الأردن – السابعة الاخبارية
عبادة عرابي، سادت حالة من الحزن والغضب خلال الأيام الماضية في الأردن، بعد مقتل الشاب عبادة عمر عرابي (21 عامًا)، إثر طعنات قاتلة في قلبه على يد مدمن مخدرات وبلطجي معروف بطلب “الإتاوات” وفي منطقة بيادر وادي السير. الحادثة أعادت إلى دائرة الضوء واقع فرض الابتزاز بالعنف، وأشعلت موجة من الغضب الشعبي الداعية لتطبيق عقوبة الإعدام على الجاني لردع الآخرين.
عبادة عرابي يُقتل بسبب الاتاوة.. كيف بدأت القصة؟
قبل يومين من الواقعة، اقترب الجاني من عبادة داخل المحل الذي يعمل فيه كـ”كاشير” مطالبًا بالحصول على “خاوة” (إتاوة مالية). حسب شهود ومصادر أمنية، عبادة رفض بدافع الشرف والكرامة، ما أغضب المعتدي، وهدّده بـ”الانتقام”.
وفي صباح اليوم التالي، رصد الجاني تواجد عبادة بمفرده في المحل، واقتحمه وهو يحمل “موسًا”. ووفقًا لتقارير أمنية، هدده قائلاً: “يا تدفع يا بطعنك”. وعندما رفض عبادة للمرة الثانية، باغته بخمس إلى سبع طعنات في الصدر أدت إلى وفاته فورًا داخل المحل,
من هو عبادة عرابي؟
عبادة شاب أردني يتيم الأب، يعمل منذ سنوات كأمين صندوق داخل محل في “بيادر وادي السير”، ويعيل والدته وشقيقته. بحسب شهادة شقيقه حمزة، كان معروفًا بين الجميع بأخلاقه الطيبة ونزاهته. وقد نعى صفحته “مجموعة محامي قصر العدل” القاتل موصفينه بأن “شهيد لقمة العيش”، وهو واقع مأساوي واجه فيه رفض الرضا بالابتزاز القاتل.
القبض والاحتواء الأمني
قوات الأمن تعاملت بسرعة مع الحادث، حيث ألقت القبض على الجاني خلال ساعات، وضبطت السلاح المستخدم. وجرى نقل الجثمان للطب الشرعي، وباشرت التحقيقات في الواقعة. إلى جانب ذلك، وُقّعت “عطوة أمنية” بين الأجهزة وقبيلة المغدور، بهدف تهدئة الوضع وحفظ الأمن، تمهيدًا لدفن الجثمان بعد صلاة الجمعة، في خطوة يعكس التقاليد المحلية والرغبة في استمرار السلم الاجتماعي.
أتاوات… والابتزاز المستشري
الجاني كان معروفًا بسلوكه العدواني وسبق إدمانه للمخدرات، بحسب المصادر. وقد سبق أن حاول فرض الإتاوة سابقًا على أشخاص آخرين. هذا النوع من الابتزاز يهدد الأمن المجتمعي، ويجعل تحقيق العدالة ضرورة لاستعادة الثقة في النظام، خصوصًا بعد أن أقدمت الحكومة على “عطوة أمنية” لتهدئة الأوضاع المحلية.
خطوة نحو العدالة.. ومسار التحقيق
الأجهزة الأمنية ضبطت الجاني وأداة الجريمة بسرعة، وتم نقله للمركز الأمني لاستكمال التحقيق والتوقيف. وبما أن الحادثة أثرت بالساحة المحلية وأثارت ضجة، من المتوقع أن تكون العقوبة قاسية، خاصة بعد مطالبة النشطاء والتعهدات الشعبية بتنفيذ “إعدام رادع”. وعلى الأطراف القانونية والاجتماعية مراقبة إثراء القضية من حيث التشريع وردع العصابات والبلطجية.
احتواء انساني وتقاليد عشائرية
في الثقافة الأردنية، “العطوة” جزء من تقاليد العشائر عند وقوع جريمة، كنوع من التصالح أو الوصول إلى اتفاق قبل إصدار حكم نهائي، لكن الشارع يتوقع أن تكون هذه خطوة مؤقتة حتى تنفيذ العدالة بحق الجاني، لا أن ينتهي الأمر بتسوية رمزية.
خلاصة ورسالة للأردنيين
عبادة عرابي: شاب أردني توفي مضحًّى بسبب احترامه لكرامته ورفضه الابتزاز.
الجاني: بلطجي ومدمن، أقدم على الجريمة انتقامًا من رفض نبيل.
المطلوب شعبيًا: تنفيذ عقوبة إعدام رادعة للقاتل، كرسالة بأن “لا” لن تعني الموت.
الدولة اتخذت خطوات فورية: توقيف الجاني، نقل الجثمان، فتح الطب الشرعي، وإبرام عطوة لضبط الأوضاع.
التحدي القادم: ضمان عدالة حقيقية عبر القضاء – حتى تعود الثقة للمواطنين وتكون ماثلة أمام كل من تسول له نفسه فرض الابتزاز.
في النهاية، موته يقف مع قيم الكرامة والشرف، وأمله أن يكون فاتحة لتحقيق العدالة وتعزيز الأمن، وعدم التهاون مع من يفكر أن “خاوة” تعطيه الحق بقتل إنسان لأنه قال “لا”. عبادة علمنا درس عن الكرامة… الآن الكرامة تنتظر أن تنتصر إليه.