الرباط – السابعة الإخبارية
شيرين عبد الوهاب.. شهد حفل ختام مهرجان “موازين إيقاعات العالم” في العاصمة المغربية الرباط، والذي أحيته النجمة المصرية شيرين عبد الوهاب، حالة من الجدل الحاد والانقسام بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أداء وصفه عدد من الحاضرين بأنه “دون التوقعات”، وسط أصوات جماهيرية انتقدت لجوءها إلى تقنية “البلاي باك” بدلًا من الغناء الحي، فيما دافع عنها محبّوها معتبرين أن “عودتها وحدها كانت كافية”.
عودة طال انتظارها لـ شيرين عبد الوهاب
كانت مشاركة شيرين في ختام مهرجان “موازين” بمثابة عودة مرتقبة بعد غياب دام تسع سنوات* عن خشبة هذا المهرجان الذي يُعد واحدًا من أكبر الفعاليات الموسيقية على مستوى العالم العربي، إن لم يكن الأضخم. ومنذ الإعلان عن وجودها في البرنامج الرسمي، ساد حماس كبير بين جماهيرها التي توافدت من مختلف المدن المغربية وحتى من خارج البلاد لحضور أمسيتها.
ولكن ما إن بدأت شيرين في الغناء، حتى انقلبت أجواء الترقب إلى حالة من الاستغراب، ثم الاستياء العلني، عندما لاحظ الجمهور أن الأغنية الأولى “حبيبي نساي” تم أداؤها بالكامل عبر تسجيل مسبق دون أي غناء مباشر.

هتافات احتجاجية
ومع توالي الأغاني على نفس النهج، بدأ صوت الجماهير في الارتفاع، لتتعالى هتافات “صوتك.. صوتك”، مطالبة الفنانة بالتوقف عن تشغيل التسجيلات والغناء مباشرة بصوتها، كما كانت تفعل في الماضي.
وتحوّل هذا الموقف إلى لحظة فارقة في الحفل، وتم توثيقه عبر عدد كبير من مقاطع الفيديو التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، ولاقت تفاعلاً واسعًا بين مؤيد ومعارض.
الانتقادات لم تقتصر على الحضور فقط، بل انسحبت على تعليقات عدد من المتابعين عبر مواقع التواصل، الذين أعربوا عن خيبة أملهم من الأداء، معتبرين أن “شيرين لم تكن في أفضل حالاتها”، وأنها “لم تحترم جمهور مهرجان كبير مثل موازين”.
مواقف متباينة على السوشيال ميديا
رغم النقد العلني، لم يخلُ المشهد من مواقف داعمة من جمهور شيرين ومحبّيها، الذين اعتبروا أن الفنانة تمر بظروف خاصة قد تكون أثرت على استعدادها النفسي أو الصحي للحفل، مؤكدين أن “النية الطيبة والحب للجمهور” لا زالا واضحين في طلتها رغم كل شيء.
وانتشرت تدوينات تدعو إلى التماس العذر للفنانة، خاصة وأنها خاضت خلال السنوات الماضية صراعات شخصية وإعلامية صعبة أثرت على استقرارها الفني والعاطفي. وذهب البعض إلى القول إن مجرد صعودها على المسرح والظهور مجددًا أمام جمهور كبير هو “خطوة شجاعة تستحق التقدير”.

شيرين عبد الوهاب تلتزم الصمت
ورغم اشتداد الجدل، لم تُصدر شيرين عبد الوهاب أي تصريح رسمي حتى الآن يوضح وجهة نظرها حول الحفل، ولا الأسباب التي دفعتها لاستخدام البلاي باك بدلاً من تقديم الأداء الحي، كما لم يعلق مدير أعمالها أو إدارة المهرجان بشكل مباشر على هذه الموجة من الجدل.
هذا الغياب الإعلامي أفسح المجال أمام التحليلات والتكهنات، بين من يرى أن الأمر كان بسبب عارض صحي، وآخرون رجّحوا وجود مشكلة تقنية أو لوجستية دفعت إلى اتخاذ هذا الخيار الفني المُثير للجدل.
“موازين” تحت المجهر
ويعتبر مهرجان “موازين – إيقاعات العالم”، الذي انطلق قبل أكثر من 20 عامًا، أحد أهم الفعاليات الثقافية والفنية في المغرب والعالم العربي، إذ يجمع سنويًا نخبة من كبار الفنانين من الشرق والغرب، ويستقطب جمهورًا يتجاوز مئات الآلاف.
لكن هذه النسخة، رغم قوتها في التنظيم والمشاركات، ختمت فعالياتها بمشهد متوتّر نسبيًا، قد يدفع القائمين على المهرجان إلى إعادة تقييم طريقة اختيار الفنانين وشروط التعاقد الفني، لضمان التوازن بين رغبة الجمهور ومتطلبات الإنتاج.
هل تؤثر الواقعة على مسيرة شيرين؟
العديد من المتابعين يرون أن ما حدث في حفل موازين لن يكون أكثر من *”عثرة عابرة”* في مسيرة فنية حافلة بالنجاحات.
فشيرين، التي بدأت مشوارها في أوائل الألفينات، تُعد من أكثر الأصوات تأثيرًا في الغناء العربي المعاصر، وقد أثبتت على مدار سنوات قدرتها على العودة بعد كل أزمة.
ومع ذلك، يظل الوفاء بجودة الأداء المباشر جزءًا أساسيًا من علاقة الفنان بجمهوره، ما يعني أن الحفاظ على هذه الثقة يتطلب من شيرين توضيح موقفها، وتقديم تفسيرات واضحة تُعيد التوازن لعلاقتها بجمهورها في المغرب وباقي الدول العربية.
في النهاية، يبقى حفل شيرين في موازين حدثًا لن يُنسى، ليس بسبب الإبهار الفني، ولكن بسبب ما أثاره من نقاش واسع حول حدود الأداء، وحق الجمهور في الجودة، وأهمية التواصل الصادق بين الفنان وجمهوره.
بيان وتوضيح 📄#شيرين_في_موازين pic.twitter.com/djKVqEJTVS
— عشاق شيرين عبدالوهاب (@3sha8Shereen) June 30, 2025