دبي- السابعة الإخبارية
في عملية نوعية أُطلق عليها اسم “عملية المجهر”، تمكنت القيادة العامة لشرطة دبي من الإطاحة بعصابة إجرامية دولية مُنظمة تخصصت في سرقة الفلل السكنية واستهداف عملاء البنوك، وذلك بعد أن وضعت أفرادها “تحت المجهر”، ورصدت تحركاتهم وتنقلاتهم خارج الدولة وداخلها بدقة متناهية، وصولاً إلى ساعة الصفر ومداهمة مقر سكنهم، وإلقاء القبض عليهم.
وأعلنت القيادة العامة لشرطة دبي خلال مؤتمر صحافي عقدته في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، عن تفاصيل “عملية المجهر”، بحضور سعادة اللواء جمال سالم الجلاف مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، و العميد محمد عقيل أهلي، نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون البحث والتحري، والعقيد سعيد العيالي، نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون الإدارة والرقابة، والعقيد سعيد القمزي، مساعد المدير العام لشؤون العمليات الجنائية، العقيد عادل الجوكر، مساعد المدير العام لشؤون البحث والتحري، والعقيد عبد الله محمد، مدير إدارة البحث الجنائي، وعدد من الضباط والصحفيين.
وحول التفاصيل، أكد سعادة اللواء جمال سالم الجلاف، أن القضية بدأت بعد تلقي شرطة دبي عدة بلاغات بتعرض فلل في مجمعات سكينة إلى السرقة من قبل مجهولين، استغلوا سفر قاطنيها إلى خارج الدولة، وكسروا أبوابها، وتمكنوا من الدخول إليها تحت جنح الظلام، وسرقة مبالغ مالية ومجوهرات.
وأضاف اللواء الجلاف أن شرطة دبي شكلت فريق عمل من الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، لمتابعة البلاغات والبحث عن المتورطين، إلى أن تمكنت من التوصل إلى هوية 4 أشخاص ينتمون إلى عصابة منظمة متخصصة في عمليات السطو و السرقة من جنسية إحدى دول أمريكا اللاتينية ، وحضروا إلى الدولة بغرض السرقة.
وأكد: ” تبين لفريق العمل أن العصابة تمكنت من مغادرة الدولة قبل أن يتم الإبلاغ عن تلك السرقات، وبمتابعتهم دولياً تبين بأنهم غادروا إلى إحدى الدول في منطقة الشرق الأوسط ومن ثم إلى دولة مجاورة لها عن طريق المنافذ البرية”.
العودة إلى دبي
وقال اللواء الجلاف: ” من واقع خبرة رجال التحريات في القيادة العامة لشرطة دبي و من مسيرة عملهم في متابعة تلك العصابات ميدانياً تيقن فريق العمل من أن أفراد العصابة غادروا إلى دول الشرق الأوسط و لم يغادروا إلى موطنهم، وأفضت عمليات البحث و التحري و جمع الاستدلالات أن مسألة عودتهم إلى الدولة مجرد وقت وعليه تم وضعهم تحت المجهر تحسباً لعودتهم”.
وتابع:” بعد حوالي شهر تمكن فريق العمل من رصد أفراد العصابة عن طريق كاميرات برنامج “عيون” أثناء دخولهم إلى الدولة فتم السماح لهم بالدخول لمتابعتهم و مراقبتهم من قبل فرق العمل الميدانية و ذلك للكشف عما إذا كان لديهم أي أشخاص متورطين معهم في تلك البلاغات أو اشخاص يقومون بتقديم الدعم اللوجستي لهم داخل الدولة أو الاستدلال عن مكان إخفائهم للمسروقات في البلاغات السابقة”.
وأضاف اللواء الجلاف أن فريق العمل تمكن من متابعة أدق تحركات العصابة بعد وضعهم تحت المراقبة اللصيقة على مدار 24 ساعة في كافة الخطوات التي يقومون بتنفيذها، حيث توجهوا إلى محال تأجير السيارات، واستأجروا سيارة، واستخدموها في التوجه إلى المجمعات السكنية بغرض رصد الفلل وسرقتها، وبعد فترة بسيطة، استبدلوا السيارة بأخرى، وذلك لعدم لفت الانتباه إليهم أثناء تنقلهم، وكانت كافة هذه الخطوات تتم تحت أعين رجال التحريات.
