القاهرة – السابعة الاخبارية
صابر الرباعي، شهدت الأيام الأخيرة حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلان الفنانة التونسية هند صبري دعمها لقافلة الصمود، ما أثار موجة من الانتقادات الحادة ومطالبات بترحيلها من مصر. وقد تباينت ردود الفعل بين مؤيد لموقفها باعتباره إنسانيًا، ومعارض اعتبره تدخلاً في الشأن المصري، على اعتبار أنها فنانة غير مصرية.
وفي خضم هذا الجدل، خرج الفنان التونسي الكبير صابر الرباعي للدفاع عن زميلته الفنانة هند صبري، مؤكدًا أن ما يتم تداوله لا يستند إلى منطق أو أساس واقعي، وقد يكون مجرد شائعات لا أكثر. تصريحات الرباعي جاءت خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش مشاركته في مهرجان موازين بالمغرب، حيث أعرب عن احترامه وتقديره لمسيرة هند صبري الطويلة في عالم الفن، وعلاقتها العميقة بمصر، سواء على المستوى المهني أو الشخصي.
صابر الرباعي يتحدث عن أزمة قافلة الصمود
وقال صابر الرباعي في تصريحه: “مش هختصر هند في مرحلة أو في عمل فني واحد. دي ست متجوزة مصري، وولادها مولودين في مصر، وكمان عندها الجنسية المصرية، ونجاحاتها في مصر كبيرة ومؤثرة. الناس أحيانًا بتحكم بعواطفها وبناءً على معلومات مش دقيقة، وممكن تكون كل دي إشاعات.”
وأضاف الرباعي: “هند صبري مش فنانة بس، دي كمان سفيرة للنوايا الحسنة، وبتحمل قضايا إنسانية مهمة على عاتقها، وده يخلينا نديها مساحة إنها تعبّر عن رأيها بحرية، خصوصًا لو رأيها نابع من إنسانيتها مش من توجه سياسي أو أجندة خفية.”
شائعات عن سحب الجنسية المصرية
في ظل تصاعد الجدل، تداولت بعض المنصات الإخبارية ومواقع التواصل شائعات حول سحب الجنسية المصرية من الفنانة هند صبري، استنادًا إلى مزاعم بأنها تدخلت في قضايا لا تخصها، مما أثار تساؤلات حول مدى دقة هذه الادعاءات. وردًا على هذه المزاعم، كشف مصدر مسؤول عن الحقيقة الكاملة، مؤكدًا أن الفنانة لا تزال حاملة للجنسية المصرية، وأن كل ما أُشيع حول سحبها هو كلام لا أساس له من الصحة.
وقال المصدر:”لم يصدر أي بيان رسمي من أي جهة حكومية بشأن سحب الجنسية من الفنانة هند صبري. ما يتم تداوله عبر بعض المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي غير صحيح، ولا توجد أي خطوات قانونية في هذا الاتجاه.”
أزمة قافلة الصمود
تعود بداية الأزمة إلى إعلان الفنانة هند صبري دعمها لـ”قافلة الصمود”، وهي مبادرة إنسانية تهدف إلى تقديم مساعدات ودعم لضحايا العدوان في قطاع غزة، وهو ما أثار انقسامًا كبيرًا في الشارع المصري وعلى منصات التواصل. ففي حين أشاد البعض بموقفها ووصفوه بالنبيل والإنساني، انتقدها آخرون بشدة، معتبرين أن دعمها للمبادرة يُعد تدخلًا في شؤون سياسية مصرية، خاصة في ظل التوترات الإقليمية الراهنة.
من جانبها، لم تصدر هند صبري أي بيان رسمي بعد موجة الهجوم، واكتفت بموقفها الصامت، الأمر الذي فسّره البعض على أنه احترام لمكانتها كممثلة وسفيرة للنوايا الحسنة، وعدم رغبتها في إشعال فتيل الأزمة أكثر.
بين الفن والهوية
جدير بالذكر أن الفنانة هند صبري تُعد واحدة من أبرز النجمات في الساحة العربية، وحققت شهرة واسعة من خلال مشاركتها في العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية المصرية، التي لاقت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا. وقد أسهمت هذه المسيرة في تعزيز مكانتها كمواطنة فخرية في قلوب المصريين، إلى جانب حصولها على الجنسية المصرية بالفعل منذ عدة سنوات، بعد زواجها من رجل أعمال مصري وإقامتها الطويلة في البلاد.
وتُعرف هند صبري أيضًا بنشاطها الإنساني والتوعوي، حيث شغلت منصب سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وشاركت في العديد من الحملات الإنسانية لدعم اللاجئين والنساء والفئات المتضررة في المنطقة.
دعم فني وشعبي
الدعم الذي تلقته هند صبري لم يقتصر فقط على صابر الرباعي، بل انضم إليه عدد من الفنانين والمثقفين، الذين أعربوا عن استغرابهم من الحملة التي طالتها، مؤكدين أن الفنان يجب أن يُقيَّم على مجمل أعماله ومواقفه، لا على موقف واحد قد يُساء تفسيره.
ويُعتبر هذا الجدل جزءًا من ظاهرة أوسع على وسائل التواصل، حيث أصبحت بعض التصريحات أو المواقف تُستخدم كمادة للجدل والاستقطاب، دون العودة إلى السياق الكامل أو حسن النية الذي قد يكون وراءها.
ما بين الشائعات والحقائق، تبقى هند صبري فنانة عربية لها حضور قوي ومؤثر، سواء في مصر أو تونس أو باقي أنحاء الوطن العربي. وقد أثبتت السنوات أن الفن يمكن أن يكون جسرًا للتقارب لا للانقسام، وأن مواقف الفنانين الإنسانية لا ينبغي أن تُفسَّر دومًا في إطار سياسي ضيق.
وفي ظل دعم فنانين مثل صابر الرباعي، ورسائل التوضيح من مصادر رسمية، يبدو أن الأزمة ستتلاشى مع الوقت، خاصة مع اتضاح الحقائق بشأن جنسيتها وموقفها الحقيقي، وحرصها الدائم على احترام البلد الذي احتضنها فنيًا وإنسانيًا.