لبنان – السابعة الاخبارية
عبير الصغير، خلال ساعات قليلة، تحوّل اسم المؤثرة اللبنانية عبير الصغير إلى حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول أنباء صادمة عن وفاتها المفاجئة إثر تعرضها لحالة صحية طارئة. ومع انتشار الشائعة كالنار في الهشيم، تفاعل الجمهور بشكل غير مسبوق، وسط حالة من القلق والحزن، قبل أن تخرج عبير بنفسها لتنفي كل ما يُقال وتضع حدًا للتكهنات.
عبير الصغير وموجة من الهلع على السوشيال ميديا
كلّ شيء بدأ بمنشور غامض على صفحة أجنبية على “فيسبوك” تحمل اسم Paris Saint Germain Love Forever’s، حيث نُشرت صورة لوجه عبير الصغير باللونين الأبيض والأسود، مرفقة بكلمة “RIP” (اختصار لجملة “ارقدي بسلام”)، ما فسّره المتابعون على أنه إعلان رسمي عن وفاتها.
وفي غضون دقائق، بدأت صفحات عربية وأجنبية بإعادة نشر الخبر، مرفقًا بتفاصيل مثيرة حول حادث صحي مفاجئ أصاب عبير أثناء تواجدها في مطبخ منزلها، وتحديدًا خلال تجربة وصفة جديدة تحتوي على “مكوّن نادر”، بحسب الروايات غير المؤكدة.
تفاصيل الشائعة: وفاة مفاجئة بسبب رد فعل تحسسي
بحسب الشائعة، فإن عبير تعرضت إلى رد فعل تحسسي حاد أثناء تحضير وصفة تحتوي على مكوّن غير معتاد في أحد فيديوهاتها، لتدخل في حالة حرجة استدعت استدعاء الطوارئ بشكل فوري. وأفاد الخبر المتداول أن الحالة ساءت بسرعة، وتم نقلها إلى المستشفى، حيث بذل الأطباء جهودًا مكثفة لمحاولة استقرار وضعها الصحي.
وقد أشار بعض الناشرين إلى أن المؤثرة توفيت في المستشفى بعد فشل محاولات إنقاذها، فيما أشار آخرون إلى أنها لا تزال في العناية الفائقة بحالة خطيرة. هذه الروايات المتضاربة زادت من حالة البلبلة بين جمهورها الواسع، خاصة على منصتي “تيك توك” و”إنستغرام”.
عبير الصغير ترد بنفسها: “أنا بخير، لا تصدقوا كل شيء”
وسط كل هذا الضجيج، قررت عبير الصغير الرد سريعًا وبشكل مباشر على ما يتم تداوله، من خلال خاصية “الستوري” عبر حسابها الرسمي على إنستغرام، حيث نشرت لقطات شاشة لتعليقات ورسائل وصلتها من متابعين قلقين على حياتها، وعلّقت عليها بالقول:
“لا أعرف من فعل هذا.. لكن الخبر منتشر بشكل كبير عبر الإنترنت. غير صحيح والخبر مزيف.. أنا بخير وشكرًا لأسئلتكم.”
رسالتها كانت كافية لطمأنة الملايين من المتابعين، لكن الحادثة أثارت تساؤلات كثيرة حول مدى خطورة الشائعات الإلكترونية، وكيف يمكن لمنشور واحد أن يُسبب كل هذا الهلع.
عبير الصغير: من فتاة شغوفة بالمطبخ إلى ظاهرة رقمية عالمية
بعد نفي الشائعة، عاد كثيرون لتسليط الضوء على قصة نجاح عبير الصغير، الشابة اللبنانية التي لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها، والتي تحوّلت خلال وقت قصير إلى واحدة من أبرز صانعي المحتوى الغذائي في العالم العربي والعالم.
بدأت عبير رحلتها على “تيك توك” في عام 2020، مستفيدة من مهاراتها في الطهي وتقديم الوصفات بطريقة مرحة وسلسة. ومع الوقت، طورت أسلوبًا خاصًا بها، يمزج بين اللمسة اللبنانية التقليدية والتقنيات الحديثة في الطهي، لتُقدم وصفات جذابة ومُبتكرة لملايين المتابعين.
