لبنان – السابعة الاخبارية
عبير نعمة، تستعد الفنانة اللبنانية عبير نعمة لإحياء حفل غنائي كبير في العاصمة الألمانية برلين، وذلك مساء يوم السبت 20 سبتمبر، على خشبة أحد أعرق المسارح الأوروبية: مسرح الأدميرال. ويُعد هذا الحفل محطة مهمة ضمن مسيرتها الفنية التي تميزت بالتنوع الموسيقي، والقدرة على مزج التراث المعاصر بروح عالمية، جعلت منها صوتًا عربيًا فريدًا على الساحة العالمية.
عبير نعمة في برلين .. موعد مع صوت استثنائي
في وقت تتجه فيه الأنظار إلى الفعاليات الثقافية في أوروبا، تأتي مشاركة عبير نعمة لتضيف بُعدًا فنيًا خاصًا إلى روزنامة العروض الموسيقية في برلين. فالمغنية اللبنانية، المعروفة بصوتها الدافئ وأدائها الراقي، ستحيي أمسية غنائية مميزة على مسرح الأدميرال، حيث يُتوقع أن يحضر الحفل جمهور متنوع من الجاليات العربية، وعشاق الموسيقى الشرقية والغربية على حد سواء.
دعوة من القلب: “ليلة لا تُنسى”
عبر حسابها الرسمي على إنستغرام، واصلت عبير نعمة الترويج للحفل المنتظر من خلال مقطع فيديو صُوّر بأسلوب شخصي، حيث ظهرت وهي تتجول في إحدى الساحات التاريخية في ألمانيا، توثق لحظاتها بعفوية تامة بعدسة هاتفها المحمول. في المقطع، وجهت عبير رسالة إلى جمهورها باللغة العربية، جاء فيها:
“مرحباً يا أحبّتي في ألمانيا، اقترب لقاؤنا يوم 20 سبتمبر على مسرح الأدميرال في برلين، الساعة السابعة والنصف مساءً. في هذا المسرح العريق، سنغني معاً كل الأغاني التي تحبونها. وأنا واثقة أن هذه الليلة ستكون من أجمل ليالي العمر.. ليلة استثنائية لا تُنسى.”
كما أرفقت الفيديو بتعليقٍ جاء فيه:
“كونوا على الموعد يوم السبت 20 سبتمبر لنغني معاً في حفل لا يُنسى، يضم كل ما تحبون سماعه مني.”
هذه الرسائل أثارت حماس جمهورها في ألمانيا وخارجها، إذ عبّر المتابعون عن انتظارهم الكبير للحفل، وأكد العديد منهم نيتهم السفر لحضور الأمسية، واصفين عبير بأنها “سفيرة الصوت النقي” و”وجه الجمال الفني العربي في أوروبا”.
تفاعل واسع على مواقع التواصل
منذ الإعلان عن الحفل، يشهد حساب عبير نعمة على إنستغرام تفاعلًا ملحوظًا من محبيها حول العالم، خاصة من الجاليات اللبنانية والسورية والعراقية والفلسطينية المقيمة في ألمانيا. فالمغنية التي استطاعت أن تجمع في صوتها بين عبق الشرق وحداثة الغرب، أصبحت صوتًا مألوفًا ومحببًا في المنافي والمهجر، حيث تلعب الموسيقى دورًا مركزيًا في ربط المهاجرين بجذورهم وثقافتهم.
الكثير من المعلقين أعربوا عن شوقهم لسماع أغاني عبير الحية، لا سيما أغنياتها التي تمزج بين المقامات الشرقية، والموسيقى العالمية، مثل “وينك”، و”يا ترى”، و”وحدن”، وغيرها من الأعمال التي أصبحت جزءًا من الذاكرة الموسيقية لجمهورها.
مسرح الأدميرال: خشبة تاريخية تحتضن صوت عبير
يقع مسرح الأدميرال (Admiralspalast) في شارع فريدريش الشهير في قلب برلين، ويُعد واحدًا من أقدم المسارح في المدينة، وله تاريخ طويل في المشهد الثقافي الألماني. افتُتح في عام 1910، وكان في الأصل جزءًا من مجمع ترفيهي فاخر يضم قاعة للتزلج، مقاهي، وسينما، قبل أن يتحول إلى مسرح يقدم عروضًا موسيقية واستعراضية راقية.
في عشرينيات القرن الماضي، عرف هذا المسرح بعروضه التي جمعت نخبة الفنانين الأوروبيين، وواصل أداءه خلال الحرب العالمية الثانية، ليصبح لاحقًا جزءًا من الحياة الثقافية في ألمانيا الشرقية. وبعد إعادة توحيد ألمانيا، خضع المسرح لعملية ترميم واسعة، وأُعيد افتتاحه رسميًا في عام 2006.
