أمريكا – السابعة الاخبارية
شاكيرا، في ليلة استثنائية لا تُنسى، ألهبت النجمة العالمية شاكيرا مسرح لوس أنجلوس خلال جولتها الغنائية العالمية “Las Mujeres Ya No Lloran”، حيث قدّمت عرضًا ضخمًا استعرضت فيه قدراتها الفريدة في الغناء والرقص والأداء المسرحي، في مزيج ساحر من الحضور الكاريزمي، الطاقات المتفجرة، والرسائل الإنسانية العميقة التي تتجاوز حدود الفن والمرح.
الحفل، الذي أقيم وسط حضور جماهيري كبير من مختلف الجنسيات والأعمار، جسّد تمامًا ما جعل من شاكيرا واحدة من أيقونات الموسيقى العالمية المعاصرة: فنّانة لا تتوقف عند الأداء، بل تحوّل المسرح إلى حالة من الحياة بكل ما فيها من فرح وحزن وشغف وثورة.
شاكيرا في عرض عالمي بنكهة لاتينية
منذ اللحظة الأولى لصعودها على المسرح، خطفت شاكيرا الأنظار بإطلالتها الحيوية وأدائها المتكامل. قدّمت مجموعة من أشهر أغانيها مثل “Hips Don’t Lie”، “Waka Waka”، و*“Whenever, Wherever”*، بالإضافة إلى أغانٍ من ألبومها الجديد “Las Mujeres Ya No Lloran”، والذي يحمل رسائل تمكين نسوية واضحة، تعكس تحوّلها من فنانة رومانسية إلى رمز للاستقلال والقوة.
لكن ما ميّز العرض بشكل خاص هو الدمج المتناغم بين الإبهار البصري والتقني – من الإضاءة والديكور والشاشات العملاقة – وبين الأداء العاطفي الصادق الذي ميّز كل لحظة من لحظات الحفل.
وقد شاركها المسرح ضيوف مميزون من نجوم الموسيقى والرقص، كان أبرزهم تابو، عضو فرقة “Black Eyed Peas”، الذي ألهب الجمهور بأدائه المشترك مع شاكيرا، إلى جانب مصمم الرقصات العالمي جاكيل نايت، الذي ساهم في تحويل كل أغنية إلى عرض راقص مبهر. كما عاد إلى المسرح عازف الطبول الشهير بريندان باكلي، الذي ارتبط اسمه بشاكيرا منذ بداياتها، ما أضفى على الأمسية طابعًا من الحنين والوفاء الفني.
شاكيرا: أيقونة على المسرح وخارجه
ما من شك أن شاكيرا، التي تجاوزت الـ20 عامًا من النجومية العالمية، لا تزال تحتفظ بحيويتها وحضورها النادر. وقد عبّر محرم، أحد المشاركين في الحفل وأحد أعضاء الفريق، عن إعجابه الشديد بشخصيتها، واصفًا إياها بأنها:
“أيقونة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تملك روحًا جماعية رائعة تجمع الفريق حولها كعائلة واحدة.”
وأضاف:
“العمل مع شاكيرا ليس مجرد تجربة فنية، بل تجربة إنسانية، فهي تهتم بأدق التفاصيل، وتمنح الجميع شعورًا بالانتماء، من الفنيين إلى الحراس.”
أما العازف بريندان باكلي، فأعاد الحاضرين إلى ذاكرة فنية بعيدة، قائلًا:
“منذ أن قدّمنا عرض MTV Unplugged عام 1998، بدأنا كفرقة ثم تحوّلنا إلى عائلة. شاكيرا ليست فقط مطربة، إنها روح وقلب الفريق.”
سر النجاح: التفاني في كل التفاصيل
الحديث عن الكواليس لم يتوقف عند الذكريات، بل امتد ليكشف جوانب غير مرئية من شاكيرا كقائدة فريق. دارينا ليتلتون، إحدى المنسقات في الجولة، وصفتها بالملكة الحقيقية في عالم الموسيقى، قائلة:
“سر نجاح شاكيرا هو تفانيها الذي لا يعرف التهاون. تبذل 110٪ من وقتها وجهدها في كل قرار، سواء كان مرتبطًا بالأداء أو الإضاءة أو حتى ترتيب المقاعد. إنها تهتم بكل شيء بنفسها.”
وأضافت:
“نادرًا ما نرى نجمة عالمية بهذا الحجم تبقى على تواصل مباشر مع الجميع، من أكبر فني حتى أصغر عامل. هذا التواضع هو جزء من سحرها.”
رسالة أمل إلى جمهورها اللاتيني
ورغم الطابع الاحتفالي للحفل، لم تغب عن شاكيرا رسالتها الأهم – دعم جمهورها من أصول لاتينية. فقد أشار محرم إلى أن موسيقى شاكيرا “لا تكتفي بإبهار السمع والبصر، بل تحمل رسالة أمل وفخر، خاصة للجمهور اللاتيني الذي يرى فيها صوتًا عالميًا يمثّله.”
وأضاف:
“من الجميل أن نعود إلى لوس أنجلوس بعد جولة أوروبية طويلة، وأن نحيي هذا العرض أمام جمهورنا اللاتيني الذي كان ينتظر شاكيرا بشغف. لقد كان الحفل بمثابة عيد وطني صغير.”
في المقابل، أعرب كثير من الحضور عن شعورهم بالفخر لأن شاكيرا لا تزال وفية لجذورها، رغم شهرتها العالمية، وتستثمر منصتها الفنية في توصيل رسائل تمكين اجتماعية ونسوية وإنسانية.
ما بعد الحفل: جولة تكتب التاريخ
جولة “Las Mujeres Ya No Lloran” التي تحمل اسم ألبومها الأخير، تُعد واحدة من أنجح جولات شاكيرا حتى الآن، من حيث الحضور الجماهيري والتغطية الإعلامية، وكذلك من حيث التحول في الخطاب الفني الذي تقدّمه. فشاكيرا لم تعد فقط النجمة الراقصة، بل أصبحت صوتًا للمرأة المعاصرة، ولشعوب تحلم بالاعتراف والتقدير في عالم لا يزال يشهد الكثير من التفاوتات.
وإذا كان هذا الحفل في لوس أنجلوس قد عبّر عن ذروة التألق الفني، فإنه أيضًا أعاد التذكير بقوة التأثير التي تملكها الموسيقى في ربط الناس، والتعبير عن أحلامهم وآلامهم، وإلهامهم لمواصلة الحياة بشغف.
ختامًا… شاكيرا كما لم تُرَ من قبل
في هذا العرض، لم تُقدّم شاكيرا مجرد حفل موسيقي، بل قدّمت تجربة شعورية متكاملة، مزجت فيها بين الماضي والحاضر، بين الفن والرسالة، بين العالمية والجذور. كانت على المسرح أكثر من مجرد فنانة… كانت حكاية تُروى، وأملًا يُعاش، ونغمة لا تُنسى.
جمهورها غادر القاعة وهو يردد أغانيها، لكن الأهم أنه غادر وهو يشعر بأنه أقرب إليها، وإلى ذاته. وهذا هو الإنجاز الحقيقي الذي لا تُقاس قيمته بالأرقام، بل بالتأثير.
هل تحب أن أجهز لك نسخة مختصرة منه للنشر على مواقع التواصل؟