السعودية – السابعة الإخبارية
فهد المولد.. شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية حالة واسعة من الجدل والقلق بعد انتشار شائعة وفاة النجم السعودي فهد المولد، لاعب اتحاد جدة السابق وأحد أبرز نجوم الكرة السعودية خلال العقدين الأخيرين. ورغم أن خبر الوفاة جاء دون أي سند رسمي أو مصدر موثوق، إلا أنه انتشر كالنار في الهشيم، ما دفع الآلاف من جماهير اللاعب داخل السعودية وخارجها للبحث عن حقيقة ما يجري.
ضجة واسعة وموجة بحث غير مسبوقة
ما إن بدأت الشائعة تتداول عبر منصات “إكس” و”فيسبوك” و”سناب شات”، حتى أصبح اسم فهد المولد الأكثر بحثًا على محركات البحث، إذ تسابق الجمهور لمعرفة صحة الخبر وسط حالة من القلق على اللاعب الذي عانى خلال الأشهر الماضية من ظروف صحية صعبة.
وبينما عبّر كثيرون عن حزنهم وصدمتهم مما سمعوه، حذر آخرون من خطورة نشر أخبار غير مؤكدة، داعين إلى تحري الدقة قبل تداول معلومات تمس حياة الأشخاص وخصوصًا الشخصيات العامة التي تحظى بمحبة كبيرة لدى الجمهور.

وسائل الإعلام السعودية تحسم الجدل
ولم يطل الأمر كثيرًا قبل أن تسارع وسائل إعلام سعودية موثوقة، من بينها موقع إيلاف، إلى نفي الخبر جملةً وتفصيلًا، مؤكدة أن ما تم تداوله عن وفاة اللاعب لا يمت للحقيقة بصلة، وأن فهد المولد ما يزال على قيد الحياة، وإن كان لا يزال تحت المتابعة الطبية المستمرة بعد فترة الغيبوبة الطويلة التي مر بها.
وجاء النفي ليضع حدًا لموجة الجدل، لكنه أعاد تسليط الضوء على الحالة الصحية للاعب، التي أثارت تعاطفًا كبيرًا منذ بداية أزمته قبل أكثر من عام.
القصة الكاملة لغياب فهد المولد
تعود بداية الأزمة إلى سبتمبر 2024، حين تعرض فهد المولد لحادث سقوط خطير من شرفة منزله في الطابق الثاني بمدينة دبي، ما تسبب في إصابات بالغة شملت كسورًا في الجمجمة ورضوضًا في مناطق مختلفة من جسده. وعلى إثر الحادث، دخل اللاعب في غيبوبة طويلة أثارت قلق الوسط الرياضي والجماهير التي انتظرت أي تطور إيجابي بشأن حالته.
ورغم أن عائلته فضلت التحفظ على التفاصيل الدقيقة للحالة الصحية، إلا أن التسريبات الطبية أكدت أن المولد خضع لسلسلة طويلة من العمليات الدقيقة، وأن الأطباء يبذلون جهودًا كبيرة لمساعدته على التعافي، بينما يلتف حوله أفراد أسرته وزملاؤه في المنتخب ونادي الشباب الذي كان آخر محطة في مسيرته قبل تعرضه للحادث.
مسيرة ذهبية للاعب استثنائي
يُعد فهد المولد واحدًا من أبرز المواهب التي أنجبتها الكرة السعودية خلال السنوات الماضية، حيث بدأ رحلته في الفئات السنية لنادي الاتحاد، قبل أن يشق طريقه بثبات نحو الفريق الأول عام 2011، ليصبح أحد أهم الأعمدة الفنية في الفريق.
وخلال مسيرته مع العميد، خاض المولد 244 مباراة في مختلف البطولات، سجل خلالها 76 هدفًا وقدم 44 تمريرة حاسمة، ليحفر اسمه بين اللاعبين الذين تركوا بصمة كبيرة في تاريخ الاتحاد والكرة السعودية بشكل عام.
ولم يقتصر تأثير المولد على الأندية المحلية، بل كان حاضرًا بقوة مع المنتخب السعودي، وشارك في العديد من البطولات القارية والدولية، كما لعب دورًا مؤثرًا في مشوار الأخضر نحو مونديال روسيا 2018، حيث سجل هدف التأهل الشهير أمام اليابان.

الدعم الجماهيري لا يتوقف
ورغم رحلته العلاجية الطويلة، لم يغب فهد المولد يومًا عن وجدان محبيه. إذ تتدفق يوميًا عبر منصات التواصل مئات الرسائل التي تحمل الدعاء والأمنيات بالشفاء، فيما يعبر زملاؤه في الأندية والمنتخب عن تضامنهم الكامل معه، مؤكدين أن المولد كان دائمًا نموذجًا للروح القتالية داخل الملعب وخارجه.
وأكد مقربون من اللاعب أن أسرته تتلقى هذا الدعم المعنوي بامتنان كبير، وأن هذه الرسائل تشكل دفعة قوية لهم في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها منذ وقوع الحادث.
شائعة قاسية.. لكنّها كشفت محبة الجماهير
ورغم الألم الذي تسببت فيه الشائعة القاسية، إلا أنها كشفت حجم المكانة التي يحتلها فهد المولد في قلوب جماهير الكرة السعودية، ومدى ارتباط الناس به كلاعب يمتلك تاريخًا حافلًا، ومسيرة مليئة بالإنجازات، وذكريات لا تُنسى مع نادي الاتحاد والمنتخب الوطني.
ويقع على عاتق الجميع—منصات إعلامية ومستخدمين—ضرورة تحري الدقة قبل نشر أي خبر يمس حياة الآخرين، خصوصًا في زمن تنتشر فيه الشائعات بسرعة غير مسبوقة.

