجهة واقع يراه كثيرون مقلقًا، لكنهم لا يملكون الجرأة للحديث عنه.
ختامًا
سيرين عبد النور ليست مجرد فنانة تُقدّم أدوارًا على الشاشة أو أغنيات على المسرح، بل هي صوت يُعبّر عن تحولات المجتمع، ويتعامل مع الشهرة كمسؤولية لا كامتياز فقط. سواء في الفن أو في المواقف، تظل سيرين شخصية حاضرة بقوة، قادرة على إثارة النقاشات ولفت الانتباه إلى قضايا تستحق التأمل.
وفي زمن باتت فيه الكلمة على مواقع التواصل قد تقتل أو تُنقذ، يبدو أن صوتًا مثل صوت سيرين، بكل ما يحمله من صراحة ووعي، هو أكثر ما نحتاجه لوقفة حقيقية مع الذات، قبل أن نضغط على زر “إرسال”.