القاهرة، محمد الصو – السابعة الاخبارية
عمرو مصطفى، كشف الفنان والموسيقار الكبير عمرو مصطفى عن كواليس رحلته مع مرض السرطانملخص وأهداف مباراة منتخب مصر وجنوب إفريقيا في كأس الأمم الإفريقية 2025 (فيديو)، وكيف تحوّلت هذه التجربة القاسية إلى نقطة فاصلة أعادت ترتيب أولوياته وأشعلت شغفه الفني من جديد. وأكد مصطفى أن التعامل مع المرض بوعي وإيمان قلب تجربته الصعبة إلى فرصة للتجديد والإبداع.
وخلال لقاءه في برنامج “ضيفي” مع الإعلامي معتز الدمرداش على قناة “الشرق”، وصف مصطفى مرضه بأنه لم يكن أزمة أو محنة، بل اعتبره “منحة من الله”، مؤكداً أن هذا التفكير ساعده على مواجهة التحديات النفسية والجسدية المصاحبة للعلاج.
View this post on Instagram
عمرو مصطفى ورحلة العلاج وتجربة جديدة للحياة
كشف عمرو مصطفى أنه خضع للعلاج الكيماوي، المصمم لتدمير الخلايا السرطانية، وأنه لا يزال يتناول أدوية علاجية لفترة تمتد إلى خمس سنوات. وأوضح أن معرفته بالمرض منذ البداية منحته شعورًا غريبًا بالطمأنينة، حيث أدرك أن هذا المرض سيعيده إلى جوهره، بعيدًا عن ضغوط الحياة ومتعها الزائفة.
وأشار إلى أن هذه التجربة منحت حياته صفاءً وبساطة غير متوقعة، وأعادته إلى ذاته الأصلية، الموسيقار الذي بدأ مسيرته الفنية من الصفر، متجاوزًا كل التفاصيل الثانوية التي كانت تشغله عن شغفه الحقيقي بالفن.
عمرو مصطفى.. المرض يعيد إشعال الشغف الفني
أكد مصطفى أن مواجهة السرطان أعادته إلى حبه الأول للموسيقى والملحنين، وأشعل رغبة جديدة في الإبداع. وقال إن هذه الفترة أعادته إلى بداياته الفنية، محا الكثير من التفاصيل الزائفة في حياته، وأعاد إليه شغفه الحقيقي بالفن، وجعلته يبدأ مرحلة جديدة بروح مختلفة ونظرة أعمق للحياة والعمل الإبداعي.
وأشار إلى أن هذه التجربة غيّرت طريقة تعامله مع العمل الفني، وجعلت اهتمامه يتركز على المشاريع التي تحمل قيمة حقيقية، بعيدًا عن المظاهر والشهرة الزائفة.

حلم نشيد وطني لمصر
تطرق عمرو مصطفى أيضًا إلى أحد أحلامه الفنية القديمة، وهو تقديم نشيد وطني لمصر. وأوضح أنه لحّن أغنية “بلادي” على هذا الأساس، والتي قدّمت لاحقًا في افتتاح قناة السويس، معتبرًا هذه التجربة محطة مهمة في مسيرته الفنية، وأحد أبرز الإنجازات التي تشكّل نقطة فارقة في حياته المهنية.
وقال إن العمل على هذا المشروع أعاد إليه شعورًا بالفخر والانتماء للوطن، وأكد أن الموسيقى الوطنية تحتل مكانة خاصة في قلبه، وتستمر في كونه مصدر إلهام دائم لأعماله المستقبلية.
دفاع عن منى زكي وإشادة بفيلم “الست”
في سياق آخر، حرص عمرو مصطفى على دعم الفنانة منى زكي، مشيدًا بفيلمها “الست” ووصفه بالتحفة الفنية. وأكد أن الفيلم قُدِّم بمستوى عالٍ من الجودة، داعيًا الجمهور لمشاهدته في دور العرض، مشيرًا إلى أن فريق العمل تعامل مع سيرة كوكب الشرق أم كلثوم بحب واحترام كبيرين.
وأكد مصطفى أن صُنّاع الفيلم يقدّرون قيمة أم كلثوم الفنية والتاريخية، ولن يقدموا العمل بطريقة تقلل من مكانتها أو تسيء لتاريخها، معتبرًا أن احترام التاريخ الفني جزء لا يتجزأ من نجاح أي عمل سينمائي.
العمق الإنساني وراء تجربة عمرو مصطفى
أوضح مصطفى أن تجربة المرض لم تكن مجرد اختبار جسدي، بل كانت تجربة روحية وإنسانية عميقة، أعادته للتفكير في الأولويات الحقيقية للحياة. وأكد أن المرض علّمه الصبر، والتقدير للأشياء البسيطة، والاهتمام بالعلاقات الإنسانية الحقيقية بعيدًا عن صخب الحياة اليومية.
وأشار إلى أن مواجهة السرطان جعلته أكثر قدرة على التعامل مع الضغوط الفنية والمهنية، وأكسبه قوة داخلية ساعدته على الاستمرار في العمل والإبداع رغم التحديات.
عمرو مصطفى بين الفن والصحة
أكد الفنان أن صحته أصبحت الآن أولوية قصوى، ولكنه لم يسمح لها أن توقف مسيرته الفنية. وقال إن الإبداع الفني جزء من شفائه النفسي والروحي، وأن الموسيقى كانت وسيلته لتجاوز الصعاب، واستعادة ثقته بنفسه وبقدرته على تقديم أعمال مؤثرة.
وتعد هذه النظرة المتوازنة بين الصحة والعمل مثالًا على كيفية مواجهة التحديات الكبرى في الحياة دون التخلي عن الشغف والطموح.
رؤية جديدة للفن والحياة
تجربة عمرو مصطفى مع السرطان أعادته إلى رؤية أعمق للفن والحياة معًا. وأوضح أنه بات يختار أعماله بعناية أكثر، ويركز على المشاريع التي تحمل رسالة وقيمة حقيقية، بعيدًا عن المظاهر التجارية فقط. كما أعاد المرض إشعال شغفه بالموسيقى، وجعله يبتكر بروح جديدة مليئة بالطاقة والتجدد.
وقال إن هذه التجربة علمته أن الحياة لا تُقاس بعدد السنوات، بل بعمق التجارب التي نخوضها، وبالقدرة على تحويل المحن إلى فرص للنمو والإبداع.

عمرو مصطفى نموذج للإصرار والتجدد
تجربة عمرو مصطفى مع السرطان جعلت منه نموذجًا للإصرار والإيجابية، ليس فقط على الصعيد الشخصي، بل أيضًا في مسيرته الفنية. فهو مثال على كيف يمكن للتحديات الكبرى أن تصبح نقطة انطلاق جديدة، وتحفز الفنان على تقديم أفضل ما لديه.
ومع استمرار رحلته العلاجية والفنية، يظل عمرو مصطفى مصدر إلهام للعديد من الشباب والفنانين، مؤكدًا أن الشغف الحقيقي والإيمان بالقدرة على التغيير يمكن أن يحوّل أي تجربة صعبة إلى منحة حقيقية للحياة والفن.
