الكويت – السابعة الاخبارية
شعيب راشد، في خطوة نادرة من نوعها، خرج الإعلامي الكويتي شعيب راشد عن صمته ليتحدث ولأول مرة بشكل مباشر عن قضية سحب جنسيته الكويتية، وهي الخطوة التي طالت الآلاف في البلاد خلال الفترة الماضية، والتي أثارت جدلًا واسعًا على الصعيدين الاجتماعي والسياسي.
اعتراف شعيب راشد بواقعة التزوير
شعيب راشد، المعروف بتقديمه لبرامج إعلامية جريئة ومؤثرة، أكد عبر بيان نشره مؤخرًا أن قرار سحب جنسيته كان قانونيًا وصحيحًا من الناحية الإدارية، موضحًا أن القرار لم يصدر ضده شخصيًا، بل كان نتيجة لقرار قديم طال والده الراحل راشد، ومن ثم انسحب عليه بحكم التبعية.
وأوضح شعيب أن والده حصل على الجنسية الكويتية في عام 1968، عندما كان في السابعة والعشرين من عمره، بعد أن دخل البلاد قادمًا من العراق. وأشار إلى أن والده لجأ آنذاك إلى الادعاء بأنه ابن صديقه الكويتي سالم الهاجري، رحمه الله، في خطوة سهلت له الحصول على الجنسية.
تفاصيل قديمة ومعروفة
ورغم ما تحمله القصة من اتهامات بالتزوير، أوضح شعيب أن هذا الأمر لم يكن سرًا في وقته، بل كانت السلطات على علم بالواقعة، وسبق أن قُدمت شكوى رسمية ضد والده عام 1971. إلا أن القيادة السياسية آنذاك، وفقًا لما ذكره، قررت غلق هذا الملف تمامًا، حيث قال الشيخ سعد العبدالله الصباح، وكان حينها وزيرًا للداخلية والدفاع: “كلهم كويتيين”، في إشارة إلى أن من حصلوا على الجنسية بهذه الطريقة سيُعاملون كمواطنين.
وأضاف شعيب: “بناءً على هذا القرار عشنا في المجتمع على هذا الأساس، كنا من قبيلة شمّر اجتماعيًا، ولكن في الأوراق الرسمية ننتمي إلى بني هاجر”، في إشارة إلى التناقض الذي استمر لعقود بين الهوية الاجتماعية والهوية الرسمية.
الصدمة بعد عقود
كشف شعيب راشد أنه لم يدرك أبعاد القصة كاملة إلا بعد مرور أكثر من 35 عامًا، حين بدأ يربط بين الأحداث القديمة والمواقف السياسية التي شهدها بنفسه. وذكر حادثة دافع فيها الشيخ سعد العبدالله، حين كان رئيسًا للوزراء، عن نائب كويتي تعرض للاتهام ذاته.
ورغم مرارة القرار، أبدى شعيب تفهمه لموقف الدولة، لكنه في الوقت نفسه انتقد الأسلوب الذي تم فيه تطبيق القرار، معتبرًا أن الطريقة كانت قاسية ومجحفة بحق الأسر المتضررة.
قال شعيب: “كان بالإمكان حل هذا الملف من خلال تصحيح الأسماء، كما فعلت معظم دول الخليج، بدلًا من اللجوء إلى سحب الجنسية، الذي ترتب عليه سحب البيوت، وتجميد الحسابات البنكية، وطرد الموظفين من وظائفهم، وفصل الأبناء من المدارس، واضطرار البعض للهجرة واللجوء”.
رغم الألم.. الامتنان للكويت باقٍ
ورغم كل ما مرت به أسرته من معاناة، شدد شعيب على أنه لا يحمل ضغينة للكويت، بل عبّر عن امتنانه للدولة التي وفرت له فرص الانطلاق في الإعلام، قائلاً: “لا ننكر فضل الكويت علينا، ومن ينكره جاحد. يكفيني سقف الحرية الذي سمح لي بالنجاح في بداياتي الإعلامية، وكان سببًا في شهرتي وانتشاري”.
السلام عليكم،
تم سحب الجنسية الكويتية من والدي (راشد) – رحمه الله – وبناء عليه سُحبت جنسيتي بالتبعية.
أبي حصل عليها في عام ١٩٦٨ (عمره ٢٧) بعد أن ادعى أنه ابن صديقه الكويتي سالم الهاجري (رحمة الله عليه)، وفي الحقيقة أبي “شمّري أتى إلى الكويت قادمًا من العراق حيث ترجع أصولنا” وهو…
— شعيب راشد (@Sh3aib) June 1, 2025
ذكريات لا تُمحى
واختتم شعيب راشد رسالته بكلمات مؤثرة تحمل مزيجًا من الحنين والحزن، قائلاً: “صحيح نُزعت مني جنسيتي، ويا ليت لو نُزعت معها ذكرياتي، لكن للأسف هذا لن يحدث.. تبقى ذكريات الطفولة في الفردوس، والغزو، وأيام الجوع، ومراهقة مدرسة المباركية، وانتخابات جامعة الكويت، وأول وظيفة في جريدة الجريدة، وأول شركة (أوو ميديا)، وزواجي وولادة ابني عبدالعزيز.. كلها مختومة ومطبوعة على أرض الكويت.. وطني”.
سحب الجنسيات في الكويت: ملف شائك
تجدر الإشارة إلى أن قضية سحب الجنسيات في الكويت أصبحت من أبرز القضايا المثيرة للجدل في السنوات الأخيرة، حيث شملت قرارات السحب عشرات الآلاف من المواطنين، بعضهم بتهم تتعلق بالتزوير، وآخرون بسبب ازدواج الجنسية أو مواقف سياسية. وتدعو منظمات حقوقية إلى مراجعة هذه القرارات بما يضمن الحفاظ على الحقوق الإنسانية للأفراد المتضررين.
رغم فقدانه الجنسية، يؤكد شعيب راشد أن الانتماء الحقيقي لا يُقاس بوثيقة، بل بالذكريات والولاء، مشيرًا إلى أن الكويت ستبقى وطنه مهما تغيّرت الظروف، وأن ما مرّ به لم يغير محبته للأرض التي نشأ عليها وبنى فيها أجمل محطات حياته.