تغير نشاطهم لعملاء البنوك
وأوضح اللواء الجلاف أن أفراد العصابة لم يتمكنوا هذه المرة بعد قدومهم إلى الدولة من سرقة أي فيلا سكنية، نظراً لوجود الإجراءات الاحترازية التي أشرفت عليها القيادة العامة لشرطة دبي متمثلة في إدارة الحد من الجريمة للحد من تلك الجرائم، والتي اشترطت على المجمعات السكنية وضع الحراسات وكاميرات المراقبة الحديثة و اضاءة المناطق المظلمة وتثقيف وتحفيز المجتمع في الاشتراك في برنامج “أمن المساكن” والذي تشرف عليه أيضاً القيادة العامة لشرطة دبي، وهنا قرر أفراد العصابة نقل نشاطهم من ساعات المساء إلى النهار، باتخاذهم قرار استهداف عملاء البنوك، ممن يحملون بحوزتهم مبالغ مالية كبيرة.
وأضاف أن العصابة استهدفت أحد عملاء البنوك، وتمكنت من سرقة ما يزيد عن 60 ألف درهم ، بأسلوب إجرامي بثقب إطار سيارة المجني عليه ، فيما باغته آخر بالسطو على المال من داخل السيارة، لكن جريمتهم هذه كانت تحت ظل ورقابة رجال الشرطة حيث تم ضبطهم، وتحريز المبلغ المالي المسروق من العميل البنكي.
ومن خلال التحقيقات، اعترفوا بقيامهم بعدة سرقات داخل عدة دولة زاروها.
ضرورة التسجيل في أمن المساكن
تحفز القيادة العامة لشرطة دبي، المواطنين والمقيمين للاشتراك في خدمة برنامج “أمن المساكن الذكي” عبر تطبيق شرطة دبي على الهواتف الذكية، وعبر موقع شرطة دبي على شبكة الإنترنت العالمية، لزيادة تعزيز الامن و الأمان وأوضح اللواء الجلاف أن خدمة برنامج “أمن المساكن الذكي”.
وأوضح العميد محمد عقيل أهلي نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون البحث والتحري، أن خدمة أمن المساكن هي خدمة أمنية وقائية لحماية منازل الجمهور أثناء قضائهم إجازاتهم داخل أو خارج الدولة أو خلال سفرهم لأي أسباب أخرى لتتم مراقبة المنازل عبر كاميرات المراقبة وأجهزة الاستشعار لتعزيز الأمن والأمان فيها.
كما ودعا العميد محمد عقيل أهلي، مالكي الفلل السكنية إلى أهمية وضع كاميرات مراقبة في محيط منازلهم لزيادة تعزيز الأمن والأمان فيها، إلى جانب عدم مخالفة قوانين العمل في تشغيل عمالة مخالفة، أو جلب عمال صيانة مخالفة أو أية شركات غير مرخصة أو الاستعانة بالمزارعين الغير مرخصين للإشراف على الحدائق المنزلية أو مُخالفين لقوانين الجنسية والإقامة ، مما يزيد من فرص تعرض المنازل للسرقة و ان معظم بلاغات السرقة التي سجلت لدينا كان سببها تلك المخالفات.
الحيطة والحذر لعملاء البنوك
وعلى صعيد عملاء البنوك، أكد اللواء الجلاف أهمية عدم حمل مبالغ مالية كبيرة من قبل العملاء أثناء خروجهم من البنوك، والاستعانة بسيارات شركات نقل الأموال المُختصة في حال كانت المبالغ كبيرة، إلى جانب ضرورة أخذ الحيطة والحذر دائماً، خاصة حال حمل مبالغ مالية والسير بها في الشارع العام، والحذر من محاولة البعض تشتيت انتباههم كما فعلت العصابة بثقب إطار سيارة العميل البنكي.
ودعا اللواء الجلاف أفراد المجتمع للمساهمة في تعزيز الأمن والحد من الجريمة، من خلال الإبلاغ عن التجاوزات غير القانونية عبر خدمة “عين الشرطة” التي توفرها شرطة دبي على تطبيقها الذكي، أو الاتصال بمركز الاتصال 901 أو على رقم الحالات الطارئة 999.