لبنان – السابعة الاخبارية
شكران مرتجي، في لحظةٍ عاطفية ممزوجة بالنوستالجيا، أعادت النجمة السورية شكران مرتجى جمهورها إلى واحد من أكثر المشاهد المحبوبة في تاريخ الدراما الكوميدية السورية، وذلك عبر مقطع فيديو أعادت فيه إحياء لحظة لا تُنسى من المسلسل الشهير “عيلة سبع نجوم” الذي عُرض لأول مرة في عام 1997، وأصبح منذ ذلك الحين جزءاً لا يتجزأ من الذاكرة الجمعية للمشاهد العربي.
الفيديو، الذي نشرته مرتجى على صفحتها الرسمية عبر “إنستغرام”، تم إنشاؤه باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، ويُظهر أحد المشاهد الأيقونية من المسلسل، حيث تجتمع شخصيات العمل حول أيمن رضا، الذي يعزف على آلة العود ويؤدي الأغنية التراثية السورية “يا هويدا لك”، بينما ينضم باقي أفراد العائلة إلى الغناء في مشهد يفيض بالألفة والعفوية والحنين.
وكتبت شكران معلقة على الفيديو:
“بعرف قديش بتحبوا هادا المشهد بعيلة سبع نجوم.. وأنا كمان بحبّو كتير.. وعلى ما يبدو الذكاء الصناعي بحبّو.”
شكران مرتجى تُعيدنا إلى زمن “عيلة سبع نجوم”.. لحظة لا تُنسى تحيا من جديد
سرعان ما حصد الفيديو تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل، حيث عبّر الآلاف من المتابعين عن سعادتهم برؤية هذا المشهد مجددًا، وإن كان بتقنية مختلفة، مؤكدين أن هذه اللحظات التي جمعت سامية الجزائري، باسم ياخور، أيمن رضا، حسام تحسين بيك، نورمان أسعد، وشكران مرتجى، لا تزال حاضرة في ذاكرتهم رغم مرور أكثر من ربع قرن على عرض العمل.
“عيلة سبع نجوم”: كوميديا خالدة في ذاكرة المشاهد السوري
يُعد مسلسل “عيلة سبع نجوم” من أبرز الأعمال التي شكّلت مرحلة ذهبية في الكوميديا السورية، حيث قُدم عام 1997 كجزء ثالث من سلسلة بدأت بمسلسل “عيلة خمس نجوم” (1993)، ثم “عيلة ستة نجوم” (1994)، قبل أن تكتمل الثلاثية بـ”عيلة سبع نجوم”، الذي اعتبره الكثيرون ذروة النضج الكوميدي في تلك السلسلة.
المسلسل من تأليف ممدوح حمادة، الذي صاغ نصًا بسيطًا في مضمونه، لكنه عميق في رسالته، بينما أخرجه هشام شربتجي، أحد أبرز المخرجين الذين أبدعوا في الكوميديا المعاصرة. اعتمد العمل على أسلوب كوميديا الموقف (Sitcom)، إذ دارت أغلب أحداثه ضمن موقع واحد، هو منزل العائلة، لكنه استطاع أن يقدم قصصًا متنوعة ومشوقة لا تملّ.
يحكي المسلسل قصة عائلة “كرعوبة”، التي تواجه سلسلة من المواقف الساخرة بعد أن يستولي شخص يُدعى “عفيف” على أملاكها. في محاولة لمواصلة حياتهم رغم الصعوبات، تنتقل العائلة للعيش في منزل مشترك مع أقرباء وأصدقاء، لتبدأ من هناك سلسلة من المفارقات المضحكة والتحديات اليومية التي عكست بأسلوب ساخر العديد من القضايا الاجتماعية.
طاقم تمثيلي لا يُنسى
ما أعطى “عيلة سبع نجوم” تلك النكهة الخاصة هو الانسجام الكبير بين الممثلين وروح الدعابة التي انعكست في كل مشهد. فقد ضم العمل مجموعة من ألمع نجوم الكوميديا السورية:
- سامية الجزائري، التي جسدت شخصية “أم محمود”، بحضورها الطاغي وروحها المرحة التي جعلت منها واحدة من أعمدة الكوميديا في سوريا.
- أيمن رضا، الذي برع في تقديم شخصية “جورج”، وجسد ببراعة شخصية العازف الشعبي الذي يجمع بين السخرية والحنان.
- باسم ياخور، الذي أدى شخصية “رياض”، وأضاف الكثير من الحيوية والطرافة بشخصيته المتفردة.
- حسام تحسين بيك، بحضوره الهادئ وأدائه المميز.
- شكران مرتجى، التي قدمت شخصية “نورا”، بإطلالة كوميدية محببة وأداء تلقائي قريب من القلب.
- نورمان أسعد، التي تألقت بدورها قبل أن تعتزل الفن لاحقًا.
- نزار أبو حجر، صاحب البصمة الخاصة والحضور الكوميدي اللافت.
هذا الفريق المتكامل من الممثلين، بإشراف مخرج مخضرم مثل هشام شربتجي، استطاع أن يخلق حالة درامية فريدة، جعلت من “عيلة سبع نجوم” أكثر من مجرد مسلسل، بل ظاهرة تلفزيونية حجزت مكانًا دائمًا في قلوب المشاهدين.
الذكاء الاصطناعي يعيد الحياة إلى ذكريات الطفولة
عودة المشهد الأيقوني بتقنية الذكاء الاصطناعي حملت رسالة عاطفية عميقة، خاصة لأولئك الذين نشأوا في التسعينيات وأوائل الألفينات، والذين ارتبطوا عاطفيًا بأجواء هذا العمل. لقد جاء الفيديو كتذكير جميل بتلك الأيام، ولفتة ذكية من شكران مرتجى تجاه جمهورها الذي ما زال يتفاعل بشغف مع أعمالها القديمة.
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، بات الذكاء الاصطناعي أداة جديدة لإعادة إحياء الذكريات، ومع أن الآراء تتفاوت حول استخدامه في الفن، إلا أن هذا الفيديو بالتحديد لقي ترحيبًا كبيرًا كونه استطاع أن يعيد لحظة فنية خالدة بطريقة مؤثرة دون أن ينتقص من أصالتها.
نوستالجيا تلفزيونية لا تُنسى
يبقى “عيلة سبع نجوم” من الأعمال التي لا يُملّ منها مهما تكررت مشاهدتها، فقد استطاع أن يمزج بين الكوميديا البسيطة والواقعية الاجتماعية، وأن يعكس بطريقة مرحة تحديات الحياة اليومية في قالب درامي يسهل الارتباط به عاطفيًا.
واليوم، بعد مرور 28 عامًا على عرضه الأول، لا يزال المسلسل يُعرض على بعض القنوات والمنصات الرقمية، ويحظى بنفس المحبة، ما يؤكد أن الدراما الجيدة تعيش طويلاً في وجدان الناس.
وهكذا، لا يعود الفيديو الذي نشرته شكران مرتجى مجرد لقطة فنية من الماضي، بل نافذة إلى زمنٍ دافئٍ ومليء بالحب والضحك، زمنٍ ما زلنا نحتاج أن نستحضره بين حين وآخر وسط كل ما نعيشه من تعقيدات الواقع المعاصر.