تركيا – السابعة الاخباربة
عائشة باريم، لا تزال قضية عائشة باريم، مديرة أعمال عدد من أشهر الممثلين الأتراك، تثير اهتمام الصحافة والفنّانين والراي العام في تركيا، حيث تخطت 5 أشهر من التوقيف والجدل الدائر حولها، وسط مخاوف متزايدة من تدهور حالتها الصحية داخل السجن، وتصاعد حملة دعم شعبية رافقتها أمام المحكمة.
عائشة باريم في قضايا مشتعلة.. أبرز التطورات
تم توقيف باريم في 27 يناير 2025، ووجهت لها النيابة التهمة بـ”المشاركة في محاولة الإطاحة بالحكومة التركية” عبر تشجيع الفنانين على المشاركة في احتجاجات حديقة غيزي عام 2013، وهو ما تنفيه تماماً
- قُبض عليها بعد تحقيق بدأ في 10 يناير 2025 بتهم مثل “الإخلال بحرية العمل” و”الابتزاز” ثم تحول إلى منعها من السفر والاعتقال بعد شهادات الفنانين
-
View this post on Instagram
- ظهرت باريم للمرة الأولى أمام القضاء في 7 يوليو 2025 بمحكمة تشاغليان في إسطنبول، بعد نحو 5 شهور من التوقيف
أزمة صحية تهدد حياتها
في خطوة إنسانية وقانونية، طالبت هيئة الدفاع بإطلاق سراح باريم لأسباب طبية، معزّزين طلبهم بتقرير من لجنة متخصصة تضم أطباء أعصاب وأمراض قلب، جاء فيه:
- فقدانها الوعي 4 مرات خلال شهر واحد.
- وجود تمدد خطير (أنيويريسما) في شريان بالدماغ يهدّد بالتمزق.
- تضخم غير طبيعي في عضلة القلب، قصور في صمامات القلب، انسداد في ممرات خروج الدم، واضطرابات تتطلب جهازاً لتنظيم النبض.
- خطر الموت المفاجئ، الجلطة الدماغية، أو الشلل، وارد
نجوم يعبرون عن تضامنهم العلني
شهدت جلسة المحكمة حضوراً لافتاً من نجوم الفن للتضامن مع باريم، من بينهم: خالد أرغنش، بيرغوزار كوريل، سيريناي ساريكايا، هانده أرتشيل، زيرين تيكيندور، وإزجي مولا. وقد عبّروا صراحة عن قلقهم إزاء استمرار احتجازها وسط وضع صحي خطير.
وكانت إيزجي مولا قد نشرت عبر “إنستغرام”:
“هل تريدون قتلها؟ لماذا؟”
سيريناي ساريكايا ووصفت ما يحدث بأنه:
“ظلم صارخ يجب أن يتوقف فورًا”
تداعيات قانونية وفنية
- وجهت إلى باريم اتهامات تشمل “المساعدة في محاولة الإطاحة بالحكومة أو عرقلة مهامها”
- النيابة طالبت بحبسها من 22 إلى 30 عامًا وفق لائحة الاتهام
- كذلك، يواجه فنانون من المقربين لها تهم “شهادة الزور”، منهم: خالد أرغنش ورضا كوجا أوغلو، اللذان حُكم عليهما بالسجن لفترات تتراوح بين عام وثلاثة أشهر وعام وعشرة أشهر
أسباب القضية وتأثيرها
- تعود جذور التهم إلى احتجاجات غيزي عام 2013، والتي بدأت كاحتجاج بيئي وتحولت إلى حركة ضغط سياسي ضد السلطات
- النيابة تزعم أن باريم نظّمت اتصالات بين الفنانين والمحتجين، ونسّقت تحركاتهم للتأثير على الرأي العام .
- باريم تنفي إجمالاً، مؤكدة أنها لم تحرض أحداً، وأن الفنانين الذين يمثلهم لهم قرارهم المستقل .
رؤية فنية وسياسية
القضية أصبحت رمزًا لتقاطع الفن والسياسة في تركيا. فاعتقال باريم أثار حفيظة المعارضة، من بينها أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، الذي وصف الاعتقال بأنه “مطاردة ساحرات” جديدة ضد الأصوات المعارضة
كما انتقد علي باجان، زعيم حزب الديمقراطية والبناء، هذه الخطوة وسمها “كوميديا سوداء”، فيما لفتت جوليزار بيشر كاراجا، نوّابة برلمانية، إلى أن الهدف هو “القضاء على الجهات الثقافية المستقلة”
الاستحقاقات القادمة
- تنتظر باريم قرار المحكمة بشأن طلب الإفراج الطبي، وهو ما يمثل اختبارًا لحساسية النظام القضائي تجاه قضايا الصحة وحقوق الإنسان.
- تستمر معركتها القانونية وسط ضغط فني وشعبي ملموس، وقد يشكل ذلك عاملًا مهماً في كسر عزلة سجنها، خاصة مع المخاطر الصحية الواضحة.
- السيناريو الأفضل هو قرار بالإفراج المؤقت لإجراء فحوص أو تدخلات طبية عاجلة، لكن إن رفضت المحكمة، ستكون باريم مهددة بانهيار صحي قاطع أو مضاعفات قد تكون مأساوية.
قضية عائشة باريم تجمع بين ملفات سياسية ساخنة، ضغط قضائي حاد، وفضاء فني تعبّر فيه الأصوات المعارضة عن قلقها. التدهور الصحي الحاد لسيدة الأعمال وضغط الفنانين يشكّلان اختبارًا للمدى الذي يمكن أن تمضي فيه تركيا في معالجة الطابع السياسي للملف، أمام ضغوط وحساسيات فنية وإنسانية.
في الأيام المقبلة، سيشكل قرار المحكمة حول الإفراج الطبي مؤشراً حاسماً، قد يرسم مستقبل قضيتها، وربما رسائل أعمق حول العلاقة بين الفن، الدولة، وصحة الحقوق في تركيا.