فرنسا – السابعة الإخبارية
باريس سان جيرمان .. شهد مسرح «شاتليه» العريق في قلب العاصمة الفرنسية باريس ليلة استثنائية لعشاق كرة القدم، حيث أقيم حفل توزيع جوائز الكرة الذهبية «بالون دور» لعام 2025 الذي تنظمه مجلة فرانس فوتبول.
الحفل الذي يُعتبر الأهم في أجندة الجوائز الفردية والجماعية على مستوى العالم، حمل في طياته الكثير من المفاجآت والإنجازات، وعلى رأسها تتويج نادي باريس سان جيرمان بجائزة أفضل نادٍ في العالم للرجال بعد موسم استثنائي تاريخي.
باريس سان جيرمان.. موسم للتاريخ
لم يكن فوز باريس سان جيرمان بجائزة أفضل نادٍ في العالم مفاجئاً، فقد قدم الفريق موسماً استثنائياً جمع خلاله بين الألقاب المحلية والقارية. فإلى جانب هيمنته على البطولات الفرنسية، تمكن النادي الباريسي من تحقيق حلم طال انتظاره وهو التتويج بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، قبل أن يواصل رحلته العالمية ليبلغ المباراة النهائية في كأس العالم للأندية ويحل وصيفاً. كما أضاف الفريق إلى خزائنه لقب السوبر الأوروبي، ليخرج بموسم وصفه المحللون بأنه الأفضل في تاريخ النادي.
هذا الإنجاز يعكس التحول الكبير الذي شهده باريس سان جيرمان خلال السنوات الأخيرة، إذ لم يعد مجرد نادٍ يعتمد على النجوم الفرديين، بل تحول إلى منظومة جماعية متكاملة تحت قيادة المدرب الإسباني لويس إنريكي، الذي نجح في بناء فريق متماسك قادر على فرض نفسه محلياً وأوروبياً.
ديمبيلي في دائرة الضوء
إلى جانب نجاحات الفريق، خطف الفرنسي عثمان ديمبيلي الأضواء بصفته المرشح الأبرز للفوز بالكرة الذهبية 2025، ليصبح بذلك على بعد خطوة من كتابة اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم العالمية. ديمبيلي لعب دوراً محورياً في خماسية باريس التاريخية الموسم الماضي، إذ سجل أهدافاً حاسمة وصنع تمريرات مؤثرة، ما جعله نجم الفريق الأول.
رغم أنه لم يسبق له أن كان ضمن قائمة المرشحين الأوائل للجائزة في السنوات الماضية بسبب الإصابات وعدم الاستقرار، إلا أن عودته القوية وتوهجه مع باريس سان جيرمان جعلت اسمه يتصدر النقاشات في الوسط الرياضي العالمي.
محمد صلاح.. منافسة لا تهدأ
اللاعب المصري محمد صلاح، قائد منتخب مصر ونجم ليفربول، ظل بدوره في صدارة التوقعات بعدما قدم موسماً مذهلاً قاد فيه فريقه لتحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. ولم يكتف صلاح بذلك، بل تُوج بجائزة أفضل لاعب في «البريمرليج» إلى جانب لقب الهداف، ليؤكد أنه لا يزال أحد أبرز المهاجمين في العالم.
وجود صلاح في المنافسة النهائية على الكرة الذهبية يعد استمراراً لمسيرته الاستثنائية، وإن لم يتوج بالجائزة هذا العام فإن ما يحققه من إنجازات يظل مصدر فخر للجماهير العربية والأفريقية التي تراه ممثلاً لها في المحافل العالمية.

جوائز فردية متنوعة
الحفل لم يقتصر على إعلان أفضل لاعب وأفضل نادٍ، بل شهد توزيع عدد من الجوائز الفردية التي كرمت تميز اللاعبين والمدربين في مختلف المراكز. فقد فاز الإسباني الشاب لامين يامال، نجم برشلونة، بجائزة أفضل لاعب شاب في العالم، ليؤكد مكانته كأحد أبرز المواهب الصاعدة التي ينتظرها مستقبل باهر.
أما المدرب الإسباني لويس إنريكي، فقد حصد جائزة يوهان كرويف لأفضل مدرب في العالم، تكريماً لعمله الكبير مع باريس سان جيرمان ونجاحه في قيادة الفريق إلى منصة التتويج الأوروبية بعد سنوات من المحاولات غير المكتملة.
كما فاز الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما بجائزة ليف ياشين لأفضل حارس مرمى في العالم لعام 2025، بعد أن تألق بشكل لافت في دوري الأبطال وقدم مستويات رائعة في أهم المباريات. وفي خط الهجوم، كان السويدي فيكتور جيوكيريس هو المتوج بجائزة جيرد مولر كأفضل هداف لعام 2025، بفضل أرقامه التهديفية المذهلة.
أجواء احتفالية ومنافسة محتدمة
أقيم الحفل وسط أجواء احتفالية مبهرة، حيث حضر نجوم كرة القدم الحاليون وأسطورة اللعبة السابقون، إلى جانب شخصيات إعلامية ورياضية بارزة. وكما جرت العادة، استحوذت لحظة الكشف عن هوية الفائز بالكرة الذهبية على الاهتمام الأكبر، في ظل ترقب ملايين المشجعين حول العالم.
ورغم أن اسم ديمبيلي يبدو الأقرب، فإن المنافسة تبقى مشتعلة حتى اللحظة الأخيرة، خصوصاً في ظل وجود أسماء لامعة مثل محمد صلاح ويامين يامال وغيرهما من اللاعبين الذين قدموا مواسم مميزة.
كرة ذهبية بطعم خاص
الكرة الذهبية لهذا العام تحمل نكهة خاصة، كونها جاءت في موسم شهد تحولات كبيرة على مستوى المنافسات الأوروبية والعالمية. فبين إنجاز باريس سان جيرمان التاريخي، وبروز مواهب شابة مثل يامال، واستمرار نجوم كبار مثل صلاح في تقديم مستويات رائعة، تبدو نسخة 2025 واحدة من أكثر النسخ إثارة في تاريخ الجائزة.