القاهرة – السابعة الاخبارية
شيرين عبد الوهاب، في ليلةٍ حملت عبق التاريخ وضياء الحاضر، وفي لحظةٍ تجسدت فيها روح مصر الخالدة، كسرت الفنانة شيرين عبد الوهاب صمتها لتُعبّر بكلماتٍ قليلة ولكنها عميقة عن فخرها واعتزازها بوطنها، بعد افتتاح المتحف المصري الكبير، الحدث الثقافي الأكبر في تاريخ مصر الحديث، والذي خطف أنظار العالم بأسره من عند سفح الأهرامات.
لم تكن شيرين بحاجة إلى أغنية جديدة أو مقطع مؤثر، بل إلى جملةٍ واحدةٍ فقط قالتها من القلب:
“فخورة جدًا ببلدي مصر وبافتتاح المتحف المصري الكبير وحفل الافتتاح الأسطوري.. تحيا مصر.”
عبارة موجزة لكنها مشبعة بكل ما تحمله من صدق وإحساس، كما عوّدت جمهورها دائمًا. فشيرين التي طالما غنّت لمصر من أعماق وجدانها، اختارت هذه المرة أن تترك الكلمة البسيطة تقوم بدور الأغنية، وأن تنقل صوت الوطن عبر مشاعرها الصافية لا عبر الميكروفون.
شيرين عبد الوهاب.. صوت مصر الذي لا يُخطئه القلب
منذ بداياتها، ارتبط اسم شيرين بمصر ارتباطًا وجدانيًا لا ينفصم. فهي الفنانة التي حملت في صوتها ملامح الوطن – الحنان، الصدق، القوة، والدفء.
غنّت للوطن كما تغني الأم لطفلها، لا من موقع الواجب بل من عمق الانتماء. من “ما شربتش من نيلها” إلى “أه يا ليل” و”مشاعر”، كانت دائمًا ابنة هذا التراب التي تعرف كيف تحوّل الوجدان الشعبي إلى لحن خالد.
وفي منشورها الأخير، بدا أن تلك الشغلة الوطنية عادت لتشتعل مجددًا داخلها، لكنها هذه المرة امتزجت ببهجة الإنجاز الحضاري الذي طالما حلم به المصريون.
فالمتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى، بل هو ذاكرة مصر التي صاغت هوية العالم بأسره، ومن هنا كان تعليق شيرين بمثابة “قبلة فنية” على جبين التاريخ المصري.

المتحف المصري الكبير.. حضارة تتحدث بلغة المستقبل
افتتاح المتحف المصري الكبير لم يكن مجرد حدث محلي أو احتفال رسمي، بل احتفاء عالمي بالحضارة المصرية التي ما زالت قادرة على الإبهار بعد آلاف السنين.
المتحف، الذي يُعد أكبر صرح أثري في العالم، يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية نادرة تمثل مراحل تطور الحضارة المصرية منذ الدولة القديمة حتى العصرين اليوناني والروماني.
وخلال الافتتاح، تحوّل المكان إلى لوحة بصرية مذهلة جمعت بين الضوء والموسيقى والتاريخ.
فعند أقدام الأهرامات، أُضيئت السماء بعروض “الدرون” والليزر، بينما امتزجت أصوات الأوركسترا المصرية بموسيقى مستوحاة من الروح الفرعونية، لتروي قصة مصر من جديد – لا كصفحات من الماضي، بل كأمل في المستقبل.
كلمات شيرين… صدى الفن في حضرة التاريخ
حين نشرت شيرين عبد الوهاب صورتها للمتحف عبر حسابها في “إنستغرام”، لم يكن المنشور مجرد تهنئة عابرة، بل كان فعلًا وجدانيًا صادقًا عبّر عن حالة وطنية شاملة يعيشها المصريون هذه الأيام.
وفي دقائق معدودة، حصدت منشورتها آلاف الإعجابات والتعليقات، حيث كتب كثير من المتابعين أن كلماتها اختصرت إحساس الملايين الذين تابعوا هذا الافتتاح العالمي بشغف وفخر.
علّق أحد متابعيها قائلاً:
“شيرين قالت اللي جوا كل مصري.. إحنا فخورين فعلاً إننا عايشين في زمن مصر فيه بتكتب تاريخ جديد.”
فيما كتب آخر:
“من زمان ما سمعنا صوت الوطن بصوت شيرين.. حتى وهي ساكتة، بتحسسك إنها بتغني من قلبها.”
شيرين والوطن.. علاقة من الصدق والوجع والحب
علاقة شيرين بمصر ليست سطحية أو موسمية، بل علاقة روحٍ وفنٍ وحكايةٍ طويلة.
