دبي – السابعة الإخبارية
شرطة دبي.. في مشهد يعكس يقظة المنظومة المجتمعية والأمنية في دولة الإمارات، سارعت القيادة العامة لشرطة دبي إلى التدخل العاجل في بلاغ مؤلم تقدم به طفل يبلغ من العمر عشرة أعوام، اشتكى فيه من قسوَة والده المفرطة، والتي وصلت إلى حدود الضرب المبرح والتسبب بكدمات ورضوض ظاهرة على جسده الصغير. وأكدت شرطة دبي أن قنوات التواصل مع الإدارة العامة لحقوق الإنسان مفتوحة دائماً، لتلقي البلاغات المتعلقة بأي انتهاك لحقوق الطفل، مشيرة إلى سرية الإجراءات وسرعة الاستجابة.

بلاغ طفل لـ شرطة دبي يعاني في صمت
وتفصيلاً، قال المقدم دكتور علي المطروشي، مدير إدارة حماية الطفل والمرأة، إن البلاغ ورد من الطفل “ع. أ.” عبر خدمة “حماية” المتوفرة في تطبيق شرطة دبي الذكي، حيث أوضح في بلاغه أنه يتعرض للتعنيف من قبل والده، دون أن يتشارك أخويه الأصغر هذه المعاناة، مما جعله منعزلاً ومضطرباً نفسياً، غير مدرك تماماً للأسباب التي تدفع والده لاستخدام هذا الأسلوب القاسي في التعامل معه، سواء بالكلمات التي تُحبطه وتكسر معنوياته، أو الضرب الذي خلّف آثاراً ظاهرة لاحظها زملاؤه وإدارة مدرسته.
وأضاف المطروشي أن الطفل لم يكن يجرؤ على الشكوى خوفاً من مزيد من العقاب، لكن الاختصاصي الاجتماعي في المدرسةلاحظ تكرار الكدمات وتراجع الأداء الدراسي، كما لاحظ شحوب وجهه وحالة الحزن الواضحة عليه. وبعد حديث مباشر مع الطفل، وجّهه الاختصاصي إلى ضرورة الاستعانة بخدمة “حماية” المتوفرة عبر تطبيق شرطة دبي الذكي، الأمر الذي مكّن السلطات من التدخل السريع.
استدعاء الأب وتوضيح خطورة ما ارتكبه
وعن تفاصيل التحقيق، قال المطروشي إن والد الطفل تم استدعاؤه، وأقرّ بأنه لا يقصد إيذاء ابنه، لكنه كان يعتبر الأسلوب القاسي نوعًا من “التربية الرجولية”، التي نشأ هو نفسه عليها، ويعتقد أنها ستُسهم في بناء شخصية قوية ومستقلة لدى ابنه الأكبر. وأشار إلى أنه لم يكن يُدرك أن الضرب المتكرر والإهانة اللفظية، بالإضافة إلى الضغط النفسي، من شأنها أن تترك آثاراً مدمرة على نفسية الطفل ومستواه الدراسي والاجتماعي.
وأكد المقدم أن فريق حماية الطفل في شرطة دبي شرح للأب خطورة هذا السلوك، وأن قانون “وديمة” لحماية الطفل يُجرّم مثل هذه الممارسات، ويُصنفها ضمن انتهاكات حقوق الطفل، ويُحاسب مرتكبيها، مهما كانت النوايا خلفها.
إجراءات قانونية ومتابعة شاملة
وقد اتخذت الإدارة الإجراءات القانونية المناسبة تجاه الواقعة، وأكد الأب التزامه بتغيير أسلوب تربيته، معترفًا بخطئه ومستعدًا للتعاون مع الجهات المختصة لضمان سلامة طفله النفسية والجسدية. كما أكدت شرطة دبي استمرار المتابعة النفسية والاجتماعية للطفل بالتعاون مع الشركاء، وتقديم الدعم اللازم له من خلال جلسات تأهيل وإرشاد متخصصة.
وفي هذا الإطار، جدّدت شرطة دبي دعوتها لجميع أفراد المجتمع إلى الإبلاغ الفوري عن أي حالة عنف أو إساءة يتعرض لها الأطفال، موضحة أن قنوات الإبلاغ متوفرة بسرية تامة عبر التطبيق الذكي لشرطة دبي، أو الموقع الإلكتروني الرسمي، أو عبر الاتصال على الرقم 901، كما يمكن التوجه مباشرة إلى واحة الطفل في مقر القيادة العامة بمنطقة الطوار.

رسالة توعوية من الشرطة للمجتمع
أكدت القيادة العامة لشرطة دبي أن حماية حقوق الطفل أولوية قصوى في منظومة الأمن المجتمعي للدولة، وأن التعامل مع مثل هذه الحالات لا يتم فقط عبر القانون، بل من خلال نظام دعم متكامل يشمل التوعية والتأهيل والمساندة النفسية والاجتماعية، بما يضمن توفير بيئة آمنة ومحفّزة للطفولة.
كما شددت على أن القانون الإماراتي، وخاصة قانون حقوق الطفل “وديمة”، واضح في حماية الطفل من أي شكل من أشكال الإيذاء، سواء الجسدي أو النفسي أو اللفظي، ويدعو الآباء والأمهات إلى اتباع أساليب تربوية إيجابية، مبنية على الحوار والتفهّم، بعيداً عن العنف.
ثقافة الإبلاغ… حماية لا فضيحة
أشار المختصون إلى أن ثقافة الإبلاغ عن العنف الأسري تجاه الأطفال، باتت اليوم أكثر انتشاراً وفاعلية، بفضل التوعية التي تقدمها الجهات المعنية، والتسهيلات التي وفرتها شرطة دبي، والتي تضمن خصوصية المبلّغ وسرعة الاستجابة. وأكدوا أن كل بلاغ يُعد خطوة في الاتجاه الصحيح نحو حماية جيل المستقبل من أية أضرار جسدية أو نفسية قد تؤثر في تطورهم ونموهم السليم.
شرطة دبي تستجيب لبلاغ طفل يبلغ من العمر 10 أعوام يشكو قسوة والده المفرطة، والتي وصلت حد الضرب المُبرح، تاركاً على جسده الصغير كدمات ورضوض واضحة، حاول مراراً إخفاءها أمام أقرانه في المدرسة، حيث تم استدعاء الأب والذي تعهد بتغيير أسلوب تعامله مع طفله.#مصدر_للأخبار pic.twitter.com/4FS5ro56D1
— مصدر (@MSDAR_NEWS) July 3, 2025