اليوم، يُعد مسرح الأدميرال واحدًا من أبرز الوجهات الفنية في برلين، يتسع لنحو 1,700 شخص، ويستضيف عروضًا فنية من جميع أنحاء العالم، بدءًا من الأوبرا والمسرح، وصولاً إلى الحفلات الغنائية والفرق الموسيقية العالمية.
فن عبير نعمة: مزيج بين التراث والابتكار
منذ انطلاقتها، تميزت عبير نعمة بخياراتها الفنية المختلفة عن السائد، فهي لم تكتفِ بأداء الأغاني الشرقية المعروفة، بل سعت إلى تقديم رؤى موسيقية جديدة، عبر إعادة توزيع تراثيات بصيغة معاصرة، والغوص في ألوان موسيقية عالمية دون التخلي عن هويتها العربية.
عبير ليست مجرد مغنية، بل هي موسيقية مثقفة، درست علم الموسيقى، وتخصصت في الإنشاد الديني والموسيقى السريانية، وهو ما ينعكس في أعمالها التي تمزج بين التصوف، الروح، والعمق الفني. وقد شاركت في مشاريع موسيقية مع فنانين عالميين، وظهرت في مهرجانات ثقافية كبرى في العالم العربي وأوروبا.
من أبرز أعمالها التلفزيونية، برنامج “إيقاعات العالم”، الذي قدمت فيه أغاني بلغات ولهجات متعددة، عابرة حدود الجغرافيا والثقافة، ما جعل منها فنانة عالمية بروح عربية، وهو ما يجعل حفلها في برلين فرصة لجمهور متنوع لاكتشاف هذا الطيف الموسيقي الغني.
رسالة الحفل: موسيقى توحّد الشعوب
بالنسبة لعبير نعمة، لا تقتصر الموسيقى على الترفيه، بل هي وسيلة للتقارب بين البشر، ولخلق جسور بين الثقافات. وفي مدينة مثل برلين، التي تجمع بين الألماني، واللاجئ، والمهاجر، والسائح، تصبح الموسيقى وسيلة فعالة للانفتاح والحوار.
من المتوقع أن يشمل برنامج الحفل مزيجًا من أغنياتها المعروفة، بالإضافة إلى مفاجآت موسيقية، قد تشمل تراثًا من الشرق العربي، وأناشيد روحية، وحتى مقطوعات عالمية أعادت تقديمها بأسلوبها الخاص.
الحفل يأتي في توقيت مهم، حيث يتعطش الكثير من الجاليات العربية في أوروبا لفعاليات تحمل طابعًا فنيًا وإنسانيًا راقيًا، بعيدًا عن الصخب السائد، وهو ما تمثله عبير نعمة بدقة.
الجمهور العربي في أوروبا: جسر آخر للنجاح
من الواضح أن الحضور العربي في برلين ليس مجرد جمهور عابر، بل جمهور واعٍ، متذوق، يبحث عن الفن الأصيل، ويجد في عبير نعمة صوتًا يعكس مكنونات وجدانه. وبرلين، المدينة التي احتضنت في السنوات الأخيرة عشرات آلاف اللاجئين العرب، أصبحت مركزًا ثقافيًا عربيًا نابضًا بالحياة، يستقبل فنانين من مختلف الدول العربية، ويمنحهم خشبة للتعبير والإبداع.
حفل عبير نعمة ليس مجرد مناسبة فنية، بل لقاء وجداني بين فنانة وجمهور حمل أوطانًا في قلبه، ويريد أن يسمعها مرة أخرى، لا بصوت السياسة أو الحرب، بل بصوت الفن.
خاتمة: ليلة من القلب إلى القلب
حفل عبير نعمة المرتقب في برلين ليس مجرد أمسية غنائية، بل هو حدث فني وإنساني يحمل أبعادًا كثيرة. من الصوت الذي يلامس الروح، إلى خشبة مسرح عريق احتضن عظماء الفن، إلى جمهور يشتاق لصوت يربطهم بالشرق ويُحلق بهم إلى العالم، كل تلك العناصر تجعل من ليلة 20 سبتمبر موعدًا لا يُنسى في ذاكرة من سيحضر.
وفي زمن تزداد فيه الحواجز بين البشر، تأتي الموسيقى – بصوت عبير نعمة – كوسيلة للاتصال الحقيقي، والتذكير بأن الفن لا يعرف حدودًا، وأن الأصوات الصادقة قادرة دائمًا على ملامسة القلوب، مهما كانت المسافات.
كونوا على الموعد، فصوت عبير لا يُفوّت.