الإمارات – السابعة الإخبارية
لطالما تميزت مباريات كأس السوبر الإماراتية لكرة القدم بطابع استثنائي لا يشبه غيرها من البطولات المحلية، إذ تجمع بين التنافس الحاد، والندية العالية، والحسم السريع الذي لا يمنح الفرق فرصة للتعويض أو تصحيح الأخطاء. مباراة واحدة، لقب واحد، وتفاصيل صغيرة قد تصنع الفارق في لحظة خاطفة، وهو ما تؤكده لغة الأرقام والإحصائيات عبر تاريخ البطولة.
وبالعودة إلى البيانات التي رصدها الموقع الرسمي لـرابطة المحترفين الإماراتية، تتضح ملامح واضحة لطبيعة مواجهات السوبر، سواء من حيث توقيت تسجيل الأهداف، أو الأسلوب الأكثر تأثيراً في حسم النتيجة، أو حتى الأيام التي شهدت أكبر عدد من الأهداف.

بدايات نارية وأهداف خاطفة
على صعيد أسرع الأهداف في تاريخ البطولة، يتصدر النيجيري إيمانويل إيمينيكي المشهد، بعدما هز الشباك بعد مرور دقيقتين و53 ثانية فقط، في مواجهة العين والنصر عام 2015، ليبقى هدفه الأسرع في سجل كأس السوبر حتى اليوم.
ويحل بعده النجم الإماراتي إسماعيل مطر، الذي سجل هدفاً عند الدقيقة الثالثة و53 ثانية خلال لقاء الوحدة والعين عام 2019، قبل أن يضيف المغربي مراد باتنا هدفاً آخر في المباراة ذاتها عند الدقيقة السادسة و23 ثانية، في مشهد يعكس قوة الانطلاق والرغبة المبكرة في فرض السيطرة وحسم الأمور دون انتظار.
الدقائق الأخيرة.. كلمة السر
ورغم تلك البدايات السريعة في بعض النسخ، فإن الإحصائيات تكشف أن كلمة السر الحقيقية في كأس السوبر الإماراتية تكمن في الدقائق الأخيرة. فقد تم تسجيل 14 هدفاً في الفترة ما بين الدقيقة 76 وحتى الدقيقة 90، وهو الرقم الأعلى مقارنة ببقية فترات المباراة.
وتأتي الفترة من الدقيقة 31 إلى 45 في المركز الثاني من حيث الغزارة التهديفية بـ10 أهداف، تليها الدقائق من 61 إلى 75 بـ9 أهداف، بينما شهدت بدايات المباريات (من الدقيقة 1 إلى 15، ومن 16 إلى 30) تسجيل 4 أهداف فقط في كل فترة. أما الوقت الإضافي، فلم يشهد سوى هدف وحيد، ما يعزز فكرة أن الحسم غالباً ما يأتي في اللحظات الأخيرة من الوقت الأصلي.
تفوق واضح للشوط الثاني
وعند تقسيم الأهداف حسب الأشواط، يتأكد الميل الواضح لمصلحة الشوط الثاني، الذي شهد تسجيل 28 هدفاً، مقابل 18 هدفاً فقط في الشوط الأول، إضافة إلى هدف واحد في الوقت الإضافي. هذا الفارق يعكس طبيعة مباريات السوبر، حيث يسود الحذر في البداية، قبل أن تنفتح الخطوط وتتصاعد المخاطرة مع اقتراب صافرة النهاية.
اللعب المفتوح يحسم اللقب
من زاوية الأسلوب، تشير الأرقام إلى أن اللعب المفتوح كان العامل الحاسم في معظم نسخ البطولة، إذ جاء 29 هدفاً من هذا النوع، ما يؤكد الطابع الهجومي المباشر لمباريات كأس السوبر.
في المقابل، سُجلت 9 أهداف من ركلات الجزاء، و4 أهداف من ضربات ركنية، ومثلها من ضربات حرة غير مباشرة، إضافة إلى هدف وحيد فقط من ضربة حرة مباشرة، ما يعكس أن الحلول الجماعية والتحركات المفتوحة غالباً ما تكون أكثر فاعلية من الكرات الثابتة.

توقيت المباريات وتأثيره
حتى أيام الأسبوع كان لها حضورها في سجل الأهداف، إذ تصدر يوم الجمعة القائمة بـ20 هدفاً، يليه السبت بـ13 هدفاً، ثم الأحد بـ7 أهداف. بينما شهد يوم الأربعاء تسجيل 4 أهداف فقط، ويوم الثلاثاء 3 أهداف، وهو ما يرتبط بشكل مباشر بجدولة المباريات الكبرى في عطلات نهاية الأسبوع، حيث تكون الأجواء أكثر حماسة والحضور الجماهيري أكبر.
بطولة لا تعترف بالأمان
في المحصلة، تكشف أرقام كأس السوبر الإماراتية عن بطولة لا تعترف بفكرة الأمان أو التفوق المبكر، حيث تظل الدقائق الأخيرة ساحة الحسم الحقيقي، وتبقى الأخطاء الصغيرة أو اللمحات الفردية قادرة على تغيير مصير اللقب في لحظة واحدة.
ولهذا السبب، لا تُعد مباريات السوبر مجرد مواجهة افتتاحية للموسم، بل اختباراً حقيقياً للأعصاب، والجاهزية الذهنية، والقدرة على القتال حتى الثانية الأخيرة.
