القاهرة – السابعة الاخبارية
شيرين أحمد، ليلة استثنائية شهدتها القاهرة في افتتاح المتحف المصري الكبير، حين أبهرت السوبرانو العالمية شيرين أحمد الحضور بأدائها المذهل وصوتها الآسر الذي خطف الأنظار، لتتصدر خلال ساعات قائمة الأكثر تداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط إشادة واسعة من الجماهير والنقاد على حد سواء. شيرين، التي حملت اسم مصر إلى مسارح العالم، عادت لتقف هذه المرة على أرض وطنها أمام التاريخ، لتقدم لحظة فنية خالدة تليق بعظمة الحضارة المصرية.
شيرين أحمد تتألق في افتتاح المتحف المصري الكبير: “فخورة جدًّا إني مصرية”
بعد أدائها المبهر في الحفل، عبّرت الفنانة شيرين أحمد عن سعادتها الغامرة وفخرها بالمشاركة في هذا الحدث التاريخي، حيث كتبت عبر حسابها الرسمي على “إنستغرام”:
«أنا فخورة جدًّا إني مصرية. كان شرف كبير ليا إني أشارك في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير. شاركنا العالم جمال تاريخنا وتراثنا وثقافتنا وحضارتنا العظيمة. حلمي تحقق بكل معنى الكلمة».
كلماتها الصادقة لمست قلوب متابعيها الذين أشادوا بروحها الوطنية وإحساسها المرهف، معتبرين مشاركتها في الافتتاح لحظة فخر لكل المصريين.
وأضافت شيرين في رسالتها:
«شكرًا شكرًا شكرًا من قلبي على كل الحب والدعم».
كما وجهت الفنانة الشكر للموسيقار هشام نزيه على موسيقاه التي وصفتها بـ«الرائعة»، ولشركة الإنتاج ميديا هب على «رؤيتهم المبدعة»، وللمصمم نزازي على الفستان الذي وصفته بـ«الخيالي»، فضلًا عن إشادتها بكل «المبدعين والفنانين اللي اشتغلوا عشان يقدموا عرض أسطوري بكل المقاييس».
واختتمت منشورها بعبارة مؤثرة قالت فيها:
«قد إيه حلو الإحساس لما أكون في وطني».
لحظة من التاريخ… حفل عالمي على أرض مصر
افتتاح المتحف المصري الكبير لم يكن مجرد فعالية ثقافية، بل حدث عالمي حضره الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من الملوك والرؤساء والأمراء من أكثر من 80 دولة. وقد رافق ذلك عرض فني ضخم جمع بين الموسيقى الكلاسيكية والفن المصري المعاصر، ليشكل لوحة فنية تروي قصة مصر القديمة بلغة عالمية يفهمها الجميع: لغة الفن.
وسط أضواء خافتة تُبرز عظمة المكان، وقفت شيرين أحمد على المسرح بإطلالة ملكية، صوتها يتردد بين جدران التاريخ، لتفتتح المقطوعة الموسيقية بعنوان “رسالة للسلام”، وهي من تأليف الموسيقار المصري هشام نزيه، وقيادة المايسترو ناير ناجي، بمشاركة أوركسترا ضخمة جمعت موسيقيين من مصر، اليابان، فرنسا، الولايات المتحدة، والبرازيل.
المقطوعة جاءت كتحية فنية من مصر إلى العالم، جسّدت روح السلام والتواصل الإنساني التي طالما كانت جزءًا من رسالة الفن المصري عبر العصور.
“رسالة للسلام”… عرض ملحمي يُبهر العالم
أداء شيرين أحمد في المقطوعة كان مزيجًا من القوة والعذوبة، حيث جسّدت بصوتها رسالة سلام موجهة من أرض الحضارة إلى شعوب العالم. المقطوعة اعتمدت على مزج موسيقي بين النغمات الشرقية والمقامات الكلاسيكية الغربية، ما منحها طابعًا عالميًا فريدًا.
وقد حرص الموسيقار هشام نزيه على أن تكون الموسيقى رحلةً عبر الزمن، تبدأ من أصوات تشبه نفَس الأرض المصرية القديمة، لتنتقل تدريجيًا إلى أنغام أوركسترالية معاصرة، في انسجام تام مع المشاهد البصرية التي عُرضت خلف الأوركسترا، لتُظهر ملامح الملوك والآثار المصرية بطريقة إبداعية.
