الإمارات – السابعة الإخبارية
في خطوة تؤكد عمق العلاقات الجوية والتجارية بين مصر والإمارات، أعلنت شركة طيران الإمارات، اليوم الإثنين، عن تعزيز خدمتها بين دبي والقاهرة عبر تشغيل ستّ رحلات إضافية أسبوعياً اعتباراً من 1 ديسمبر/كانون الأول 2025، لتلبية الطلب المتزايد على السفر بين البلدين خلال موسم الشتاء.
وبحسب بيان رسمي صادر عن الشركة، سيشهد هذا التوسع ارتفاع عدد الرحلات إلى خمس رحلات يومية بحلول فبراير/شباط 2026، ما يجعل القاهرة المدينة الأكثر خدمة ضمن شبكة طيران الإمارات في أفريقيا.
رحلات إضافية بطائرات بوينغ 777
وستُشغَّل الرحلات الجديدة بطائرات بوينغ 777 الحديثة، وفق جدول مدروس يهدف إلى توفير رحلات ربط مريحة وسلسة مع مجموعة من الوجهات العالمية في الشرق الأقصى وأفريقيا. وتشمل الوجهات المرتبطة عبر دبي مدنًا مثل هونغ كونغ وماليزيا وإندونيسيا وتايلاند، إلى جانب تنزانيا وكينيا وجنوب أفريقيا.
ويأتي هذا التوسع استجابةً للطلب المرتفع المتوقع خلال موسم الشتاء المقبل، خاصة مع ازدهار حركة السياحة المصرية وزيادة الإقبال على السفر من وإلى القاهرة سواء لأغراض الترفيه أو الأعمال.

تفاصيل جدول الرحلات الجديدة
خلال الفترة من 1 ديسمبر 2025 وحتى 31 يناير 2026، ستغادر الرحلة “ئي كيه 929” من مطار دبي الدولي الساعة 10:45 صباحاً لتصل إلى القاهرة الساعة 13:00 ظهراً، على أن تغادر رحلة العودة “ئي كيه 930” من مطار القاهرة في الساعة 14:40 لتصل إلى دبي الساعة 19:55 مساءً، وذلك جميع أيام الأسبوع باستثناء يوم الخميس.
أما اعتباراً من 1 فبراير 2026، فسيجري تشغيل رحلة يومية إضافية ضمن الجدول الجديد، حيث تقلع الرحلة “ئي كيه 929” من دبي في الساعة 4:00 فجراً لتصل القاهرة في 6:15 صباحاً، وتغادر الرحلة “ئي كيه 930” القاهرة في الساعة 8:00 صباحاً لتصل دبي في 13:15 ظهراً.
القاهرة.. المدينة الأكثر استقبالاً لطائرات A380
تعد القاهرة حالياً المدينة الأكثر استقبالاً لطائرات الإمارات A380 في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خارج دبي. ومع بدء تشغيل الرحلة الخامسة اليومية، ستصبح العاصمة المصرية أيضًا المدينة الأكثر خدمةً ضمن شبكة طيران الإمارات في القارة الأفريقية، ما يعكس الأهمية المتزايدة للسوق المصري في استراتيجية الشركة العالمية.
تعزيز حركة التجارة والسياحة
قال عدنان كاظم، نائب الرئيس والرئيس التنفيذي للعمليات التجارية في طيران الإمارات، في تصريحات رسمية، إن القاهرة تُعد من أكثر وجهات المنطقة نشاطاً سواء لحركة المسافرين أو الشحن الجوي، مشيرًا إلى أن مصر تمثل محورًا رئيسيًا في شبكة الشركة منذ انطلاق أولى رحلاتها إليها قبل نحو أربعة عقود.
وأضاف كاظم:”ستُسهم الخدمة الإضافية في تسهيل حركة العملاء عبر شبكتنا العالمية، وتعزيز روابط التجارة والسياحة بين مصر والإمارات والعالم. ومع اقترابنا من الذكرى الأربعين لانطلاق عملياتنا إلى القاهرة، يُجسد هذا التوسع التزامنا الراسخ تجاه السوق المصري والمنطقة بأسرها.”

زيادة في الطاقة الاستيعابية للشحن
من المتوقع أن تعزز الرحلات الإضافية الطاقة الاستيعابية للشحن الجوي بين القاهرة ودبي بما يصل إلى 300 طن أسبوعيًا عبر طائرات الركاب بوينغ 777، وهو ما سيُسهم في دعم الصادرات المصرية المتنوعة إلى الأسواق العالمية، خصوصًا المنتجات الزراعية والدوائية، بالإضافة إلى تعزيز حركة الشحن العكسي من الأسواق الآسيوية والأوروبية إلى مصر.
شراكة تمتد منذ عام 1986
منذ إطلاق أولى رحلاتها إلى القاهرة عام 1986، رسّخت طيران الإمارات مكانتها كأحد أهم شركاء النقل الجوي في السوق المصري، حيث لعبت دورًا رئيسيًا في دعم قطاعي السياحة والتجارة.
وخلال ما يقارب أربعة عقود من التعاون، نقلت الشركة أكثر من 10 ملايين راكب من وإلى القاهرة، كما ساهمت في ربط مصر بشبكة واسعة تمتد إلى أكثر من 140 وجهة حول العالم، الأمر الذي جعلها من أبرز شركات الطيران الأجنبية العاملة في البلاد.
دور اقتصادي واستراتيجي
يرى محللون أن هذا القرار يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الاقتصادية والسياحية بين مصر والإمارات نموًا متسارعًا، إذ تُعد الإمارات أحد أكبر المستثمرين العرب في مصر، بينما تتزايد أعداد السياح ورجال الأعمال المسافرين بين البلدين سنويًا.
كما ينسجم هذا التوسع مع رؤية طيران الإمارات الرامية إلى تعزيز وجودها في الأسواق الإقليمية الكبرى، لا سيما في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، لتلبية الطلب المتزايد على السفر الفاخر والخدمات الجوية عالية الجودة.
القاهرة وجهة استراتيجية
وبحسب مراقبين في قطاع الطيران، فإن تعزيز الرحلات بين القاهرة ودبي يأتي أيضًا انسجامًا مع النمو القياسي الذي حققته السياحة المصرية عام 2024، حيث سجلت البلاد مستويات غير مسبوقة من الإيرادات والزيارات، لتصبح من أسرع الوجهات نمواً في المنطقة.
ومع هذه الخطوة الجديدة، تؤكد طيران الإمارات التزامها بتطوير شبكة رحلاتها إلى السوق المصري، ودعم حركة المسافرين والشحن في وقت تتجه فيه الأنظار إلى القاهرة كأحد أهم مراكز الطيران والسياحة في الشرق الأوسط خلال العقد القادم.