أرقام لافتة: عبير الصغير في أرقام
نجاح عبير الصغير لم يكن عابرًا أو محدودًا في نطاق محلي، بل شمل جمهورًا واسعًا من مختلف الدول. أرقام حساباتها على المنصات الرقمية تُظهر حجم التأثير:
- أكثر من 28 مليون متابع على “تيك توك”
- أكثر من 8 ملايين مشترك على “يوتيوب”
- مليارات المشاهدات لمقاطع الفيديو الخاصة بها
- جمهور واسع يمتد من لبنان إلى الخليج وأوروبا وأمريكا
وقد دخلت عبير أيضًا في شراكات تجارية وإعلانية مع علامات غذائية كبرى، ما عزز مكانتها كـ صانعة محتوى مؤثرة ووجه إعلاني موثوق.
لماذا انتشرت الشائعة بهذه السرعة؟
يرى بعض المراقبين أن سبب انتشار الشائعة بهذا الشكل هو الشهرة الطاغية لعبير على السوشيال ميديا، بالإضافة إلى طبيعة المحتوى الذي تُقدمه والذي يعتمد على التصوير اليومي، ما يجعل الجمهور معتادًا على تفاعلها المستمر، وبالتالي أي غياب أو انقطاع يُفسّر فورًا بطريقة مقلقة.
كما أن صيغة الخبر الأول الذي نُشر كان يحمل تفاصيل دقيقة توحي بالمصداقية، مثل ذكر المكوّن النادر، والموقع الجغرافي، ووصف الحالة الصحية. كل ذلك جعل كثيرين يعتقدون أن الأمر حقيقي، خصوصًا مع مشاركة بعض الصفحات الإخبارية له دون تحقق.
تفاعل واسع ورسائل دعم من المتابعين
بعد نفي عبير للخبر، ضجّت منصات مثل “تيك توك”، “إنستغرام”، و”تويتر” بتغريدات ومنشورات داعمة، عبّر فيها المتابعون عن حبهم الكبير لها، وسعادتهم بأنها بخير.
بعض المتابعين كتبوا:
- “قلوبنا وقفت فعليًا، الحمد لله إنك بخير”
- “لازم نحارب الإشاعات ونحترم حياة الناس”
- “عبير أنت مش بس طباخة، أنت مصدر إلهام لنا كلنا”
وامتد الدعم ليشمل مؤثرين آخرين وفنانين وشخصيات عامة، الذين أعادوا نشر “الستوري” التي طمأنت الجمهور، ودعوا إلى عدم نشر الأكاذيب أو الانسياق وراء العناوين الصادمة.
الجانب المظلم من الشهرة: شائعات، ابتزاز وتشويه
ما تعرّضت له عبير الصغير يُعيد طرح قضية حساسة في عالم السوشيال ميديا، وهي الجانب المظلم من الشهرة الرقمية، والذي لا يراه كثيرون. فالمؤثرون، رغم كل ما يملكونه من جمهور وشهرة ونجاحات، يواجهون أيضًا تحديات خطيرة، من أبرزها:
- الشائعات الكاذبة التي تؤثر على صورتهم العامة
- انتهاك الخصوصية واختراق حساباتهم
- الضغوط النفسية الناتجة عن التفاعل المستمر مع الجمهور
- التصيد والتنمر الإلكتروني
ويبدو أن عبير، رغم صغر سنّها، تتعامل مع هذه التحديات بنضج ووعي، وهو ما ظهر في طريقة ردّها الهادئة على خبر وفاتها.
ختامًا: عبير الصغير حيّة ومُلهمة أكثر من أي وقت
في زمن تنتقل فيه المعلومة بسرعة الضوء، وتختلط فيه الحقيقة بالوهم، كانت عبير الصغير ضحية نموذجية لـ شائعة مُفبركة، لكنها أيضًا قدّمت درسًا مهمًا للجميع في كيفية التصرف عند مواجهة هكذا مواقف.
فبهدوء، وبكلمات بسيطة، استطاعت أن تُعيد الأمور إلى نصابها، وتُطمئن الملايين من محبيها، وتثبت أن الوعي هو أقوى من الشائعة، وأن الحياة الرقمية مهما كانت براقة، تبقى محفوفة بالمخاطر.
عبير اليوم ليست فقط بخير، بل أصبحت أكثر قربًا من جمهورها، وأكثر وعيًا بما تعنيه الشهرة في عصر السرعة والمعلومة السريعة. وربما، بعد هذه الحادثة، ستفكّر آلاف الصفحات قبل أن تُطلق إشاعة أو تعيد نشرها.