إسبانيا – السابعة الإخبارية
لم تكن ليلة الأحد سعيدة بالنسبة لجماهير ريال مدريد، فالفريق الملكي لم يكتفِ بالتعادل السلبي المخيب أمام رايو فاييكانو وفقدان نقطتين ثمينتين في سباق صدارة الدوري الإسباني، بل تلقى أيضًا ضربتين موجعتين بإصابة اثنين من أبرز نجومه: لاعب الوسط الأوروغوياني فيدريكو فالفيردي، وحارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا.
تعادل بطعم الخسارة
دخل ريال مدريد المواجهة على ملعب “سانتياغو برنابيو” وهو يطمح لتعزيز صدارته في الليغا واستغلال تعثر منافسيه، لكنه اصطدم بتنظيم دفاعي صارم من جانب رايو فاييكانو، الذي تمكن من إيقاف خطورة الخط الأمامي بقيادة فينيسيوس جونيور ورودريغو.
ورغم السيطرة الميدانية الواسعة والاستحواذ الكبير، فشل ريال مدريد في ترجمة الفرص إلى أهداف، ليخرج متعادلًا دون أهداف، في نتيجة وُصفت في الصحف الإسبانية بأنها “تعادل بطعم الهزيمة”.
وبهذه النتيجة، ارتفع رصيد ريال مدريد إلى 31 نقطة في صدارة الجدول، لكنه بات مهددًا بفقدانها لصالح غريمه التقليدي برشلونة أو جيرونا، في حال فوز أي منهما بمباراتيه المؤجلتين.

فالفيردي يغادر مصابًا قبل النهاية
القلق الأكبر لجماهير الميرنغي جاء في الدقيقة 83، عندما اضطر فالفيردي إلى مغادرة أرض الملعب وهو يشعر بآلام في منطقة الفخذ الخلفية، ليحل مكانه اللاعب الإسباني داني سيبايوس.
ووفقًا لما نشرته صحيفة “دياريو آس” الإسبانية، فإن فالفيردي يعاني من إصابة متكررة في أوتار الركبة والعضلة الضامة، وهي نفس المشكلة التي تعرض لها في نهاية مباراة فريقه أمام ليفربول الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، ما يشير إلى أن اللاعب لم يتعافَ منها بشكل كامل قبل عودته إلى التشكيلة الأساسية.
الفريق الطبي في ريال مدريد أجرى فحوصات أولية للاعب فور نهاية المباراة، ومن المقرر أن يخضع فالفيردي لاختبارات دقيقة خلال الـ 24 ساعة المقبلة لتحديد مدى خطورة الإصابة وفترة غيابه المحتملة.
ويُعد فالفيردي أحد العناصر الأساسية في منظومة المدرب كارلو أنشيلوتي، حيث يجمع بين القوة البدنية والسرعة والقدرة على التسديد من خارج المنطقة، ما يجعل غيابه المحتمل ضربة كبيرة للفريق.
كورتوا يثير القلق مجددًا
ولم تتوقف الأنباء السيئة عند هذا الحد، إذ كشفت تقارير صحفية أن الحارس البلجيكي تيبو كورتوا يعاني من آلام في عضلة الفخذ، ما أثار المخاوف داخل الجهاز الفني بشأن إمكانية تفاقم إصابته.
وأكد النادي أن اللاعب سيخضع لفحوصات طبية شاملة لتقييم حالته، ولم يُعرف بعد ما إذا كان سيتمكن من الانضمام إلى منتخب بلجيكا لخوض المباراتين الحاسمتين في تصفيات كأس العالم أمام كازاخستان وليختنشتاين الأسبوع المقبل.
كورتوا، الذي عانى من إصابة طويلة في الرباط الصليبي بداية الموسم، كان قد عاد مؤخرًا إلى المشاركة مع الفريق بعد فترة تعافٍ امتدت لأشهر، ما يجعل أي انتكاسة جديدة أمرًا مقلقًا للغاية.
الصحف الإسبانية حذّرت من “المخاطرة” بإشراكه في أي مباريات دولية قبل التأكد من تعافيه الكامل، خصوصًا أن ريال مدريد لا يملك بدائل بنفس الخبرة في مركز الحراسة بعد رحيل لونين على سبيل الإعارة.

قلق في مدريد قبل فترة التوقف الدولي
تأتي هذه الإصابات في وقت حرج للغاية، إذ يستعد الفريق لفترة التوقف الدولي، التي تسبق مواجهة قوية خارج الديار أمام إلتشي بعد استئناف المنافسات.
ويأمل أنشيلوتي أن يعود لاعبوه من التزاماتهم الدولية دون مزيد من الإصابات، خاصة أن الفريق مقبل على سلسلة من المباريات الصعبة في الدوري ودوري أبطال أوروبا قبل نهاية العام.
ويبدو أن الإصابات أصبحت هاجسًا متكررًا داخل النادي الملكي هذا الموسم، إذ سبق وأن فقد الفريق خدمات عدد من لاعبيه المهمين في فترات متفرقة، مثل إيدير ميليتاو وأوريلين تشواميني ودافيد ألابا، الأمر الذي أجبر أنشيلوتي على إجراء تعديلات مستمرة في تشكيلته الأساسية.
ردود الفعل والإشادات بالأداء الدفاعي لرايو
من جانبها، أشادت وسائل الإعلام الإسبانية بالأداء القتالي لفريق رايو فاييكانو، الذي قدم مباراة تكتيكية مميزة، ونجح في إغلاق المساحات أمام لاعبي ريال مدريد، خصوصًا في الثلث الأخير من الملعب.
وقال مدرب رايو عقب المباراة:”كنا نعلم أن ريال مدريد سيسعى للسيطرة، لكننا التزمنا بالانضباط الدفاعي، وخرجنا بنتيجة إيجابية أمام فريق قوي للغاية.”

بينما انشغلت الجماهير بتحليل أسباب التعادل، يبقى الملف الطبي هو العنوان الأبرز داخل ريال مدريد في الأيام المقبلة.
ففي الوقت الذي يسعى فيه الفريق للحفاظ على صدارته في الليغا والاستعداد للاستحقاقات الأوروبية، يواجه أنشيلوتي تحديًا جديدًا يتمثل في إدارة الإصابات المتكررة والحفاظ على جاهزية لاعبيه الأساسيين.
ويبقى السؤال الذي يشغل عشاق النادي الملكي: هل يستطيع ريال مدريد تجاوز أزمة الإصابات دون أن يفقد بريقه في سباق البطولات، أم أن الغيابات ستفرض عليه واقعًا جديدًا قبل نهاية العام؟
