الكويت – السابعة الاخبارية
شجون الهاجري، أخلت النيابة العامة الكويتية، سبيل الفنانة شجون الهاجري بعد أن دفعت كفالة مالية قدرها 200 دينار كويتي، مع إلزامها بالخضوع للإشراف الطبي المستمر لحين الانتهاء بشكل كامل من علاجها من الإدمان. وأكدت النيابة كذلك ضرورة متابعة حالتها الصحية عن كثب، تنفيذا لقرار يقضي بسحب الإقامة الطبية لحين التعافي التام.
وتأتي هذه القرارات عقب توقيف شجون من قبل وزارة الداخلية الكويتية، يوم الخميس الماضي (19 يونيو 2025)، بعد العثور عليها بحوزة مواد مخدرة بحجة التعاطي، ما تطلّب استدعاءها للتحقيق في قضية حيازة مواد مخدرة بقصد التعاطي. بحسب مصدر رسمي في النيابة، فقد تقرّر إطلاق سراحها بعد دفع الكفالة مع تثبيت التزامها الكامل بالعلاج وإشراف المسؤولين على وضعها الصحي.
شجون الهاجري، نشأتها الفنية وبداياتها المبكرة
من أبرز الوجوه الفنية في الدراما الخليجية، بدأت مشوارها الفني وهي في عمر الست سنوات تقريبًا، حيث ظهرت لأول مرة في برنامجَي الأطفال “ماما أنيسة” و”الصواية أم عوينة”. بعدها، شاركت في مجموعة من المسرحيات الموجهة للأطفال، منها: “الصياد الصغير”، “مفاتيح جهلوك”، “رحلة”، “زورو”، “تويتي”، “بيكاتشو”، “كاسبر ألفين”، “كوكب تيلي تابيس”، “فرح وخادم الأمير”، “سابق وتالي”، “الفتيان والقرصان”، و”عيال الفريج”.
هذه الانطلاقة المبكّرة مهدت لها طريق التميّز في التلفزيون، ممّا أكسبها شهرة واسعة ونوعاً من الخبرة التي حفزتها على مواصلة التمثيل في فترات لاحقة.
أعمالها التلفزيونية البارزة
على مدار السنوات الماضية، قدمت شجون حزمة من الأعمال الدرامية، كان من بينها:
- “حكايا كويتية”
- “أبناء الغد”
- “الاختيار”
- “خطوات على الجليد”
- “قطعة 13 الكرتوني”
- “الحب يأتي متأخراً”
إضافة إلى عدد من المسلسلات التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا وأكدت مكانتها الدرامية، مثل: “ثمن عمري”، “دنيا القوي”، و”عديل الروح”، وقد حصّلت من خلالها على قاعدة جماهيرية متنامية.
آخر ظهور لها: مسلسل “وحوش” في رمضان 2025
في شهر رمضان الفائت، ظهرت شجون بدور بارز في مسلسل “وحوش”، الذي تناول قضايا جرائم حقيقية وقعت في الكويت عبر عدة مراحل زمنية، وعُرض في قالب حلقات مستقلة، بحيث يتناول كل عرض حلقتين مختلفتين تجمع بين التحقيق والتمثيل الروائي، ويبرز دوافع مرتكبي الجرائم وردود فعل المجتمع تجاه تلك الجرائم.
شارك في العمل نخبة من أبرز نجوم الدراما الكويتية، من بينهم: هيا عبد السلام، فيصل العميري، بشار الشطي، علي كاكولي، منصور البلوشي، عبد الله البلوشي، أحمد سعيد، وعلي عبد العزيز دشتي، من تأليف فيصل البلوشي وإخراج سعيد الماروق ومحمد سلامة.
نال مسلسل “وحوش” إشادات نقدية ملحوظة، لا سيما لما حمله من عمق في المعالجة الدرامية لقضايا إنسانية وأخلاقية حساسة، مما أكسب شجون حيزاً جديداً من الاهتمام الفني والجماهيري.
أثر القبض والتطورات الأخيرة
كان توقيف شجون في 19 يونيو 2025 أمراً صادماً لكثير من متابعيها، لا سيما أنّ الاتهامات معها لا تتعلق بالتسويق الإعلامي أو خيانة الأمانة، بل بالتعاطي. وقد وعرضت السلطات تقريرًا يفيد باحتوائها على مخدر بقصد التعاطي، دون النيّة لتوزيعه أو الاتجار به. ومن هنا جاء قرار النيابة بإخلاء سبيلها، بناءً على الكفالة وتعهدها بالخضوع للعلاج.
وأوضحت النيابة في بيانها أنّ قراراً بإشراف طبيّ عليها في الوقت الحالي ضروري، لا سيما أن علاج الإدمان عملية طويلة ومعقدة، تتطلب متابعة متخصصة. كما أنّ تفعيل قيود معينة على تحركاتها والتزامها بإجراءات العلاج يمثل ضماناً قانونياً بإتمامها. فتلك الإجراءات تمنع مغادرتها البلاد أو تجاهل خضوعها لأي من البرامج العلاجية الطوعية أو الإلزامية المقررة.
