سوريا – السابعة الاخبارية
شكران مرتجي، في كل ظهور لها، تلفت الفنانة السورية شكران مرتجى الأنظار بإطلالاتها التي تمزج بين البساطة والتميّز، دون افتعال أو بهرجة. لكن في أحدث إطلالة لها خلال حفل “الموريكس دور“، لم يكن الحديث فقط عن فستان أو تسريحة شعر، بل عن النظارات التي أضافت بعداً جديداً لحضورها، وكشفت عمّا وراء تلك التفاصيل التي قد يراها البعض ثانوية، بينما تعتبرها هي انعكاساً صادقًا لمزاجها وهويتها الفنية والإنسانية.
شكران مرتجي.. ما وراء الإكسسوار
تقول شكران مرتجى إن النظارات بالنسبة لها ليست مجرد وسيلة طبية أو قطعة إكسسوار مكمّلة للملابس، بل جزء من التعبير البصري عن ذاتها. في حديثها لموقع “فوشيا”، أوضحت أن استخدام النظارات يرتبط بثلاثة عناصر: المناسبة، الحالة النفسية، ورؤية منسق الإطلالة، وهي عناصر تؤكد وعيها بما تقدّمه كنجمة، تعرف تمامًا كيف تُحافظ على خصوصيتها داخل دائرة الضوء.
وأضافت مرتجى:
“أنا لا أضع الكثير من مساحيق التجميل، لذلك أحب أن أضيف عنصرًا بصريًا يمنح وجهي شكلاً مختلفاً. النظارات تفعل ذلك دون جهد، وتُشعرني بأنني أقدم نفسي كما أنا، دون أن أُبالغ أو أتنكّر خلف قناع.”
كلماتها تعكس رؤية فنية ناضجة، لا تنفصل عن فلسفتها العامة في الحياة: الوضوح، الصدق، والتصالح مع الذات.
من الأناقة إلى التمثيل.. “عيلة الملك” بوابة جديدة في رمضان 2026
بعيدًا عن الإطلالة، فاجأت شكران مرتجى جمهورها بالإعلان عن مشاركتها في عمل درامي ضخم سيُعرض في الموسم الرمضاني لعام 2026، بعنوان “عيلة الملك”، من إخراج محمد عبد العزيز، وبطولة نخبة من نجوم الدراما السورية والعربية، أبرزهم سلوم حداد، أمل عرفة، لجين إسماعيل، محمد الأحمد وغيرهم.
ووصفت العمل بأنه تجربة فنية مختلفة ستظهر فيها بأسلوب جديد تماماً، حيث قالت:
“أعتقد أن الممثل الذي يكرر نفسه، يخسر جزءًا من شغفه وجمهوره معاً. أنا أسعى دائمًا إلى أن أختار أدواراً فيها تحدٍ، وأدوار لا تشبهني ولا تشبه تجاربي السابقة، و(عيلة الملك) هو أحد هذه الأدوار.”
تصريحاتها تؤكد أنها ليست فقط فنانة متمكنة في الأداء، بل صاحبة وعي فكري بدور الفن في تشكيل الوجدان المجتمعي، وبمسؤولية الفنان تجاه تجديد أدواته وفتح آفاق مختلفة أمام جمهوره.
كواليس “عيلة الملك”.. دراما عائلية بطابع مختلف
رغم تحفظها عن كشف تفاصيل القصة، إلا أن معلومات من كواليس الإنتاج تشير إلى أن مسلسل “عيلة الملك” سيكون عملاً درامياً عائلياً يدمج بين الواقع الاجتماعي والسياسي، ويطرح أسئلة عن العلاقات داخل العائلة الواحدة، بين الحب، والمصالح، والصراعات الإنسانية، ضمن قالب يمزج بين الكوميديا السوداء والتراجيديا المعاصرة.
ويُنتظر أن يُجسّد العمل طابعًا سوريًا خالصًا، لكنه بلهجة إنسانية عالمية، ما يجعل من المسلسل أحد أبرز الرهانات في رمضان المقبل، خصوصًا مع عودة مجموعة من النجوم الكبار إلى الشاشة الصغيرة بعد غياب نسبي أو مشاركة محدودة.
شكران مرتجى.. الحضور المستمر رغم غياب البطولة المطلقة
منذ بداية مسيرتها، لم تبحث شكران مرتجى عن البطولة المطلقة كما تفعل كثير من النجمات، لكنها صنعت لنفسها بطولة من نوع آخر، تقوم على التأثير، والثقة، والاستمرارية. هي ليست مجرد ممثلة تؤدي دورًا، بل شخصية حقيقية تقتحم القلوب بعفويتها وصدقها.
سواء كانت في الكوميديا أو التراجيديا، في عمل من بطولة جماعية أو في دور ثانوي، شكران مرتجى تترك أثرًا لا يمكن تجاهله. وهذا ما يجعلها واحدة من أكثر الفنانات احترامًا وارتباطًا بالجمهور.
رسالة غير مباشرة لجمهورها
في حديثها عن النظارات، بدا أن شكران مرتجى أرادت أن تُرسل رسالة أعمق مما تبدو عليه في الظاهر: أن الفنان الحقيقي لا يختبئ خلف الزينة، بل يُعبّر عن ذاته بصدق، حتى في أصغر التفاصيل. هي لا تبحث عن صدمة بصرية، ولا عن لفت الانتباه الزائف، بل تختار ما يُشبهها، وتبني حضورها بناءً على شخصيتها لا على ما يُفرض عليها.
ختامًا.. ما ننتظره في رمضان 2026
مع اقتراب موسم رمضان، تزداد التوقعات حول الأعمال المنتظرة، ويبدو أن مسلسل “عيلة الملك” سيكون من بين تلك التجارب التي تحظى بترقّب خاص، ليس فقط بسبب الأسماء اللامعة المشاركة فيه، بل لأن الجمهور يعرف أن وجود شكران مرتجى يعني عمقًا إنسانيًا في الأداء، وصورة مختلفة عما اعتاد رؤيته في الدراما التقليدية.
وفي وقت باتت فيه معايير النجاح محصورة بعدد المشاهدات، تأتي شكران لتؤكّد أن التمثيل الحقيقي لا يُقاس بالأرقام، بل بالصدق والانطباع الذي يتركه في قلوب الناس. وفي كل مرة، يبدو أنها لا تزال تُجيد هذه اللعبة تمامًا.