المكسيك – السابعة الاخبارية
شاكيرا، عندما أعلنت النجمة العالمية شاكيرا عن جولة “Las Mujeres Ya No Lloran”، كان جمهورها حول العالم يتوقع حفلات استثنائية، لكن ما حدث في العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي فاق كل التوقعات. فقد تحوّلت سلسلة حفلاتها في ملعب GNP Seguros إلى حدث تاريخي غير مسبوق، استقطب مئات الآلاف من المعجبين ورسّخ مكانتها كواحدة من أيقونات الموسيقى العالمية.
شاكيرا تحقق إنجاز غير مسبوق في تاريخ الملعب
من المعروف أن ملعب GNP Seguros (المعروف سابقًا باسم Foro Sol) استضاف عبر تاريخه كبار النجوم العالميين، لكنه لم يشهد من قبل أن يملأه فنان واحد 12 مرة متتالية.
شاكيرا لم تكتفِ بمجرد النجاح، بل كسرت الرقم القياسي السابق الذي كانت تملكه فرقة “فيرمي” بتسعة عروض فقط.
مع كل حفل، كان الملعب يتسع لـ65 ألف متفرج، ليصل الإجمالي إلى نحو 780 ألف شخص خلال شهر واحد فقط، وهو رقم يعكس قوة حضورها الفني والجماهيري.
دموع وداع.. ورسالة حب للجمهور
في الحفل الأخير بتاريخ 18 سبتمبر، لم تتمالك شاكيرا مشاعرها، فبدت متأثرة وهي توجه كلماتها للجمهور قائلة:
“لم أكن لأتخيل حتى في أحلامي أن أقدّم 12 حفلًا في هذا المكان. هذه هدية لن أنساها أبدًا.”
الجمهور بدوره ردّ بعاصفة من التصفيق والهتاف، في لحظة وداع جمعت بين الحنين والاعتزاز، لتبقى في ذاكرة كل من حضر تلك الليالي.
ثلاثون أغنية.. رحلة عبر الزمن
شاكيرا لم تكتفِ باستعراض آخر أعمالها، بل اختارت أن تقدّم نحو 30 أغنية من مختلف مراحل مسيرتها.
فمن أغنياتها الإسبانية الأولى التي صنعت شهرتها في أمريكا اللاتينية، إلى نجاحاتها العالمية مثل Hips Don’t Lie و Waka Waka، مرورًا بأعمالها الحديثة من الألبوم الأخير، كان الجمهور على موعد مع رحلة موسيقية مليئة بالذكريات.
تعاونات خاصة ألهبت الأجواء
السر في نجاح هذه الجولة لم يكن مجرد حضور شاكيرا وحدها على المسرح، بل أيضًا مفاجآتها الفنية:
- فرقة جروبو فرونتيرا صعدت معها لتقديم أغنية Entre Paréntesis وسط تفاعل صاخب.
- النجمة دانا شاركتها مرتين في تقديم Soltera، الأغنية الفائزة بجائزة MTV، مضيفة لمسة عصرية شبابية.
- أما المفاجأة الكبرى فكانت ظهور بليندا، أيقونة البوب المكسيكي، لأداء أغنية Día de Enero مع شاكيرا، في لحظة وصفتها الصحافة بأنها “جسر حب بين كولومبيا والمكسيك”.
البعد الثقافي والاجتماعي للحفلات
لم تكن هذه الحفلات مجرد عروض موسيقية، بل تحوّلت إلى حدث ثقافي واجتماعي.
- آلاف من محبي شاكيرا قدموا من مدن ودول مختلفة لحضور العروض، ما جعل العاصمة المكسيكية تعيش أجواء احتفالية على مدار أسابيع.
- الفنادق والمطاعم والمراكز التجارية شهدت انتعاشًا اقتصاديًا ملحوظًا، مع تدفق السياح من مختلف أنحاء العالم.
- إعلاميًا، احتلت أخبار الحفلات الصفحات الأولى للصحف والمجلات، وتصدرت قوائم الترند على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تبادل الجمهور صورًا وفيديوهات من كل ليلة.
شاكيرا.. رمز للقوة والإلهام
على مدى جولتها، كانت شاكيرا ترسل رسائل واضحة لجمهورها:
- أن المرأة قادرة على النجاح والوقوف قوية مهما كانت التحديات.
- أن الفن ليس مجرد ترفيه، بل رسالة تجمع بين الثقافات وتلهم الملايين.
- أن الموسيقى اللاتينية قادرة على المنافسة عالميًا، متجاوزة الحدود واللغات.
من مارس إلى سبتمبر.. رحلة طويلة
جدير بالذكر أن الجولة في المكسيك بدأت بسبعة حفلات متتالية في مارس الماضي، لتعود شاكيرا بخمسة حفلات إضافية بين أغسطس وسبتمبر.
بهذا الشكل، تحوّل العام إلى ما يشبه “موسم شاكيرا” في المكسيك، حيث لم يمر شهر إلا وكانت أخبارها جزءًا من الحياة اليومية للجمهور.
المحطة الأخيرة.. فيراكروز تنتظر
رغم انتهاء حفلات مكسيكو سيتي، لم تنتهِ قصة شاكيرا مع المكسيك بعد. إذ تستعد النجمة لتقديم حفلها الختامي في البلاد يوم 24 سبتمبر بمدينة فيراكروز، في ملعب “لويس بيراتا فوينتي”.
هذا الحفل يحمل رمزية خاصة، لأنه سيكون أول ظهور لها في تلك المدينة الساحلية، ما يضيف صفحة جديدة إلى كتاب إنجازاتها.
الأثر النفسي على الجمهور
كثير من الحاضرين وصفوا التجربة بأنها أكثر من مجرد حفل. البعض قال إنه “عاش أجمل لحظة في حياته”، وآخرون اعتبروا أن شاكيرا تمثل “رمزًا للأمل والقوة”.
بعض التعليقات على وسائل التواصل أشارت إلى أن “شاكيرا جعلت المكسيك عاصمة الموسيقى في العالم لأسابيع”، بينما قال آخرون: “لم نرَ هذا الحماس حتى مع فرق الروك العالمية”.
قراءة في مستقبل شاكيرا الفني
النجاح الساحق في المكسيك يفتح الباب أمام أسئلة كثيرة:
- هل تخطط شاكيرا لتكرار نفس التجربة في دول أخرى؟
- هل سنشهد كسر أرقام قياسية جديدة في أمريكا الجنوبية أو أوروبا؟
- وكيف سينعكس هذا النجاح على أعمالها المقبلة سواء موسيقيًا أو في مجالات أخرى مثل السينما؟
شاكيرا والمكسيك.. علاقة تاريخية
منذ بداياتها، كانت المكسيك دائمًا محطة محورية في مسيرة شاكيرا. فقد وجدت فيها قاعدة جماهيرية ضخمة دعمتها منذ ألبوماتها الأولى.
واليوم، بعد عقود من النجاح، تثبت حفلاتها الأخيرة أن هذه العلاقة لم تفقد بريقها، بل ازدادت قوة وعمقًا.
خاتمة
قدّمَت شاكيرا في العاصمة المكسيكية أكثر من مجرد حفلات غنائية؛ قدّمت ملحمة موسيقية صنعت التاريخ وكُتبت بحروف من ذهب في ذاكرة جمهورها.
وبين الأرقام القياسية، واللحظات العاطفية، والأثر الثقافي والاقتصادي، يتضح أن ما حدث لم يكن مجرد سلسلة حفلات، بل كان حدثًا عالميًا يليق بنجمة عالمية بحجم شاكيرا.