لبنان- السابعة الإخبارية
عبير الصغير.. أثارت شائعة وفاة الشيف اللبنانية عبير الصغير، المعروفة ببرامجها ووصفاتها التي يتابعها الملايين، حالة من القلق والارتباك بين جمهورها خلال الساعات الماضية، بعد أن انتشرت على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ما بداية القصة ؟
القصة بدأت حين تداول مستخدمون صورة لعبير بالأبيض والأسود، أُرفقت بعبارات مثل “RIP” و*“ارقدي بسلام”*، في مشهد يوحي بأنها رحلت عن عالمنا بالفعل. ولم يتوقف الأمر عند الصورة، بل جرى تضخيم الرواية بإضافة تفاصيل ملفقة عن سبب الوفاة، حيث زعم البعض أنها تعرضت لرد فعل تحسسي حاد إثر تجربة مكوّن نادر أثناء إعداد وصفة جديدة، وهو ما أدى إلى تدهور مفاجئ في حالتها الصحية وانتهى بوفاتها.
هذه التفاصيل المختلقة كانت كافية لتصدير اسم عبير إلى صدارة محركات البحث، إذ هرع آلاف المتابعين للبحث عن حقيقة ما جرى، ما ساهم في تضاعف سرعة انتشار الخبر الكاذب بشكل كبير. ووسط تضارب المعلومات وغياب المصدر الموثوق، وجد كثيرون أنفسهم في حيرة بين التصديق والتكذيب.
لكن عبير الصغير لم تنتظر طويلًا. فبعد ساعات قليلة فقط من تصاعد الشائعة، خرجت بنفسها عبر حساباتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي لتضع حدًا للجدل، مؤكدة أنها بخير وبصحة جيدة. وقالت في رسالة مقتضبة لجمهورها: “أنا بخير.. لا تصدقوا الشائعات”، لتضع بذلك نهاية سريعة لموجة الذعر التي اجتاحت متابعيها.
ردّ عبير السريع لم يطمئن جمهورها فقط، بل أعاد فتح النقاش حول ظاهرة الشائعات الرقمية التي تتكرر بشكل شبه دوري مع شخصيات عامة وفنانين ومؤثرين، حيث يتم تداول أخبار وفاتهم أو تعرضهم لحوادث دون أي سند رسمي. وفي كل مرة، يكون وقع الخبر صادمًا على الجمهور الذي يتفاعل بصدق مع شخصيات تابعها لسنوات، قبل أن يكتشف لاحقًا أن ما تلقاه لم يكن سوى إشاعة مغرضة.
ولم تخلُ تعليقات المتابعين من الغضب تجاه مروجي هذه الشائعات، إذ وصفها كثيرون بأنها “مزحة ثقيلة” و”لعب بمشاعر الناس”، مطالبين بضرورة محاسبة الصفحات التي تروج لمثل هذه الأكاذيب، لما تسببه من أذى نفسي للشخصيات المستهدفة وأسرهم، فضلًا عن إزعاج جمهور واسع يتأثر بالخبر.

في المقابل، رأى آخرون أن سرعة استجابة عبير وحرصها على طمأنة محبيها تعكس وعيًا بأهمية الوجود الفعّال على المنصات، خصوصًا حين يتعلق الأمر بمثل هذه الأخبار الحساسة. فظهورها الشخصي لتكذيب الشائعة كان له وقع قوي، مقارنة ببيان مكتوب أو توضيح من طرف ثالث.
الحادثة الأخيرة تضاف إلى سلسلة طويلة من الشائعات التي طالت شخصيات عامة في السنوات الأخيرة، من فنانين إلى إعلاميين وحتى نجوم الرياضة، وغالبًا ما تجد هذه الأخبار الكاذبة طريقها إلى الانتشار عبر خوارزميات المنصات التي تكافئ المحتوى المثير للانتباه.
وبينما يطوي جمهور عبير الصغير صفحة هذه الشائعة بارتياح، تبقى الأسئلة مطروحة حول آليات مواجهة التضليل الرقمي وحماية المستخدمين من الوقوع ضحايا لمثل هذه الأخبار، خاصة في ظل صعوبة السيطرة على سرعة انتشارها.
في النهاية، قد تكون أكثر رسالة واضحة خرجت من قلب هذه الأزمة هي تلك التي وجهتها عبير نفسها: “أنا بخير.. لا تصدقوا الشائعات”. جملة قصيرة لكنها تعكس واقعًا متكررًا في عالم رقمي بات فيه الخبر الكاذب يسبق الحقيقة بخطوات كثيرة.
