دبي – السابعة الإخبارية
في ظل الانتشار الواسع للتحديات الإلكترونية ومقاطع الفيديو المثيرة على منصات التواصل الاجتماعي، أطلقت القيادة العامة لشرطة دبي تحذيراً عاجلاً لأولياء الأمور، بشأن تقليد خطير جديد يُعرف بـ**”تريند حرق الدمى الشريرة”**، الذي بدأ يتداول بكثافة عبر منصات مثل تيك توك وإنستغرام ويوتيوب.
هذا التحذير يأتي في وقتٍ يتزايد فيه القلق المجتمعي والأمني من تأثير المحتوى الرقمي الخطير على سلوك الأطفال والمراهقين، لا سيما في بيئة رقمية مفتوحة وسريعة التأثير.

خطر حقيقي خلف محتوى ترفيهي مزيف
وأكدت شرطة دبي أن هذا “التريند” المتمثل في إشعال النار في دمى تمثّل شخصيات شريرة أو مرعبة، لا يُعد بأي حال من الأحوال مجرد محتوى ترفيهي، بل هو سلوك بالغ الخطورة، يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرائق مدمرة، أو إصابات بالغة، أو حتى إلى حالات وفاة، خاصة في حال القيام بهذه الأفعال في أماكن مغلقة كغرف النوم، أو باستخدام مواد قابلة للاشتعال.
وتتزامن هذه الحملة التوعوية مع شهر التوعية بالأمن السيبراني، حيث تسعى الجهات الأمنية في دولة الإمارات إلى تعزيز الوعي الرقمي والمسؤولية الإلكترونية بين مختلف أفراد المجتمع، مع التركيز على فئة الأطفال والمراهقين، الأكثر عرضة للتأثر السريع بمحتوى الإنترنت.
تحذير شديد اللهجة للأسر والمجتمع
ودعت شرطة دبي أولياء الأمور بشكل خاص إلى ضرورة مراقبة سلوك أبنائهم على الإنترنت، ومتابعة التطبيقات والمقاطع التي يشاهدونها ويتفاعلون معها. وأشارت إلى أن بعض صانعي المحتوى على الإنترنت يعمدون إلى إثارة الفضول واستغلال حب المغامرة لدى اليافعين من أجل جني عدد أكبر من المشاهدات والإعجابات، دون أدنى مسؤولية أو وعي بتبعات هذه الأفعال على أرض الواقع.
كما أوضحت أن إشعال النار في الدمى، سواء في الحدائق أو المنازل أو حتى المدارس، يمكن أن يؤدي إلى كارثة حقيقية، خاصة عند استخدام مواد سريعة الاشتعال مثل البلاستيك، الأقمشة الصناعية، أو الشعر المستعار الذي يستخدم في صناعة بعض هذه الدمى.
المحتوى التحريضي تحت الرقابة
وأشارت القيادة العامة لشرطة دبي إلى أن أي محتوى يحرض أو يشجع على هذه السلوكيات الخطيرة يُعد مخالفة قانونية صريحة. وشددت على ضرورة الإبلاغ الفوري عن مثل هذه المقاطع أو المنشورات، سواء كانت منشورة على صفحات عامة أو في مجموعات مغلقة، مؤكدة أن القانون الإماراتي لا يتهاون مع أي شكل من أشكال تعريض النفس أو الآخرين أو الممتلكات للخطر.
كما أكدت أن نشر أو إعادة تداول هذه المقاطع – حتى لو كان ذلك بنية التوعية أو السخرية – يمكن أن يعرّض صاحبه للمساءلة القانونية، داعية إلى ممارسة الوعي الرقمي والتمييز بين المحتوى الآمن والخطر، والامتناع عن الانخراط في “تريندات” قد تبدأ كمزحة وتنتهي بمأساة.
“تريندات” الرعب.. ترفيه زائف بثمن باهظ
شهدت الفترة الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في التحديات التي تحاكي مشاهد الرعب أو العنف، والتي تستغل المؤثرات البصرية والموسيقى المثيرة لجذب المتابعين، خصوصاً من صغار السن. ويُعد “تريند” حرق الدمى الشريرة أحد أبرز هذه الأمثلة، حيث يجسد فكرة “التخلص من الشر” بشكل رمزي عبر الحرق، لكنه يتحول إلى فعل خطير للغاية في الواقع، خاصة مع تقليد أطفال لا يدركون تمامًا عواقب تصرفاتهم.
ويخشى الخبراء من أن تتحول مثل هذه المقاطع إلى نمط سلوكي متكرر بين الأطفال والمراهقين، خاصة مع ثقافة “التحديات الفيروسية” التي تدفع المستخدمين إلى تقليد ما يشاهدونه من أجل الشعور بالانتماء أو نيل القبول في المجتمع الرقمي.

نحو ثقافة رقمية آمنة
في ظل هذا الواقع المتغيّر، دعت شرطة دبي إلى ضرورة تعزيز ثقافة الاستخدام الآمن للتقنية، من خلال دمج موضوعات السلامة الرقمية والوعي الرقمي في المناهج المدرسية، وتكثيف الحملات التوعوية على مستوى المدارس والمجتمع، لضمان حماية الجيل الجديد من الوقوع في فخ التقليد الأعمى.
كما شددت على أهمية أن يكون الآباء والأمهات قدوة في كيفية التعامل مع التكنولوجيا، وعدم ترك الأبناء لساعات طويلة أمام الشاشات دون رقابة أو حوار توجيهي.
رسالة شرطة دبي
في ختام تحذيرها، أكدت شرطة دبي أن الأمن الرقمي بات ضرورة لا تقل أهمية عن الأمن المادي، وأن الوعي هو خط الدفاع الأول ضد المحتوى الضار على الإنترنت. وأعادت التأكيد على أن “سلامة أبنائنا مسؤوليتنا جميعًا”، وأن الوقاية تبدأ من المنزل.
ودعت كل من يلاحظ انتشارًا لمثل هذه السلوكيات أو يملك معلومات عن ممارسات مشابهة إلى التواصل الفوري مع الجهات المعنية عبر قنواتها الرسمية.
