دبي – السابعة الإخبارية
أعلنت وحدة الأعمال السحابية التابعة لشركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة علي بابا، الثلاثاء 22 أكتوبر 2025، عن افتتاح مركز بيانات جديد في دبي، هو الثاني لها في العاصمة الإماراتية، بعد تسع سنوات من تدشين مركزها الأول في المنطقة. هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية واسعة لتوسيع خدمات الحوسبة السحابية عالميًا، وسط ارتفاع الطلب على الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي.

توسع استراتيجي يلبي الطلب المتزايد
بحسب تقرير لوكالة “رويترز”، يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه المنطقة زيادة سريعة في الطلب على خدمات الحوسبة السحابية، لا سيما مع تسارع اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي والرقمنة في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة. ووفقًا لبيان رسمي صادر عن “علي بابا كلاود”، فإن المركز الجديد في دبي يعكس التزام الشركة باستثمار كبير في البنية التحتية الرقمية، ضمن خطة استثمارية ضخمة تبلغ قيمتها 380 مليار يوان صيني (حوالي 53 مليار دولار أمريكي) على مدى ثلاث سنوات.
ولم يكشف البيان عن تفاصيل مالية دقيقة تخص تكلفة المشروع الجديد، لكنه أكد أن المركز يعزز من قدرة الشركة على توفير خدماتها بفعالية أكبر لعملائها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
الإمارات والذكاء الاصطناعي.. بيئة محفزة للنمو
قال إيريك وان، نائب رئيس علي بابا كلاود الدولية والمدير العام الإقليمي لشركة علي بابا كلاود إنتليجنس:”يُعد وضع الشرق الأوسط، وبالأخص الإمارات، المتميز في سرعة تبني الذكاء الاصطناعي ونظامها البيئي التعاوني من العوامل الحاسمة التي تمكّن الشركات في القطاعين العام والخاص من الازدهار والنمو.”
في الواقع، تعتبر الإمارات من بين الدول الأكثر استثمارًا في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. فقد أعلنت البلاد عن مشاريع ضخمة لبناء مراكز ذكاء اصطناعي متطورة، كان أبرزها توقيع اتفاق في مايو الماضي لبناء أكبر مركز ذكاء اصطناعي خارج الولايات المتحدة، بالتعاون مع شركات تكنولوجية عملاقة مثل إنفيديا وأوبن إيه.آي.
هذا المناخ الاستثماري والدعم الحكومي الكبير يجعلان من دبي مركزًا جاذبًا لشركات التكنولوجيا العملاقة التي تسعى إلى تعزيز حضورها في المنطقة، ويبرران اختيار علي بابا لتوسيع بنيتها التحتية الرقمية هناك.

شراكات محلية لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي
خلال فعاليات معرض جيتكس العالمي للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أعلنت علي بابا كلاود عن توقيع عدة شراكات استراتيجية مع مؤسسات وشركات محلية وإقليمية لتعزيز استغلال قدرات البنية التحتية السحابية في الإمارات. من أبرز هذه الشراكات تعاونها مع يو بنك، وهو بنك رقمي مدعوم من أبوظبي، في سبيل تسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية.
هذه الخطوة تؤكد على توجه الشركة لتعزيز التكامل بين البنية التحتية الحديثة والتقنيات المتقدمة، لتقديم حلول ذكية مبتكرة تناسب متطلبات السوق المتغيرة، وتساعد في دفع عجلة التحول الرقمي في المنطقة.
منافسة شرسة في سوق الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي
مع دخول علي بابا كلاود بقوة إلى سوق الشرق الأوسط، تتزايد المنافسة بين مزودي خدمات الحوسبة السحابية العالميين، من أمثال أمازون ويب سيرفيسز (AWS)، مايكروسوفت أزور، وجوجل كلاود، الذين يسعون جميعًا إلى تعزيز حضورهم في المنطقة.
ويمثل هذا التوسع فرصة كبيرة لعلي بابا كلاود لتعزيز مكانتها في سوق عالمي يتوقع أن يشهد نموًا متسارعًا، خصوصًا مع الطلب المتزايد على الحلول السحابية في القطاعات المالية، الصناعية، والخدمية، إضافة إلى مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.

آفاق المستقبل ودور دبي كبوابة رقمية
يُنظر إلى دبي على أنها مركز رقمي إقليمي متنامي، يدعم الابتكار والتكنولوجيا الحديثة، مما يجعلها منصة مثالية لشركات مثل علي بابا لتقديم خدماتها بشكل محلي وإقليمي. ويمثل مركز البيانات الجديد خطوة نحو تمكين مزيد من المؤسسات من الاستفادة من قدرات الحوسبة السحابية لتسريع أعمالها، وزيادة كفاءتها، وخفض التكاليف.
كما أن التزام علي بابا باستثمارات ضخمة في المنطقة يعكس إيمان الشركة بإمكانات سوق الشرق الأوسط، ورغبتها في المساهمة في رسم مستقبل رقمي مستدام ومحفز للنمو الاقتصادي.
يشكل إطلاق مركز البيانات الثاني لشركة علي بابا كلاود في دبي علامة فارقة في تطوير البنية التحتية الرقمية للشرق الأوسط، ويعكس اهتمامًا متزايدًا بتعزيز حضور التكنولوجيا الصينية في المنطقة. مع تزايد الطلب على الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية، تستعد الإمارات بقيادتها الطموحة وجاذبيتها الاستثمارية لتكون مركزًا عالميًا للتكنولوجيا، وسط منافسة محتدمة بين عمالقة التكنولوجيا العالميين.