دبي – السابعة الاخبارية
عمرو دياب، أطل النجم المصري عمرو دياب على جمهوره في دبي في واحدة من أضخم حفلاته خلال عام 2025، وسط حضور تجاوز 16 ألف متفرج احتشدوا منذ الساعات الأولى في ساحة المسرح، منتظرين لحظة صعود “الهضبة” إلى الخشبة ليتحول المكان إلى موجة من الحماس والطاقة والحب.
إلا أن المفاجأة الكبرى كانت عندما قطع دياب الحفل في لحظة وطنية مؤثرة، ليعبّر عن فخره واعتزازه ببلده مصر، موجهًا رسالة خاصة بمناسبة افتتاح “المتحف المصري الكبير”، لتتحول الليلة من سهرة موسيقية إلى مشهد يجمع الفن بالوطنية والانتماء.
عمرو دياب في دبي بإطلالة فرعونية ورسالة حب لمصر
أقيم الحفل مساء السبت في أحد أبرز مسارح دبي المفتوحة، في أجواء مليئة بالحماس والبهجة. قبل انطلاق الفقرات بساعات، احتشد الجمهور أمام البوابات رافعين صور عمرو دياب ولافتات الترحيب، فيما علت أصوات الأغاني القديمة والجديدة للهضبة في كل مكان.
وعند لحظة دخوله المسرح، دوّى التصفيق والصيحات في مشهد لا يُنسى، إذ بدأ الحفل على أنغام أغنيته الشهيرة “يا أنا يا لأ”، لتشتعل الأجواء منذ الدقائق الأولى وتتحول الأمسية إلى احتفالية غنائية استثنائية.

لفت دياب الأنظار بإطلالته التي حملت طابعًا فرعونيًا أنيقًا، حيث ارتدى قلادة تحمل رمز مفتاح الحياة، في إشارة إلى الحضارة المصرية القديمة وتزامنًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير في القاهرة.
ورغم تواجده خارج الوطن، لم يفوّت الفرصة ليعبّر عن فخره بمصر، فوقف على المسرح وقال وسط تصفيق الجمهور: “اسمحولي بما إني مغني مصري، أحيي بلدي بافتتاح المتحف الكبير.. أنا بحب مصر تاني وتالت وعاشر، وفخور إني مصري”.
كانت كلماته صادقة ومليئة بالعاطفة، فتعالت الهتافات وردّد الحضور معه عبارة “تحيا مصر” في مشهد مهيب اختلطت فيه الوطنية بالفن.
تفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي
ما إن انتشر مقطع الفيديو الذي وثّق لحظة حديثه عن مصر حتى امتلأت منصات التواصل بالتعليقات التي تشيد بموقفه الوطني.
عبّر الجمهور عن تقديره الكبير للهضبة الذي لم ينس وطنه رغم نجاحاته العالمية وانشغاله بجولاته الخارجية. واعتبر كثيرون أن تلك اللحظة كانت من أجمل ما قدّمه في حفلاته الأخيرة، خاصة وأنها تزامنت مع حدث تاريخي يخص مصر كلها.
تامر حسين يوثّق كواليس الحفل
الشاعر الغنائي تامر حسين، الذي تربطه علاقة صداقة قوية بعمرو دياب، حرص على توثيق كواليس الحفل من خلف الكواليس وعلى المسرح، حيث نشر عبر حسابه في منصة “إنستغرام” صورًا جمعته بالهضبة مع تعليق جاء فيه: “من حفل الأسطورة عمرو دياب.. رقم 1 في الوطن العربي، حفلة جماهيرية كبيرة النهارده في دبي”.
الصور أظهرت حالة الفرح التي عاشها الجميع، سواء الجمهور أو فريق العمل الذي يقف خلف نجاح كل حفلات دياب.
أجواء غنائية مفعمة بالطاقة والحب
استمر الحفل لساعات قدّم خلالها دياب باقة من أبرز أغنياته الحديثة من ألبومه “ابتدينا”، من بينها “ماليش بديل”، و”بابا”، و”أجمل عيون”، إلى جانب مجموعة من الأغاني التي شكّلت ذاكرة جيل كامل مثل “تملي معاك”، و”العالم الله”، و”قمرين”.