شيرين، بصوتها السوبرانو الرنان، أدّت الجزء الغنائي للمقطوعة بلغة إنسانية تتجاوز الكلمات، فجعلت الجمهور يعيش لحظة روحانية وجمالية نادرة. وعندما انتهى العرض، دوّت القاعة بتصفيق حار دام لدقائق طويلة، وسط إعجاب عالمي بالعرض المصري الذي جمع بين الأصالة والحداثة.
إطلالة ملكية تعكس أناقة مصرية
إطلالة شيرين أحمد في الحفل كانت حديث الجمهور، إذ اختارت فستانًا من تصميم المصري نزازي بلون ذهبي لامع، تميّز بخطوط فرعونية راقية وحزام يرمز إلى أجنحة الإلهة “إيزيس”، ما منحها حضورًا أشبه بالملكات المصريات القديمات.
وقد اعتبر كثير من النقاد أن اختيار الإطلالة لم يكن مجرد تفصيل جمالي، بل رسالة فنية تعبّر عن اعتزازها بجذورها المصرية وتاريخها الممتد عبر آلاف السنين.
من برودواي إلى المتحف المصري الكبير
شيرين أحمد ليست فنانة عادية، فهي تُعد واحدة من أبرز نجمات الأوبرا والتمثيل الغنائي في العالم، وقد حققت شهرة عالمية بعد مشاركتها في المسرحية الموسيقية الشهيرة My Fair Lady على مسارح برودواي في نيويورك، حيث كانت أول فنانة مصرية وعربية تؤدي هذا الدور في تاريخ المسرح الأمريكي.
نجاحها العالمي لم يغيّر من تواضعها ولا من ارتباطها بجذورها، إذ لطالما تحدثت في مقابلاتها عن حلمها في أن تغني على أرض مصر أمام جمهورها، وهو ما تحقق أخيرًا في افتتاح المتحف المصري الكبير، لتعيش لحظة وصفتها هي نفسها بأنها “أجمل لحظات حياتي”.
ردود فعل واسعة وإشادة من الجمهور
عقب الحفل، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع من أداء شيرين أحمد، مصحوبة بعبارات الإعجاب والفخر. كتب أحد المعلقين:
«صوتها مزيج من النيل والسماء… شيرين أحمد قدمت صورة مشرفة لمصر أمام العالم».
وقال آخر:
«دي مش مجرد مغنية… دي صوت الوطن».
حتى الإعلام العالمي لم يتجاهل الحدث، إذ تناولت بعض القنوات الأجنبية والعربية أداءها المتميز، مشيدة بالقدرات الفنية والتنظيم الاحترافي للحفل، الذي وصفه البعض بأنه “أضخم عرض موسيقي ثقافي شهدته مصر في القرن الحالي”.
شيرين أحمد… الوجه الفني لمصر الحديثة
بأدائها في افتتاح المتحف المصري الكبير، أثبتت شيرين أحمد أنها ليست فقط فنانة تمتلك صوتًا استثنائيًا، بل رمز من رموز الثقافة المصرية المعاصرة، التي تجمع بين الأصالة والانفتاح على العالم.
لقد جسّدت في تلك الليلة صورة مصر الحديثة: دولة تؤمن بالفن، وتحتفي بتاريخها، وتقدّم حضارتها بلغة عالمية يفهمها الجميع. حضورها لم يكن مجرد مشاركة فنية، بل إعلانًا عن عودة الفن المصري بقوة إلى الساحة العالمية.

كلمة أخيرة: فخر مصر يصدح بصوت شيرين أحمد
من بين أضواء المتحف التي تعكس عظمة الأهرامات المجاورة، ومن أمام تماثيل الملوك والآلهة التي خلدت التاريخ، وقفت شيرين أحمد لتغني لمصر وللعالم «رسالة للسلام». كانت تلك اللحظة تتويجًا لمسيرة فنية وإنسانية ملهمة، أثبتت فيها أن الفن هو أرقى وسيلة للتعبير عن هوية الوطن.
وبين تصفيق الحاضرين ونظرات الفخر في عيون المصريين، ارتفعت كلماتها:
«قد إيه حلو الإحساس لما أكون في وطني».
جملة تختصر الحكاية كلها — حكاية فنانة مصرية عالمية أعادت تعريف الجمال، ورفعت اسم مصر عاليًا في ليلة لا تُنسى من ليالي التاريخ.
		
									 
					