أبوظبي – السابعة الإخبارية
شرطة أبوظبي.. في إطار سعيها المتواصل لتعزيز الأمن المجتمعي وغرس قيم التوعية الإيجابية في نفوس أفراد المجتمع، نظّمت إدارة الدوريات الخاصة بقطاع الأمن الجنائي في شرطة أبوظبي فعالية توعوية متميزة تحت شعار «توعية أطفالنا مسؤولية وطنية ومجتمعية»، وذلك بالتعاون مع عدد من الإدارات والجهات الرسمية والمجتمعية، شملت إدارة الشرطة المجتمعية، إدارة الإعلام الأمني، مجلس أبوظبي للشباب، وبلدية أبوظبي، إلى جانب أكاديمية إسطبلات بوذيب، ونادي بني ياس الرياضي الثقافي.
المجلس المجتمعي محور اللقاء
أُقيمت الفعالية في مجلس بني ياس، وهو أحد المجالس المجتمعية التي تُعقد فيها مثل هذه الفعاليات لتقريب المسافة بين الجهات الأمنية وأفراد المجتمع، ضمن سياسة “الشرطة المجتمعية” التي تتبناها شرطة أبوظبي، وتعتمد على مبدأ الشراكة المجتمعية والمسؤولية الجماعية.
وجاء اختيار المجلس مكانًا للفعالية، بهدف ضمان مشاركة واسعة من أولياء الأمور والمهتمين، وإتاحة الفرصة أمام النقاش المباشر، وطرح التساؤلات، ومشاركة الأفكار والخبرات حول أفضل السبل لاستغلال أوقات فراغ الأطفال خلال فترة العطلة الصيفية.

توجيه الأطفال.. مسؤولية لا تقبل التأجيل
الفعالية سلطت الضوء على قضية بالغة الأهمية، تتمثل في ضرورة توجيه الأطفال نحو أنشطة آمنة وبنّاءة خلال الإجازة الصيفية، وذلك لحمايتهم من السلوكيات السلبية أو الانخراط في ممارسات قد تضر بمستقبلهم أو تؤثر سلبًا على شخصياتهم.
وأكدت شرطة أبوظبي، من خلال كلمات مسؤوليها وشركائها في الفعالية، على أن الفراغ الزمني لدى الأبناء قد يتحول إلى تحدٍ حقيقي وخطر محتمل إذا لم يُستثمر بشكل سليم ومدروس، داعين إلى تفعيل دور الأسرة والمدرسة والمجتمع ككل في رسم المسار الصحيح للنشء.
تصريحات رسمية: الأمن المجتمعي مسؤولية تشاركية
وفي كلمته خلال الفعالية، شدّد العقيد الركن الطيار الشيخ زايد بن حمد آل نهيان، مدير إدارة الدوريات الخاصة، على أن هذه المبادرة تأتي ضمن سلسلة من الجهود التي تبذلها شرطة أبوظبي في سبيل تعزيز منظومة الأمن المجتمعي الشامل، مشيرًا إلى أن التفاعل المباشر مع أفراد المجتمع يُعد من الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الشرطة لتحقيق رسالتها الأمنية والإنسانية.
وأوضح أن أحد الأهداف الرئيسة للفعالية هو تمكين أولياء الأمور من أدوات التوجيه والتوعية الفعّالة، وتعزيز ثقافة المسؤولية المشتركة في حماية الأبناء، معتبرًا أن الوقاية خير من العلاج، وأن درء المشكلات يبدأ بالتخطيط السليم للوقت وتوفير بدائل مفيدة وملهمة للأطفال.

شراكات استراتيجية لتحقيق الأثر المستدام
أحد أبرز محاور الفعالية كان عرض الجهود التكاملية بين الجهات الحكومية والمجتمعية، إذ أكد المنظمون أن نجاح المبادرة يعود إلى تضافر الجهود بين شركاء من مختلف القطاعات، ما يعكس وعيًا متزايدًا لدى مؤسسات الدولة بأهمية التوعية المبكرة والاستثمار في الطفل والأسرة كمكونين أساسيين في بناء مجتمع متماسك وآمن.
وقد أُثني على دور كل من بلدية أبوظبي، وأكاديمية إسطبلات بوذيب، ونادي بني ياس الثقافي الرياضي في دعم هذه المبادرة، سواء من خلال تقديم برامج تدريبية وترفيهية، أو عبر طرح أنشطة بديلة للأطفال في الإجازة، تسهم في صقل مهاراتهم وتنمية مواهبهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
توصيات ختامية: التخطيط الصيفي واجب تربوي
اختُتمت الفعالية بجملة من التوصيات المهمة التي نُقلت إلى أولياء الأمور والمجتمع بشكل عام، كان أبرزها:
ضرورة التخطيط المسبق للعطلة الصيفية بما يضمن التوازن بين الراحة والتعلم والترفيه.
إشراك الأطفال في اختيار الأنشطة التي تهمهم مع التأكد من ملاءمتها لعمرهم واهتماماتهم.
تعزيز الرقابة الأسرية المرنة القائمة على الثقة والتوجيه وليس القمع أو التسلط.
الاستفادة من المبادرات المجتمعية التي تقدمها الجهات الرسمية في الإمارة.
أهمية استخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي، من خلال تطبيقات تعليمية وتفاعلية مفيدة.

تعزيز الاستباقية.. رؤية شرطة أبوظبي
تأتي هذه المبادرة في سياق رؤية شرطة أبوظبي لتعزيز مفهوم “الوقاية الاستباقية”، من خلال تمكين الأسر من التعامل مع التحديات اليومية، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لرعاية الأبناء في بيئة آمنة وصحية، تتسم بالحوار والانفتاح والتفاهم.
إن غرس الوعي في نفوس الأطفال يبدأ من المنزل، ويمر عبر المدرسة، ويُترجم من خلال الشراكات المجتمعية النشطة. لذا، تبقى هذه الفعاليات، وغيرها من المبادرات المماثلة، إحدى الوسائل الناجعة لتحقيق هذا الهدف، وترسيخ ثقافة الأمن المجتمعي الشامل والمستدام.