مصر – السابعة الإخبارية
أثار علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، موجة واسعة من التفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتحديدًا عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، بعد تعليقه على مزاعم امرأة تدّعي أنها ابنة للرئيس الراحل، وهي مزاعم وصفها علاء بـ”الكلام الفارغ”، مؤكدًا عدم جدواها أو أهمية الرد عليها.

حسني مبارك: سيدة تزعم أنها ابنته
بدأت القصة عندما وجهت إحدى مستخدمات منصة “إكس”، وتدعى نجلاء، سؤالًا علنيًا لعلاء مبارك، تستفسر فيه عن سبب عدم اتخاذه أي إجراء قانوني ضد السيدة التي تدّعي أنها ابنة الرئيس الأسبق حسني مبارك، في ظل تزايد انتشار تصريحاتها ومقاطع الفيديو التي تنشرها عبر مواقع التواصل.
وكتبت نجلاء في تغريدتها:
“مساء الفل يا ابن الغالي. عندي استفسار يا أستاذ علاء، ليه مش بتتخذ إجراء ضد المدعية أنها ابنة الرئيس حسني مبارك؟ أنا بشوفها من زمان، ومستغربة ليه مش بتقاضيها؟ دي بتشوه سمعة الرئيس مبارك الله يرحمه ويغفر له”.
ولم يتأخر الرد من علاء مبارك، الذي اختار أن يكون حاسمًا ومباشرًا، فقال:
“مساء الخير على حضرتك أستاذة نجلاء، الكلام الفارغ ده لا يستحق الرد ولا له أي أهمية. ومش كل واحد يطلع يقول كلام فارغ نديله اهتمام. تحياتي لحضرتك”.
رد علاء أثار موجة جديدة من التفاعل، إذ انقسمت الآراء بين من يؤيد تجاهل مثل هذه الادعاءات وعدم إعطائها أي قيمة إعلامية، وبين من يرى أن السكوت قد يُفسر على أنه ضعف أو تهاون في الدفاع عن سمعة عائلة الرئيس الراحل.
وعادت نجلاء لتعبر عن انزعاجها من تكرار ذكر هذه السيدة في الإعلام ومواقع التواصل، قائلة:
“أنا مع حضرتك إن كلامها فارغ، بس الهوجة اللي عملتها اليومين دول مضايقاني. كل ما يقولوا بنت حسني مبارك بيستفزني. زج اسم الريس ربنا يرحمه ويغفر له لازم يتحط له حد. تحياتي لحضرتك”.
كما أشارت في تغريدة لاحقة إلى أن هناك “أنباء” عن إلقاء القبض على السيدة المعنية، إلا أن هذه المعلومة لم تؤكدها جهات رسمية حتى لحظة نشر هذا التقرير.

ظاهرة التشهير وادعاءات النسب: قضية اجتماعية متكررة
هذا النوع من القضايا ليس جديدًا على المجتمعات العربية، حيث تلجأ بعض الشخصيات غير المعروفة أحيانًا إلى إطلاق ادعاءات ملفقة بهدف الشهرة أو تحقيق مكاسب معينة، مستغلة أسماء شخصيات عامة ومرموقة، وخصوصًا من رحلوا عن عالمنا ولا يمكنهم الدفاع عن أنفسهم.
وفي ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة الوصول إلى الجمهور، أصبح ترويج الشائعات والأكاذيب أمرًا أكثر سهولة وأسرع تأثيرًا. ومع غياب المساءلة القانونية في بعض الأحيان، يجد البعض أن “السكوت” من الشخصيات المعنية يُعتبر أفضل وسيلة لتجنب تصعيد الموقف أو منحه مزيدًا من الزخم الإعلامي.
علاء مبارك: حضور مستمر وتفاعل انتقائي
يُعرف علاء مبارك ابن الرئيس الراحل حسني مبارك بحضوره المستمر على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث يحرص على التفاعل مع المتابعين والتعليق على القضايا السياسية والاجتماعية أحيانًا، مع اتباعه لأسلوب متزن في التعبير، يمزج بين الجدية واللباقة.
لكن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها علاء مبارك لأسئلة محرجة أو محاولات استفزاز من متابعين، وهو غالبًا ما يتعامل معها بالتجاهل أو بالردود الهادئة، متفاديًا الدخول في جدال مباشر أو النزول إلى مستوى المهاترات، وهو ما بدا واضحًا أيضًا في هذه الحادثة.
ردود الأفعال: بين الدفاع والغضب الشعبي
وعلى إثر التفاعل الذي أحدثته هذه الواقعة، امتلأت منصات التواصل بعدد كبير من التعليقات التي عبّرت عن دعمها لعائلة مبارك، ورفضها لما وصفوه بـ”الادعاءات الرخيصة” التي تسعى لتشويه صورة الرئيس الراحل الذي حكم مصر لأكثر من ثلاثة عقود.
وفي المقابل، لم تخلُ التعليقات من انتقادات موجهة لبعض وسائل الإعلام التي تناولت تصريحات السيدة المدعية دون تمحيص، مما ساعد في انتشار المعلومة رغم عدم وجود دلائل تؤكدها.

يبقى الجدل قائمًا حول كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات؛ هل الأفضل تجاهلها وعدم منحها الضوء الإعلامي، أم مواجهتها قانونيًا لكشف زيفها؟ علاء مبارك اختار طريق التجاهل، مؤكدًا أن مثل هذه الادعاءات لا تستحق الرد، وهو موقف يعكس رؤية شخصية مبنية على عدم الانجرار وراء التفاهات، لكنها تفتح الباب في الوقت ذاته لمزيد من النقاش حول مسؤولية الرد في زمن تزداد فيه فوضى المعلومات وغياب الرقابة.