خلفيات التوقيف ومراحل التحقيق
تم توقيف الفنانة بعد ورود معلومات دقيقة لأجهزة الأمن الكويتية تفيد بأن لديها مواد مخدرة، وأخطرت النيابة العامة المختصة بالواقعة، التي فتحت ملفاً للتحقيق في حيازة مواد مخدرة بقصد التعاطي.
خلال التحقيقات، قدمت شجون إفاداتها، واعترفت بالحيازة من أجل التعاطي فقط، بينما حاول محاميها التخفيف عن وضعها القانوني، بالإشارة إلى حجم الكمية الصغيرة المسلّمة لها، ودفع بأن الغاية علاجية أو شخصيّة وليست تجارية. بناءً على ذلك، ارتأت النيابة عدم المضي في إجراءات الحبس الاحتياطي طويلة الأمد، والاكتفاء بالكفالة واشتراط العلاج، خاصة أن الفنانة ليس لديها سوابق جنائية.
معايير استثناء الحبس والكفالات المعمول بها
تخضع حالات التعاطي في الكويت لاعتبارات مختلفة عن حالات التهريب والتجارة. ففي القوانين الراهنة، إذا كان المتهم يملك المخدر بقصد التعاطي الذاتي، وليس للاتجار أو التوزيع، ولم تكن لديه سوابق، فإن هناك مرونة ممكنة من قبل جهات التحقيق بإطلاق السراح بكفالة، بشرط اتخاذ تدابير طبية صارمة مثل الخضوع لعلاج الإدمان تحت إشراف الجهات المعنية، بحسب ما يوضّحه المحامي الشرعي في قضايا المخدرات.
وليست هذه الحالة الأولى من نوعها في الكويت التي يتم فيها إطلاق سراح متهم بحيازة بقصد التعاطي بعد دفع كفالة ورصد إشراف طبي، لكن قرار النيابة بتحديد 200 دينار وكفالة العلاج ينطوي على مؤشر أنّها تعتبر الحالة أخف وطأة، ولديها فرصة لإعادة تأهيل نفسي واجتماعي.
ردود الفعل الجماهيرية والإعلامية
مع إعلان خبر اعتقالها وإخلاء سبيلها، شهدت المواقع الاجتماعية وإعلام النجوم حالة من التعاطف والتضامن، خصوصاً أنها لم تكن متورطة في تجارة أو قضايا تتصل بالمالية أو الأمن القومي. وأشاد جمهورها بقرار النيابة الداعم للعلاج الطبي كتوجه إصلاحي أكثر من العقابي، معتبرين أن الثقافة الفنية والشعبية في الكويت ترفض وصم الفنانين بحالات التعاطي، بل تدعم إعادة بناءهم وتقديمهم مجددًا إلى الساحة بعد تجذرهم بالعلاج.
مصادر مقربة من الوسط الفني أعربت عن استعدادهم لتقديم يد العون والدعم النفسي والمعنوي لشجون، وهو ما يؤكد دور النجوم في توجيه ودعم الحالات المشابهة، بعيداً عن إطلاق أحكام جزافية.
مخاطر وتحديات مستقبلية
تواجه شجون مراحل دقيقة في رحلة التعافي التي تتطلب استعداداً لوجستياً ونفسياً، فضلاً عن التزامات قانونية، أهمها استكمال نفس الجلسات العلاجية تحت إشراف الجهات الطبية، والالتزام بحضور المتابعات وتقديم تقارير دورية للنيابة.
أي إخلال من جانبها بأي شرط من شروط إخلاء السبيل (مثل عدم الالتزام بالعلاج، أو المساس بأي ممنوعات مثل السفر أو التواصل مع مروجين أو شراء مواد مخدرة) قد يعرضها إلى إعادة التحقيق وطلب ضبط وإحضار. الأمر الذي من شأنه أن يشكّل ضغطًا جديدًا، إضافةً إلى التحديات الشخصية ذاتها.
في المجمل، يمثل قرار النيابة بالكفالة 200 دينار والإشراف الطبي نقطة تحول في حياة شجون: إذ اختارت الدولة منح فرصة علاج وإصلاح بدلاً من التوقيف الطويل، كما أكدت دعمها لرفد المجتمع بأفراد صحيين ومستقرّين. وتبقى مسؤولية العلاج والالتزام عليها أولاً، ثم على الأسرة والوسط الفني توفير الدعم اللازم لاستمرارها وتجديد حضورها على الخريطة الفنية.
لذا، سيكون الاهتمام الإعلامي والمتابعة الفنية لما بعد رمضان ضروريين لمعرفة إن كانت ستعود إلى الشاشة قريبًا أو تغيّب نفسه صوب المرحلة العلاجية. لكن الأكيد أنّ قضايا التعاطي تثير حوارًا مجتمعيًا حول طرق الوقاية والعلاج، وليس فقط الجزاء، بما يعزز ثقافة دعم الحالات المشابهة وتحفّز إعادة إدماجها.