كان الهضبة يتنقّل بين الماضي والحاضر بإحساسه المميز وحضوره الذي لا يُنافس، بينما يشاركه الجمهور الغناء في كل لحظة وكأنهم جزء من الفرقة الموسيقية نفسها.
لحظات موسيقية لا تُنسى
من بين اللحظات التي خطفت الأنفاس خلال الحفل، كانت فقرة أغنية “وحشتيني”، حين صعد الموزع الموسيقي نادر حمدي إلى المسرح ليعزف صولو البيانو الرئيسي للأغنية، فتعالت الأصوات واشتعلت الأضواء في مشهد فني مدهش جمع بين العزف المباشر وصوت دياب الدافئ الذي ملأ المكان إحساسًا.
تلك اللحظة بدت وكأنها تجسيد للعلاقة الفريدة التي تربط دياب بفريقه الموسيقي، ولقدرته على تحويل كل أغنية إلى عرض حيّ يشعر به الجميع.
ختام أسطوري بأغنية “شايف قمر”
اختتم عمرو دياب الليلة بأغنية “شايف قمر” التي أشعلت المسرح وجعلت الجمهور يردد كلماتها بصوت واحد، في ختام مثالي لأمسية فنية جمعت بين الفرح والحنين والاعتزاز.
كان واضحًا أن الهضبة ما زال يحتفظ بسحره وحضوره المتجدد رغم مرور أكثر من أربعة عقود على بدايته الفنية. ومع نهاية الحفل، عبّر الجمهور عن أملهم في عودته إلى دبي قريبًا لحفل جديد بنفس الروح والطاقة.

دبي.. محطة النجاح الدائم في مسيرة الهضبة
لا تُعد دبي مدينة عادية بالنسبة لعمرو دياب، فهي واحدة من أكثر المدن التي شهدت على نجاحاته الجماهيرية في السنوات الأخيرة، وغالبًا ما يختارها لتكون محطة رئيسية في جولاته الغنائية.
فخلال السنوات الماضية، قدّم فيها حفلات ضخمة تخطّى عدد حضورها عشرات الآلاف، ليؤكد دائمًا أنه النجم العربي الأكثر تأثيرًا وانتشارًا في الوطن العربي وخارجه.
بين الفن والوطن.. عمرو دياب يكتب لحظة خالدة
ما فعله دياب في دبي تلك الليلة لم يكن مجرد مبادرة عابرة، بل كان رسالة عميقة تحمل رمزية كبيرة، فقد أراد أن يقول إن الفنان الحقيقي لا ينفصل عن وطنه حتى وهو في أقصى نقطة من العالم.
كلماته البسيطة حملت صدقًا ودفئًا جعلها تصل إلى قلوب الآلاف الذين تابعوا الحفل على الهواء ومنصات التواصل. لقد حوّل الهضبة ليلة موسيقية إلى لحظة فخر واعتزاز وذاكرة وطنية لن تُنسى.
فن متجدد ومسيرة لا تعرف التكرار
في كل ظهور جديد له، يثبت عمرو دياب أنه ما زال قادرًا على مفاجأة جمهوره، سواء من خلال موسيقاه الحديثة أو حضوره القوي على المسرح. فهو الفنان الذي يجمع بين الحداثة والتراث، وبين البساطة والعظمة في الوقت ذاته.
حفله في دبي لم يكن مجرد محطة غنائية، بل تأكيدًا جديدًا على أنه لا يزال النجم الأول في العالم العربي، وأن جمهوره يزداد اتساعًا عامًا بعد عام، تمامًا كما يزداد حبّه لوطنه الذي لا يغيب عن وجدانه لحظة واحدة.
وفي نهاية تلك الليلة، لم يكن الحضور في دبي يشاهدون مجرد حفلة فنية، بل كانوا شهودًا على لحظة يختلط فيها الفن بالعاطفة، والنجاح بالوطنية، ليؤكد عمرو دياب مرة أخرى أنه ليس مجرد مغنٍ، بل ظاهرة عربية متفردة تُكتب فصولها على أنغام الموسيقى ورفرفة القلب باسم “مصر”.
