جورجيا – السابعة الإخبارية
رضيع.. أثارت حادثة مروعة في ولاية جورجيا الأميركية صدمة وغضبًا واسعًا، بعد أن تعرض رضيع يبلغ من العمر عامًا واحدًا لاعتداء جسدي على يد موظفة داخل حضانته، في يومه الدراسي الأول. القضية لم تقتصر على الاعتداء وحده، بل تفاقمت بسبب محاولة إدارة الحضانة تضليل أسرة الطفل عبر إلصاق التهمة زيفًا بطفل آخر.
تفاصيل الحادثة
وبحسب صحيفة ديلي ميل، وقعت الحادثة في حضانة بمدينة باينبريدج، حيث لاحظت أسرة الطفل “كلاي ويكس” إصاباته المروعة، التي شملت كدمات قوية حول عينه وخدوشًا عميقة على وجهه ورقبته. في البداية، تلقت الأسرة تبريرًا رسميًا من إدارة الحضانة بأن طفلاً آخر هو المسؤول عن هذه الإصابات، بعدما هاجم “كلاي” باستخدام لعبة بلاستيكية.
لكن والد الطفل، كوري ويكس، رفض الرواية وطلب مراجعة كاميرات المراقبة برفقة مسؤولي المكان. وعند الاطلاع على التسجيلات، ظهرت الحقيقة الصادمة: الاعتداء ارتكبته إحدى الموظفات داخل الحضانة، ما دفع السلطات إلى التحرك الفوري.

تدخل السلطات وإجراءات عاجلة
أعلنت شرطة جورجيا أن الموظفة، وتدعى يفيت ثورستون (54 عامًا)، جرى اعتقالها في 11 أغسطس (آب) الماضي. ووجهت إليها تهم إساءة معاملة الأطفال والاعتداء الجسدي المشدد. كما قررت إدارة رعاية وتعليم الطفولة المبكرة في الولاية إغلاق الحضانة بشكل طارئ لمدة 21 يومًا، مؤكدة إنهاء عمل الموظفة نهائيًا.
وفي خطوة قانونية لاحقة، جرى الإفراج عن المتهمة بكفالة مالية وصلت إلى 44 ألف دولار، بينما يتواصل التحقيق القضائي الذي قد يسفر عن عقوبات مشددة بحقها إذا ثبتت الإدانة.
محاولة تضليل الأسرة
الأكثر إثارة للغضب كان محاولة إدارة الحضانة التغطية على ما جرى. إذ أوضح والد الطفل أن الإدارة ظلت ترسل للأسرة صورًا يومية للرضيع لإظهار أنه بخير، في محاولة واضحة لإخفاء الحقيقة. وقال الأب: “ما حدث درس لكل الآباء والأمهات، عليهم دائمًا المطالبةبمراجعة التفاصيل الدقيقة وعدم الاكتفاء بالتفسيرات الرسمية عندما يصاب أطفالهم داخل الحضانات أو المدارس.”
حالة الطفل الصحية
بعد الاعتداء مباشرة، نُقل الرضيع “كلاي” إلى المستشفى، حيث تلقى رعاية طبية عاجلة. وأكدت أسرته أن الإصابات كانت شديدة لدرجة أنها استلزمت متابعة دقيقة من الأطباء خشية حدوث مضاعفات. ورغم خروجه من المستشفى لاحقًا، لا تزال الأسرة تخشى من أن تترك الحادثة أثرًا نفسيًا طويل الأمد على الطفل.
خلفيات مقلقة
ما زاد من خطورة القضية، بحسب الأب، هو أن الموظفة المتهمة سبق أن أثارت الشكوك حول سلوكها، مرجحًا أن تكون قد اعتدت على أطفال آخرين في السابق. هذا الأمر دفع نشطاء ومتابعين إلى طرح أسئلة جدية حول معايير التوظيف في الحضانة، ومدى خضوع العاملين لتدريب نفسي وسلوكي يليق بمسؤولية التعامل مع الرضع والأطفال.
أصداء واسعة وغضب شعبي
أثارت القضية موجة من التعليقات الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة. إذ طالب كثير من الأهالي بتشديد الرقابة على الحضانات، وفرض معايير توظيف أكثر صرامة، إلى جانب إلزام جميع المؤسسات التعليمية برفع تقارير شفافة للأسر في حال وقوع أي إصابة.
كما دعا حقوقيون إلى إنشاء خط ساخن موحد للإبلاغ عن أي انتهاكات في دور الحضانة، مع تشجيع الآباء على الاعتماد على كاميرات المراقبة كأداة لحماية أبنائهم.

الحضانة تحت المجهر
ورغم أن إدارة الحضانة لم تعترض على قرار الإغلاق المؤقت، فإن مراقبين يرون أن القضية قد تدفع إلى إغلاقها بشكل دائم أو سحب ترخيصها إذا ثبت تقصير إداري في حماية الأطفال. إذ ينص القانون الأميركي على مسؤولية المؤسسات التعليمية عن سلامة الأطفال، ما يجعل أي محاولة للتضليل أو الإهمال الإداري سببًا كافيًا لإنهاء عمل المؤسسة نهائيًا.
عبرة لجميع الأسر
القضية، رغم قسوتها، شكلت إنذارًا لآلاف الأسر الأميركية حول ضرورة اليقظة في ما يتعلق برعاية أطفالهم. وكما قال والد الطفل: “علينا كآباء أن نكون أكثر وعيًا، وألا نكتفي بما يُقال لنا. حياة أطفالنا تستحق أن نسأل ونراجع ونطالب بالأدلة.”
تبقى مأساة “كلاي ويكس” واحدة من أخطر الحوادث التي تسلط الضوء على هشاشة المنظومة الرقابية في بعض دور الحضانة، وتكشف كيف يمكن أن يتحول المكان الذي يفترض أن يكون بيئة آمنة للتعلم والرعاية إلى ساحة اعتداء وصدمات نفسية. وبينما ينتظر الرأي العام نتائج التحقيق القضائي، تظل القضية صرخة مدوية تطالب بتشديد الرقابة وفرض أقصى درجات الشفافية في مؤسسات رعاية الطفولة المبكرة.