فقد مرت الفنانة خلال السنوات الأخيرة بتقلبات كثيرة، بين انقطاعها عن الساحة الفنية وعودتها القوية، وبين الصمت والبوح، لكنها في كل مرة تثبت أن جذورها أعمق من أي عاصفة.
ومع كل تجربة تمر بها، تعود إلى الوطن كأنها تعود إلى نفسها.
في كل مرة تغني فيها “تحيا مصر”، يتردد في صوتها صدى الإنسان البسيط الذي يحب بلاده رغم كل الصعاب.
ولعل هذا ما جعل كلماتها الأخيرة عن المتحف المصري الكبير تحظى بكل هذا الصدى — لأنها جاءت من القلب، فدخلت القلوب دون استئذان.
من “ما شربتش من نيلها” إلى المتحف الكبير.. شيرين تواصل الغناء لمصر بطريقتها
قد يتذكر الجمهور كلمات شيرين الشهيرة:
“ما شربتش من نيلها؟.. جرب تشرب من نيلها.”
لكن هذه المرة، لم تغنِّ شيرين بموسيقى، بل بلغة الصورة والكلمة.
صورتها للمتحف المصري الكبير كانت أغنية بصرية في حد ذاتها، تُلخّص الفخر، والإبداع، والتاريخ، والهوية.
هي لم تقف على المسرح، لكنها كانت جزءًا من المشهد الوطني الكبير، كأنها تقول:
“أنا فنانة من بلد الحضارة.. من أرض الأهرامات التي تُعلّم العالم كيف يبني الخلود.”
الافتتاح الأسطوري… عندما التقت مصر بنفسها
حفل افتتاح المتحف المصري الكبير لم يكن مجرد حدث رسمي، بل لحظة تلاقٍ بين الماضي والمستقبل.
كل تفصيلة فيه بدت كأنها تحكي قصة الوطن الذي لم يفقد بوصلته رغم كل التحديات.
من الموسيقى إلى الإضاءة إلى الأداء الحي، كان كل شيء محسوبًا ليؤكد أن مصر لا تزال قادرة على أن تكون مركز الإبداع الإنساني.
وشاركت في الحفل فرق فنية مصرية وعالمية، قدمت عروضًا موسيقية مستوحاة من روح النيل، ورقصات رمزية تمزج بين التراث والحداثة، في مشهد يليق بتاريخ يمتد لأكثر من سبعة آلاف عام.
ولم يكن غريبًا أن تختار شيرين، بفطرتها الحساسة، أن تعبّر عن انتمائها بهذه اللحظة، فالفن في جوهره مرآة للروح الوطنية.
صوت الفن والحضارة… حين تلتقي شيرين بمصر
في منشورها الأخير، بدت شيرين عبد الوهاب وكأنها لا تتحدث عن المتحف فحسب، بل عن فكرة مصر نفسها — مصر التي تبعث في أبنائها الإلهام حتى في أصعب اللحظات.
مصر التي لا تكتفي بصنع التاريخ، بل تُعيد تقديمه للعالم بأبهى صورة.
وكما يُقال في الأدب: “حين يتكلم الفن عن الوطن، يصمت كل شيء احترامًا.”
هكذا كان تفاعل الجمهور مع كلمات شيرين. لم تكن بحاجة إلى حديثٍ مطوّل أو حملة إعلامية ضخمة. مجرد منشور واحد كفى ليعيدها إلى موقعها الطبيعي: صوت مصر الإنساني، الفنانة التي تُغني حين تتكلم، وتتكلم حين تشعر، وتحب الوطن كما تُحب الحياة نفسها.
في الختام… “تحيا مصر” بنغمة شيرين
ربما لم تصعد شيرين عبد الوهاب على المسرح في حفل الافتتاح، لكنها كانت حاضرة في كل نبضة فخرٍ مصرية، في كل صورةٍ التُقطت للأهرامات وهي تحتضن المتحف الجديد.
كلماتها البسيطة — “فخورة جدًا ببلدي.. تحيا مصر” — كانت بمثابة النشيد العاطفي غير الرسمي لذلك اليوم التاريخي.
فالفنان الحقيقي لا يقف عند حدود الأغنية، بل يصبح جزءًا من ذاكرة وطنه.
وشيرين، كما يعرفها جمهورها، لا تغني لمصر فقط، بل هي إحدى ملامحها، وصوتها حين تريد أن تتحدث عن الجمال والصدق والخلود.

في لحظة افتتاح المتحف المصري الكبير، لم تكن شيرين عبد الوهاب مجرد فنانة تُعبّر عن فخرها، بل كانت مصرية خالدة تقف في صفوف الحضارة، تقول للعالم كله:
“هذه هي مصر… وهذه أنا، ابنتها التي تحبها بكل ما في القلب من فخر ودمعة وضوء.”
